كعكة الحرب المرة.. الجبايات تشعل اقتتالًا حوثيًّا عنيفًا
عند الحديث عن صراعات تندلع في صفوف المليشيات الحوثية فإنّ السبب الأول الذي تعود إليه مثل هذه الأحداث هو تصارع قادة هذا الفصيل الإرهابي على جمع الأموال.
الأيام القليلة الماضية شهدت تصاعدًا في الصراعات الداخلية بين قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة إب، وقد وصل الأمر إلى حد سقوط قتلى وجرحى بين قيادات ميدانية.
وكشفت مصادر محلية، لـ"المشهد العربي"، عن احتجاز نجل القيادي الحوثي علي عبدالله الوشلي، ويدعى أحمد الوشلي، المُعين من المليشيات مديرًا لأمن مدينة القاعدة، في العناية المركزة بإحدى مستشفيات مدينة إب.
وقالت المصادر إنَّ الوشلي يرقد في حالة حرجة، بعد إصابته بعدة طلقات نارية، خلال اشتباكات مسلحة، في سوق القات بمفرق ذي السفال، جنوب المحافظة.
وأصيب الوشلي في اشتباكات بين مسلحين تابعين لوالده، ومرافقي المشرف الحوثي، وذلك بسبب خلافٍ اندلع بين القيادي الحوثي الوشلي ومشرف المليشيا، حول النفوذ والجبايات ونقاط جمع إتاوات مالية تعود لصالح تلك القيادات.
وأشارت المصادر إلى أنّ تبادلًا لإطلاق النار جرى بصورة كثيفة وسط السوق، ما أدّى لحالة من الرعب والهلع في أوساط المارة الذين تركوا السوق وفروا من المكان.
ووقعت الاشتباكات بعد ساعات من إقدام مليشيا الحوثي على قتل الشاب فؤاد الصامت وإصابة شقيقه سليم، في مدينة إب.
وكثيرًا ما يتم الكشف عن صراعات أجنحة تندلع بين قادة المليشيات الحوثية، فقبل بضعة أيام تحول اجتماعٌ لقيادات المليشيات في مديرية الثورة في صنعاء إلى عراك وتهديدات بين قيادات هذا الفصيل الإرهابي بسبب الخلافات على المخصصات المالية الخاصة بمعرض قتلى المليشيات.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ القيادي الحوثي إبراهيم الكبسي مشرف المليشيات في المديرية اتهم القيادي الحوثي محمد الدرواني المعين من المليشيات مديرًا للمديرية، بسرقة المخصصات المالية الخاصة بمعرض صور القتلى.
وأضافت المصادر أنّ "الكبسي" و"الدرواني" تبادلا الاتهامات قبل أن يتحول إلى عراك وكاد يصل إلى اشتباك مسلح لولا تدخل الحاضرين .
وأشارت إلى أنّ الكبسي اتهم الدرواني بسرقة 20 مليون ريال في حين إن الصور لم تتجاوز تكلفتها مليون ريال كما أن القاعة التي خصصت لإقامة الفعالية حصل عليها مجانا بابتزاز أصاحبها.
وتُنظّم مليشيا الحوثي معارض صور لقتلاها وفعاليات تمجد قتلى المليشيات ضمن ما تسميه المليشيات أسبوع الشهيد وهو ذكرى مصرع مؤسس المليشيات حسين بدر الدين الحوثي.
وفيما يتعلق بالجبايات، فقد استطاعت المليشيات الحوثية خلال سنوات حربها العبثية من تكوين ثروات مالية طائلة من وراء الجبايات التي تُفرض ضد السكان على صعيد واسع.
ومؤخرًا، انضمت "التأمينات" إلى الهيئات والمؤسسات التي استغلتها المليشيات الحوثية، من خلال فرض جبايات تستنزف السكان ما يُمكِّن الحوثيين من جمع أموال كبيرة لتمويل حربهم العبثية بالإضافة إلى تكوين ثروات طائلة.
وساد سخطٌ بين أوساط المعلمين الذين يعملون في مدارس أهلية بعد شروع المليشيات الحوثية في اتخاذ شكل جديد من إجراءاتها التعسفية ونهبها الممنهج لجباية الأموال عبر طرق وأساليب متنوعة ومن أبواب ومنافذ متعددة.
واستهدفت المليشيات، قطاع التأمينات الذي كان في مقدمة المؤسسات التي حرص الحوثيون على استنزافها بعد سيطرتهم على صنعاء.
ووجَّهت المليشيات الحوثية، تهديدات للمدارس الأهلية عبر المؤسسة العامة للتأمينات الواقعة تحت سيطرتها بإغلاقها، في حالة عدم رفع كشوف بكوادرها وتقديم إقراراتها المالية، أو التأخر في تسديد رسوم التأمين.
وكشفت مصادر محلية أنّ قيادة المليشيات الحوثية تسعى إلى جباية التأمينات على الموظفين والعاملين بقطاع المدارس الأهلية بأثر رجعي لسنوات سابقة، وهو ما سيثقل كاهل المدارس وقد يعرضها للإفلاس والإغلاق.