أعوام طويلة ينخر في أدمغة الطلاب ويؤسس لأجيال جنوبية تقودها الأمية المبطّنة:

التجهيل .. سلاح التدمير المحكم

الأربعاء 6 ديسمبر 2017 23:22:00
التجهيل .. سلاح التدمير المحكم
المشهد العربي/ دفاع صالح

دفاع صالح

ذات عام في عهدٍ مضى أُعلنت عدن مدينة خالية من الأُميّة ، وذات أعوام عجاف كان التجهيل هو السلاح الأشد فتكا والذي استخدمه نظام التهميش والإقصاء لإفشاء الأمية في (مدارس التعليم) بأساليب وطرق ملتوية لتظل عدن في فخ موقوت تغفو فيه لتصحى على عالم مفجع لا يمت لريادتها ومدنيتها بصلة..

في  " المشهد العربي " نتحدث في جزئيات تخلو من التفاصيل عن وضع التعليم في تلك السنوات العجاف، وسبل انعاشه لعودة روح التعليم إلى رائدة التمدن (عـدن) ..

مهرجان الامتحانات

امتحانات إنهاء الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي- مستمرة في مدارس عدن، وما زالت المؤشرات التعليمية متدنية ولاشيء سوى ذلك .. هذا هو الحصاد الذي تجنيه مدارسنا نهاية كل عام دراسي منذ سنوات.. فما الذي ننتظره من أيام دراسية خاوية تختتم في مرحلتيها الأساسية والثانوية بمهرجان للغش يدعى (امتحانات)؟!

أعوام دراسية تبدأ بغش وتنتهي بغش وبإشراف رسمي لا هدف ولا نتيجة له سوى التجهيل، سلاح التدمير المحكم ..

(حكمة اليوم) صارت (حكمة الأمس)

مقولة (من جد وجد ومن زرع حصد) التي تكررت مرات ومرات على السبورة كـ(حكمة اليوم) والتي كان يتخذها كل طالب مجد شعارا يتغنى به – لم تعد لها جدوى تذكر, انتهى عهدها في ظل رياح فوضى عارمة عصفت بوضع التعليم محاولة اجتثاث كل ما هو جميل ..

ما شهدته السنوات الماضية في مواسم الامتحانات تحقير للعلم بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. طلاب مع أهاليهم في قاعات الامتحانات .. مسلحون يباركون الفوضى .. إدارات مستهترة .. إجابات عن بعد ووسائل متاحة بكل أشكالها .. مراقبون يستلمونها نقدا, مبالغ لا تُذكر، بل تنال بعمق من جلالة معلم (كاد أن يكون رسولا)..

تجاوزات وخروقات لا حصر لها خلال أعوام دراسية هشّة يتخرج بعدها معظم الطلاب بدرجات الامتياز الخاوية التي (لاتسمن ولا تغني من جوع) ..

تقول نادية محمد – اختصاصية اجتماعية (غابت رهبة الامتحانات, وفقدنا الاستعداد لها كإستعدادنا لأي مناسبة، هناك ساعات تُهدر, وهناك استهتار جماعي مفرط جعل الكل يستهين بالتعليم ومقوماته الأساسية).

غش الطالب وغش المسئول!

الغش في الامتحانات يقابله غش آخر في دهاليز وزارة ومكاتب التربية والتعليم, مخالفات وفساد مالي وإداري وصفقات كانت مطية للفاسدين.. 

ملايين الريالات كانت تصرف لمكتب التربية بعدن تحت بند (طبيعة عمل) موزعة على كشف يضم (124) موظفا، بينهم (65) موظفا لا تنطبق عليهم شروط طبيعة العمل وفقا للقانون .. أدلى بهذه المعلومة أحد موظفي مكتب التربية، مبينا أن هناك الكثير من الفساد في استحقاقات الصرف.. وكما يقول فهذا مثال بسيط للعبث والفساد المالي منذ سنوات طويلة.

تربوية من إدارة التوجيه قالت أن التربية تحتاج إلى إعادة تنظيم و تغيير مسئوليها.. وأرجعت الخلل إلى ما بعد عام 94م.

