كيف أصبح نادي الجزيرة الإماراتي على بعد خطوة واحدة من مواجهة ريال مدريد ؟
احترم الجزيرة خبرة منافسه المتمرس أوكلاند سيتي، فأغلق أمامه المنافذ واستفاد من لمسة برازيلية ومن تألق الحارس علي خصيف؛ ليحقق بطل الإمارات فوزه الأول في كأس العالم للأندية لكرة القدم.
وبدا أن الجزيرة يعتمد على طريقة دفاعية طيلة المباراة الليلة الماضية للحد من خطورة الفريق النيوزيلندي بطل الأوقيانوس، الذي يضم بين صفوفه عددًا من اللاعبين الإسبان، أملًا في استغلال الهجمات المرتدة للتسجيل، وهو ما تحقق بالفعل قبل نهاية الشوط الأول.
وسجل البرازيلي رومارينيو هدف الفوز من الفرصة الوحيدة تقريبًا لصاحب الضيافة في استاد هزاع بن زايد بعد تبادل للكرة مع علي مبخوت، ثم باغت الحارس الإسباني اينياوت زوبيكاراي بتسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة الـ 38.
ولم يندفع الجزيرة بعد الهدف بل التزم بمهمته في تأمين الدفاع أمام الفريق صاحب برونزية كأس العالم للأندية 2014 ضمن تسع مشاركات في البطولة وهو رقم قياسي.
وقال علي مبخوت الهداف التاريخي للجزيرة، والذي لم يهدد مرمى أوكلاند كثيرًا بسبب القيام بأدوار دفاعية “احترمنا المنافس دون مبالغة وحالفنا التوفيق في تقديم مباراة قوية أمام فريق كبير. سنسعى لتشريف الوطن والاستمرار في النهائيات”.
وبدا هينك تن كات مدرب الجزيرة فخورًا بفريقه، رغم أنه أقر بالتأثر بالتوتر والضغط والافتقار للخبرة في أول مشاركة دولية للفريق الملقب باسم فخر أبوظبي.
وقال المدرب الهولندي في مؤتمر صحفي “نحن سعداء بالفوز والتأهل لدور الثمانية رغم أننا لم نقدم أفضل مستوياتنا بسبب التوتر، وافتقار معظم العناصر للخبرة؛ لكننا حققنا الأهم وهو الفوز بفضل الاجتهاد والروح القتالية من جميع اللاعبين”.
وتفصل الجزيرة الآن خطوة واحدة عن مواجهة ريال مدريد، إذ يتعين عليه الإطاحة ببطل آسيا أوراوا ريد دياموندز الياباني يوم السبت المقبل.
وأضاف تن كات “لاعبو الجزيرة أثبتوا أنهم قادرون على تحمل المسؤولية في أصعب الظروف، ونحن مستعدون للقتال لتمثيل الإمارات بشكل مشرف، وأنا فخور بهم جميعًا، وواثق من تحسن الأداء في المباراة المقبلة أمام أوراوا، خاصة بعد عودة المصابين”.
وينسب فضل كبير في نجاح المهمة الأولى للجزيرة إلى القائد والحارس خصيف الذي اختير أفضل لاعب في مباراة الأمس؛ بعدما حافظ على نظافة شباكه وتصدى للعديد من التسديدات الخطيرة.
وقال خصيف “أهدي التأهل لقيادة وشعب الإمارات، وأهنئ فريقي باستمرار المشاركة في كأس العالم للأندية”.
وأضاف “الفضل في حصولي على الجائزة يرجع لله أولا ثم لمجهود كل الزملاء والطاقم الفني والإداري، وهذا شرف شخصي لي، ولكن اعتبره انجازًا جماعيا”.
وتجنب الجزيرة ما حدث لمنافسه المحلي شباب الأهلي الذي خسر أمام أوكلاند في افتتاح نسخة 2009 وحقق ثاني انتصار لفريق إماراتي في كأس العالم للأندية بعد تفوق الوحدة على هيكاري يونايتد في افتتاح نسخة 2010.
وتصدى خصيف لسبع تسديدات خلال المباراة بحسب إحصاءات الاتحاد الدولي (الفيفا) ليحافظ على تفوق الجزيرة بهدف رومارينيو قبل نهاية الشوط الأول.
ونسب خصيف (30 عامًا) الفضل إلى مدرب حراس المرمى بفريقه وهو الإسباني مانويل ألمونيا حارس آرسنال الإنجليزي السابق في الفترة بين 2004 و2012 والذي اعتزل اللعب في 2014 بسبب مشكلة في القلب.
وانضم المونيا (40 عامًا)، الذي شارك في خسارة أرسنال نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة في 2006، إلى الجهاز الفني للجزيرة بعد اعتزاله ونقل خبرته إلى خصيف وآتى هذا بثماره.
وقال خصيف، الذي شارك مع الإمارات في أولمبياد 2012، بعد الانتصار “يرجع الفضل بعد الله إلى مدرب الحراس مانويل ألمونيا الذي يعتبر من أفضل مدربي الحراس. تحملنا كثيرًا خلال التدريبات”.
وأثنى ألمونيا على الحارس قائلًا “كان خصيف رائعًا وأظهر ثقة كبيرة، وأنا راض عن مستواه وهذه البطولة تناسبه تمامًا؛ لأنه حارس من طراز رفيع وأثبت ذلك اليوم”.
وستحفز الجائزة خصيف على مواصلة التألق في دور الثمانية أمام أوراوا ريد دياموندز الياباني بطل آسيا يوم السبت المقبل، وسيعني الفوز مواجهة ريال مدريد بطل أوروبا في الدور قبل النهائي.
وتابع خصيف “تخطينا رهبة البداية. شاهدنا مسيرة أوراوا عند التتويج بدوري أبطال آسيا، ولا يوجد فريق ضعيف في هذه البطولة، ويجب أن نظهر بشكل مميز يليق بالكرة الإماراتية”.