الموت الحوثي في إب.. فوضى تُزهِق أرواحًا
فيما اقتربت الحرب الحوثية العبثية من إكمال عامها السادس، لا تزال تدفع المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات ثمنًا باهظًا جرّاء هذه السيطرة الغاشمة.
محافظة إب هي أحد أكثر المناطق التي تدفع أفدح الأثمان بسبب الفوضى الأمنية التي زرعتها المليشيات الحوثية، وهي فوضى تسبَّبت في إراقة كثيرٍ من الدماء.
ففي غضون ساعات قليلة، سجَّلت محافظة إب ست جرائم قتل، توزّعت بين عدة مناطق وبلدات في المحافظة، أبرزها كان بمديرية بعدان شرق المحافظة، حيث قتل جمال الناصري البالغ من العمر 35 عامًا برصاص مسلح مجهول.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنّ حالات القتل الأخرى توزعت بين مديرية السبرة جنوب شرق المحافظة ومديريتي المشنة والقفر، بينها حالتا قتل لامرأتين في مديرية حبيش شمال المحافظة.
وعلى مدار سنوات الحرب، استطاعت المليشيات صناعة فوضى أمنية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، على النحو الذي يُمدِّد من سيطرتهم الغاشمة على هذه المناطق.
وخلال الأيام العشرة الماضية، قتل خمسة أشخاص في حوادث متفرقة بعدد من البلدات خلال اليومين الماضيين، حيث قتل شخصان من بيت معوضة برصاص مسلح من بني عايض في مديرية المخادر شمال محافظة إب، بسبب خلاف على دقيق مقدم من إحدى المنظمات.
وقعت الجريمة أمام المشرف الاجتماعي لمليشيا الحوثي الإرهابية في منطقة الدليل، المدعو صدام محي الدين، الذي اكتفى بالمشاهدة.
وفي السياق ذاته، قتل شقيقان في سوق القات في يريم، بسبب خلاف بين القتيلين وبين الجاني الذي ينتمي إلى بني القوسي، كما لقي شخصٌ مصرعه في سوق النجد الأحمر جنوب مدينة إب، خلال اشتباكات بين مسلحين من بيت دماج في السوق، والقتيل أحد الباعة في السوق ولا علاقة له بالاشتباكات.
وتعتبر محافظة إب هي إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين والتي دفعت ثمنًا باهظًا جرَّاء هذه السيطرة، حيث شكا سكانٌ من تصاعد الفوضى الأمنية وأعمال العنف في المحافظة.
وقال السكان إنّ مليشيا الحوثي، منذ سيطرتها على المحافظة ومركزها الرئيسي في منتصف أكتوبر 2015، بددت الأجواء المدنية التي كانت تشتهر بها محافظتهم، ونشرت مليشياتها متعددة الأذرع والتكتلات غير المنسجمة فيما بينها، والفوضى الأمنية وأعمال العنف التي تحصد يوميًّا ضحايا مدنيين.
وضمن المخطط نفسه، واصلت المليشيات الحوثية إغلاق العديد من المحلات والمراكز التجارية في مدينة إب، مركز المحافظة، مشترطين على مالكيها دفع إتاوات وجبايات مالية مقابل السماح بإعادة فتحها.
التدهور الاقتصادي والتجاري في المدينة يرافقه انفلات أمني، تغذيه الصراعات البينية بين أجنحة المليشيات الحوثية في إب، حيث سقط قتلى وجرحى من الحوثيين، جراء اندلاع مواجهات مسلحة بين فصيلين متناحرين في مديرية السبرة شرقي المحافظة.