فقالت: (كل شيء كان مرتبط بحزب المؤتمر الشعبي العام الذي بسببه جاءت المحسوبية في التعيينات، وأصبحت التربية مجرد عصابات تحمي نفسها بنفسها و ترتبط بفاسدين من صنعاء, و استمر الحال كذلك حتى بعد 2011م حين استلم وزارة التربية وزير جديد اعتمد على نفس نهج حزب المؤتمر في اختيار قيادات فاسدة وأصبح التعليم في مستوى الحضيض, فهناك ملايين تنهب، وتعيينات مدراء دون معايير، وإهمال في استراتيجية التعليم، وغياب المعلم الأساسي و يأتي البديل، وهناك معلمين أسمائهم موجودة في الكشوفات وهم غير موجودين في الواقع، كذلك لا يوجد توزيع عادل للمعلمين وهناك تساهل في الإجراءات القانونية وغياب المتابعة والمحاسبة).

 أصبح التعليم سمسرة .. مازال الحديث للموجهة التي فضّلت عدم ذكر اسمها، واستدركت: (الاخطبوط مستمر بتدهور التعليم وخصوصا في عدن، أصبح التعليم في أدنى مستوياته،  فالطالب يتخرج وهو جاهل.. انفلات في المدارس و مدير مدرسة ربما لا يحمل شهادة ثانوية عامة، أو مدير بالاسم فقط ولا يحضر المدرسة).

أسباب تدهور التعليم كثيرة وتحتاج إلى تغيير شامل بهيكلة التنظيم الإداري والمالي والخطط الاستراتيجية، وقبل ذلك تحتاج إلى مخلصين في العمل التربوي من أجل تفعيل دور التربية والتعليم على أسس علمية و قيم ومبادئ بعيدة كل البعد عن السياسة والمحسوبية والحزبية .. هذا ما أفادت به في نهاية حديثها، ونحن هنا نضم صوتنا إلى صوتها المنادي بعودة روح التعليم إلى عدن ..

الطالب والمدرسة .. علاقة واهية

لأسباب تراكمت منذ أعوام تلاشت تلك العلاقة الحميمية بين الطالب والمدرسة، ومنذ أن غابت أنشودة (مدرستي أحبها ،،، كما أحب بيتنا) عن المنهج المدرسي غابت معها روح الانتماء.. كانت تلك الكلمات البسيطة تعني الكثير لأولئك الذين أصبحوا الآن مابين متسرب ومنقطع وحاضر بجسده فقط في صرح تربوي شهد تراجع لا نظير له.

فما هي الأسباب التي أفضت إلى علاقة واهية بين الطالب ومدرسته؟!

منهج معقد وواجبات مدرسية مكثفة

تحدثت الطالبة رنا علوي عبد الله عن أمور كثيرة أدّت إلى ضعف العلاقة بين الطالب والمدرسة أهمها التشديد الزائد من قبل الادارة والنظام التعليمي الذي يستند إلى مناهج مكثفة تعتمد على الحفظ ، وغياب الأسلوب التشويقي في التعليم..

 تقول رنا : (ونتعلم الحاسوب دون أن يكون هناك تطبيق ، وتوجد مكتبة ولا توجد حصص  خاصة بدخول المكتبة للإطلاع ، ولا توجد وسائل تعليمية واضحة ، المعلم يشرح وعلينا نحن أن نتخيل كل شيء، والطلاب ليس  بالمستوى نفسه، فهناك من يفهم بسرعة والبعض يحتاج وقت للاستيعاب ولكن المعلم لا يقدر ذلك ، إضافة إلى المجاملات والتمييز ، والإهانات التي يتعرض لها الطلاب من قبل بعض المعلمين)

وذكرت الطالبة مها الخطيب بعض الأسباب المتمثلة بكثرة الواجبات المدرسية والأسلوب الروتيني في التعليم وصعوبة المنهج المدرسي، وغياب المكتبات والمختبرات العلمية ، وضعف الانشطة المدرسية.

أمانة التعليم

حين تتلاشى أساسيات العلاقة بين الطالب والمعلم يصبح المعلم مجرد آلة تضع المعلومات دون مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية للطالب.. هكذا ترى فوزية علي – معلمة، وتضيف : (وحين تُّبنى العلاقة على الخوف من قبل الطالب والتسلط من قبل المعلم تصبح العلاقة ذات صدى غير طيب وبالتالي يولد لدى الطالب شعوراً بعدم الرغبة في التعليم).

