تهاني وألغام الحوثي.. قصة جمع الحطب التي كتبت النهاية
لم تكن تعلم الطفلة تهاني أنّ توجُّهها لجمع الحطب ستكون النهاية، تودّع من خلالها مشاهد الهول والدمار الذي اعتادت أن تراها لسنوات، لكنّها تودّعها إلى غير رجعة.
في محافظة حجة، قتلت طفلة جرّاء انفجار عبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي في وقت سابق، بمديرية ميدي شمال غرب محافظة حجة.
مصادر محلية قالت إنّ الطفلة تهاني عبدالله جربحي التي تبلغ من العمر ١٤ عامًا، لقيت حتفها إثر انفجار عبوة ناسفة من مخلفات الميليشيات أثناء محاولتها جمع أعواد الحطب من إحدى المزارع شمال شرق مدرسة علي ابن ابي طالب بعزلة بني فائد مديرية ميدي.
ودعا المصادر، السكان إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم التجول في الأماكن التي يشتبه أنها مزروعة بالألغام وتحذير أطفالهم من اللعب فيها حتى لا تتكرر الحادثة، مناشدةً الجهات المختصة والبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام والبرنامج السعودي "مسام"، إلى سرعة النزول إلى المناطق المحررة وتطهيرها من مخلفات مليشيا الحوثي حتى لا تتكرر المآسي يومًا بعد آخر.
وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.
المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.
الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.