الطائفية الحوثية تغزو حدائق صنعاء.. إرهابٌ لم ينج منه شيء
لم تنجُ مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من الجرائم الطائفية التي ارتكبتها المليشيات، بغية تعزيز هيمنتها على هذه المناطق.
ففي الفترة الراهنة، أقدمت المليشيات الحوثية على تغيير أسماء عدد من الحدائق العامة في صنعاء، واستبدال أسماء أخرى بها ذات صبغة طائفية وسلالية.
وقالت مصادر محلية إنَّ قيادة المليشيات الإرهابية أقدمت - في انتهاك سافر - على تغيير اسم حديقة الجندي المجهول، في ميدان السبعين (وسط صنعاء) إلى حديقة أطلقت عليها اسم "الشهيد الصماد".
وعمد القيادي الحوثي المدعو أحمد الصماد، المعين مديرًا عامًا لمديرية صنعاء القديمة، إلى تغيير اسم حديقة الإمام الطبري إلى حديقة "شهداء الطبري"، تكريمًا من المليشيا الإرهابية لقتلاها من أبناء الحي.
وسميت حديقة الطبري - وفقًا للمصادر - بهذا الاسم بعد إنشائها نسبة للحي الذي تقبع فيه، والذي يحمل اسم إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، صاحب أكبر كتابين في تفسير القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي.
وأكّد سكانٌ سعي المليشيات الحوثية من وراء تلك التغييرات إلى ترسيخ أسماء قتلاها من العناصر والقيادات السلالية، الذين لقوا مصرعهم في سبيل تنفيذ أجندتها، وفقًا لسياسة ولاية الفقيه والأفكار الطائفية المستوردة من إيران.
تنضم هذه الجريمة الحوثية إلى سياسة تتبعها المليشيات وتستهدف نشر الطائفية في مختلف المناطق التي تكبَّدت كثيرًا من الأثمان الفادحة.
وقبل أيام، أصدرت المليشيات الحوثية قرارًا بتغيير أسماء 23 قاعة دراسية في جامعة ذمار لتحمل أسماء قياداتها الذين قتلوا في المعارك.
وجاء هذا القرار ضمن مساعي المليشيات الحوثية لطمس الهوية واستبدال أخرى طائفية مذهبية، وربط كل ما حولهم بالحرب والموت، من خلال إطلاق أسماء طائفية محل الأسماء ذات الدلالة التاريخية.
كما برهنت المليشيات على هذه الطائفية المروعة، عندما خصَّصت مبالغ مالية كبيرة لطباعة لوحات دعائية وصور وملصقات في محافظة ذمار، للجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي قتل في ضربة أمريكية في الثالث من يناير الجاري.
ووجّهت ميلشيا الحوثي بطباعة صور وملصقات لـ"سليماني" في عدد من محلات الدعاية والإعلان بشارعي رداع والتعاون بمدينة ذمار، وخصَّصت المليشيات مبالغ مالية قدرت بحوالي مليوني ريال، لطباعة الصور والملصقات وألزمتهم بإخراجها، وتوزيعها وإلصاقها في المقرات الأمنية ومقرات تجمع المليشيات.
وتسبَّب الحوثيون بفعل هذه الممارسات الطائفية في تكبيد السكان آثارًا فادحة سواء فيما يتعلق بالاستهداف الجسدي عبر المطاردة والاختطاف والتعذيب وحتى القتل لكل من يخالف سياسات المليشيات، وفي الوقت نفسه الجبايات التي يفرضها عليهم الانقلابيون من أجل تمويل مثل هذه الأنشطة.