من جانبها تؤكد المعلمة أرزاق زين أن معظم المعلمين والمعلمات يتبعون أساليب العنف والعقاب والتسلط وهذا ما يجعل الطالب ينفر من المدرسة – من وجهة نظرها.

ويرى الأخ خالد مصطفى الكعكي – ولي أمر – أن التعليم أمانة يجب أن تؤدي على أكمل وجه، وأن المدرسة بمن فيها يشكلون أسرة واحدة ولا بد أن يسود فيها الاحترام والعطف المتبادل بين المعلم والطالب والإدارة المدرسية ، وكما يقول يجب أن تكون العلاقة وطيدة وقائمة على هذا الأساس؛ فالطالب حين يحب المعلم يحب المادة وبالتالي يحب التعليم.

تعليم خارج المدرسة

الاستشارية التربوية تقية نعمان– تحدثت عن رأيها حول وظيفة المدرسة في الوقت الحالي، فقالت : (أعتقد أن المدرسة قد فقدت وظيفتها، فقد انتقل التعليم لخارج المدرسة والدليل أن التلميذ (الطفل) في الصفوف الأولية إذا لم يعلمه أهله في المنزل لن يتمكن من القراءة والكتابة ، بينما نحن تعلمنا في المدرسة ولم نتعلم خارجها لأن أمهاتنا معظمهن أميات، ليس هذا فحسب وإنما أصبحت المدرسة فقط لتجميع التلاميذ، حتى أنها لم تعد مكان جاذب للأطفال، ولهذا نجد أن التلاميذ هم من يحددون بداية الدوام ونهايته، ونجد الطلاب خارج المدرسة قبل انتهاء الدوام الرسمي وهم يحددون بداية العام الدراسي ، فالوزارة تحدد التقويم المدرسي والإجازات ولكن على مستوى الواقع نجد أن الطلاب لا يلتزمون بها).

وأردفت: (عملية التعليم والتعلم هي نظام يجب أن يتجدد دوماً ويواكب التطور التكنولوجي والمعرفي، والمعلم بحاجة إلى تأهيل وإعادة تأهيل، وهنا يأتي دور وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى أن البيئة الاجتماعية للمدرسة أصبحت ضعيفة، وكلها مجموعة تراكمات أدّت إلى وجود هذه الأزمة غير العادية التي تتطلب دراسات إجتماعية معمقة، إضافة إلى الدور المجتمعي الذي يجب أن يكون مؤثراً).

فجوة تتعمق

الأخ ماجد علوي عمير – معلم فيزياء – يتساءل عن دور الجهات الرسمية ومهامها في توفير المتطلبات الأساسية والفرعية للمدارس، وكذا الخدمات التي تجذب الطالب للمدرسة كالملاعب والصالات الرياضية ووسائل الترفية كالفنون والموسيقى، وأكد على أهمية أن تكون لهذه الجهات أدواراً أكبر بعيداً عن الدور الروتيني، وضرورة مواكبة الأحداث فيما يخص توفير متطلبات التعليم الحديث.

وقال : (كذلك فالإدارة المدرسية غاب عنها الاهتمام بالطلاب من حيث عدم مراعاتها لجوانب عديدة واللامبالاة وعدم الاكتراث وضعف الجانب الإداري والتنظيمي والتربوي والذي أدّى إلى التسيب وازدياد الفجوة بين الطالب والمدرسة ، أما العلاقة بين الطالب وطاقم التعليم فهي علاقة سلبية ، من خلال عدم تكريس طرقاً حديثة في التدريس ومعاملة الطالب كإناء يجب أن يمتلئ بالمعلومات دون النظر إلى الجوانب المتعددة المساعدة في النمو العلمي للطالب، وبالتالي فإن معظم الطلاب يرون أن المدرسة لم تعد تلبي احتياجاتهم وطموحهم ، وما يتطلعون إليه ، مما يولد لديهم اليأس ، ويرون أن الذهاب للمدرسة مجرد واجب يجب القيام به وإلاَّ سيعاقبون).

كما أشار إلى أن دور الأسرة يشهد تراجعا ملحوظا في الاهتمام والمتابعة لأبنائها الطلاب.

ظاهرة اجتماعية

يرى د/سيف محسن عبد القوي – استاذ علم الاجتماع والانثروبولوجيا المعاصرة – كلية الآداب، جامعة عدن أن إشكالية نفور التلاميذ من المدرسة أصبحت ظاهرة اجتماعية يتطلب الوقوف ازاءها وقفة جدية.

ويقول : (هذه الظاهرة تتطلب دراسات دقيقة فهي لم تعد جانب خفي، فالطالب أصبح يشعر بالاغتراب بين ما يدرسه والواقع الاجتماعي المعاش ، والمعلم نفسه يشعر بالاغتراب بسبب وجود التناقض بين ما يعطيه للطلاب والواقع، وكما نعرف فإن المدرسة تعد أهم ركائز التنشئة الاجتماعية بعد الأسرة ، لذا وجب الاهتمام والتناغم بين الأسرة والمدرسة، أضف إلى ذلك ضعف الأداء للمعلمين وعدم امتلاكهم الأدوات المناسبة للتعامل مع التلاميذ بشكل يكسب ثقتهم، وعدم مواكبة الجديد في تقنيات التعليم والتعلم).

التعليم الخاص .. سببٌ أم نتيجة ؟!

مع انتشار نطاقها في خط يكاد يقترب من الخط الموازي للمدارس الحكومية؛ تبقى قضية المدارس الخاصة محل جدل كنتيجة فرضتها سياسة التجهيل وتدمير التعليم الحكومي ..

هيئات تعليمية تعاني صلف  بعض الأهالي كونهم (يدفعون) لقاء تعليم أبنائهم، وتنمية روح الإتكالية لدى الطالب والشعور بالتعالي والتميز على أبناء جيله .. تلك أبرز نتائج انتشار التعليم الخاص كما تبين من استطلاع آراء المتخصصين.

يرى قاسم كشام – وكيل فني في مدرسة عقبة، أن المدارس الخاصة أصبحت مجرد عملية استثمارية لا غير، ويقول: (العملية التربوية منعدمة فيها، ومن خلال تتبعي للمدارس الخاصة وجدتها لا تفي بالغرض، لأن الطالب يصبح عنده شعور أنه هو الذي يدفع قيمة تعليمه ويرى أنه أقوى من المعلم).

وتتساءل صفاء- معلمة لغة عربية : إذا كانت المدارس الخاصة قد وجدت لأن التعليم الرسمي لا يلبي طموح الآباء في تعليم أبنائهم وأن المدارس الحكومية بوضعها الراهن لا تتيح لطلابها قدراً من التحصيل المعرفي .. فلماذا لا تتم دراسة هذه القضية وعلى أساسها يتم تحسين نوعية التعليم الحكومي .. لماذا لا تتوافر له الإمكانات اللازمة ليؤدي دوره بالصورة المطلوب المرضية للجميع ؟ّ!)

من جانبه يتحدث برهان أحمد ـ مدرس تربية إسلامية، قائلا: (طاقم التدريس في المدارس الخاصة معظمهم خريجين جدد ولا توجد لديهم خبرات في المجال التربوي وأيضا هناك تكثيف عليهم فالمدرس الواحد يأخذ منهجين أو أكثر وبالتالي هذا يؤدي إلى تشتيت المدرس، فلا يمكنه أن يوفق في ذلك، وبالذات أن الحافز المادي ضئيل جدا، فمعظمهم لا تتعدى  رواتبهم الـ(20) ألف ريال وهذا يشكل ضغطاً على المدرس نفسه).

إنها شكوى جميع المنتسبين لسلك التدريس في المدارس الخاصة، لكن مع كل ذلك تستمر طلبات التقدم للتعاقد في المدراس الخاصة بسبب تراكم مخرجات الجامعة، وتوسع حجم البطالة.

معايير مفقودة

إطلاق العنان في إعطاء تصريحات لإنشاء مدارس خاصة دون مراعاة الشروط الأساسية هي مسألة بحاجة إلى إعادة نظر .. هذا ما أكدت عليه التربوية هويدا عبد الله، أما عن الشروط الأساسية كمعايير لتأسيس مدارس خاصة فتقول: (أهم المعايير اللازمة لإنشاء المدارس الخاصة هي الموقع المناسب لهذه المدارس بحيث تكون بعيدة عن الأسواق والورش وغير ذلك وأن تكون هذه المدارس مناسبة في البنيان بحيث تكون فيها صفوف جيدة من حيث التهوية ، وفناء واسع  لإقامة الأنشطة اللاصفية، وكذا وجود الكادر التربوي المؤهل لقيادة مثل هذه المدارس).

الصحة المدرسية .. متى تعود؟

من المؤكد أن فوائد برامج الصحة المدرسية تتخطى نطاق المدارس لتشمل المجتمع بأكمله، فالطلاب تتحسن صحتهم البدنية والنفسية من أجل استفادة أكبر من العملية التعليمية، والبيئة الصحية تسهل عمل التربويين مما يمكنهم من أداء رسالتهم بكفاءة.

ومن المؤكد أيضا أن تعزيز صحة المجتمع المدرسي يعد عاملاً مؤثراً في الاستفادة القصوى من العملية التعليمية .. وبرامج الصحة المدرسية في حقيقتها تعد شراكة تكاملية بين أطراف عدة، حيث تمتد آثارها لتشمل الجميع فهي ليست اثاراً آنية بل تراكمية تترسخ يوماً بعد يوم ونلمس فوائدها راجعة على المجتمع ككل..

ميكروبات تقتحم المدارس!

عن التأثيرات الصحية لغياب النظافة في الحمامات المدرسية يقول الدكتور وهيب أحمد- طبيب أطفال, أن حبس البول قد يؤدي إلى مايعرف (بالمثانة الكسلانة) حيث أن المثانة الممتلئة تفقد خاصية الانقباض, وهذا بدوره يؤدي إلى التهابات بولية وتضخم الكليتين وارتجاع البول من المثانة.

وأوضح أن هناك الكثير من الأمراض التي تنتقل في البيئة المدرسية لغياب النظافة والتعقيم, ومنها أمراض الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والديدان المعوية.

(المقاصف ) المدرسية بلا رقابة

ترى شاذية عبد الرحيم – معلمة في مدرسة عبد الله شرف, أن هناك ضعفا كبيرا في عملية التثقيف الصحي, وتؤكد على ضرورة النزول الدوري للمقاصف والحمامات.

بؤيدها في ذلك حامد راجح – وكيل مدرسة فيقول : (نرى ضرورة وجود نزول دوري للمقاصف في المدارس للكشف الصحي ، فالصحة المدرسية هي مسؤولية الجميع، وهي عملية تكاملية مع العملية التعليمية).

وأردف: (عانت مدارس عدن كثيرا، ومازالت تعاني لكن نأمل أن يكون القادم أجمل). 

من جانبها تقول الأخت هويدا عبد الله ـ وكيلة أنشطة مدرسية : (لبرامج الصحة المدرسية أهمية كبيرة من خلال التأثير المباشر على صحة أبنائنا الطلاب, لكن نلاحظ أن برامج الصحة المدرسية مازالت بحاجة إلى الكثير من الاهتمام من خلال الإشراف الصحي, ونرى ضرورة وجود مشرف صحي في كل مدرسة وروضة يكون لديه الخبرة الكافية والقدرة على العمل في هذا الجانب).

أولويات عاجلة

الحلول الجذرية وإن كانت بطيئة هي أساس تحجيم المشكلات، ومن خلال ما طرحه المتحدثون حول تدهور مستوى التعليم، نخرج بالحصيلة الآتية:

·        ضرورة تعزيز دور التعليم العام ومواجهة ما أفرزته الفترة الماضية من تردٍ واضح لوضع التعليم في عدن.

·        إعادة النظر في المنهج الدراسي ومضمونه المتكامل، وإشراك لجان متخصصة متكاملة الجوانب في إعداد المناهج.

·        الاهتمام بالكادر التربوي من حيث التأهيل المبكر في طرائق التدريس.

·        تفعيل دور الإشراف الاجتماعي كي يبقى حلقة وصل بين الطالب والإدارة من أجل مراعاة الجوانب النفسية للطالب.

·        الاهتمام بالنشاطات اللاصفية ومراعاة جوانب الابداع والابتكار لدى الطلاب.

·        إرساء أسس صحيحة لمجالس أولياء الأمور كإحدى الحلقات الجوهرية في سلسلة العلاقة بين الطالب والمدرسة.

·        تعيين إدارات متخصصة للإشراف الصحي وتزويدها بالوسائل الممكنة لتسيير عملها بالشكل المطلوب.

·        تعزيز برامج الصحة المدرسية وإشراك الطلاب في تلك البرامج، وتزويد المدارس بأدوات الاسعافات الأولية بالتعاون مع مكتب الصحة.