الصدر: هناك جهات سياسية فاسدة تخترق الاعتصامات
قال زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، يوم الأحد، هناك ما وصفها بـ“جهات سياسية فاسدة تخترق الاعتصامات“، مطالبًا المتظاهرين بإعلان ما وصفها بـ“البراءة من المحتل“.
جاء ذلك في بيان وجهه إلى المشاركين في الحراك الشعبي، بعد أيام من انسحاب أنصاره من ساحات الاحتجاجات في العراق.
ودعا الصدر المتظاهرين، إلى ”الحفاظ على السلمية وطرد المسيئين فوراً وعلناً، وعدم الإضرار بالمال العام والخاص“.
كما دعاهم إلى ”عدم قطع الطرق مطلقا، وإرجاع الدوام في عموم مدارس العراق فوراً بما فيها الناصرية (مركز محافظة ذي قار)“.
وطالب الصدر المتظاهرين بـ ”إعلان البراءة من المحتل (أمريكا) فوراً وبصورة صريحة وجلية لا يشوبها الشك، لإيصال رسالة بأن ثورتنا عراقية خالصة لا تدار من الخارج“.
واعتبر أن ”إعلان العداء لكافة دول الجوار بهذه الصورة أمر غير مقبول“، في إشارة بصفة خاصة إلى إيران حسب مراقبين، مشددا على أن ذلك ”لا يصب في مصلحة بلدنا“.
وتابع: ”نحتاج إلى عمل سياسي نزيه للتعامل معهم، يحفظ للعراق سيادته واستقلال قراره“.
وأردف الصدر: ”هناك اختراق واضح من بعض الجهات السياسية الفاسدة للاعتصامات، فلابد من وضع حد فوري لذلك“.
وكان الصدر أعلن، الجمعة، سحب دعمه للحراك الشعبي، على خلفية إطلاق المتظاهرين هتافات منددة له عقب تقربه مؤخرا من فصائل شيعية على صلة وثيقة مع إيران ومتهمة بقتل المتظاهرين.
وإثر ذلك، انسحب أنصار الصدر من ساحات الاحتجاجات ليتفاجأ الحراك الشعبي بعد ساعات باقتحام قوات الأمن لساحات الاعتصام وإضرام النيران في خيامهم وتفريق المتظاهرين باستخدام القوة المفرطة بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي؛ ما أدى لمقتل 12 متظاهراً على الأقل خلال يومين، وفق أرقام مفوضية حقوق الإنسان العراقية (رسمية).
ولمس المتظاهرون نوعاً من التواطؤ بين الصدر وقوات الأمن؛ حيث اتهموه في بيان يوم السبت، بـ“خيانة“ المحتجين مقابل حصوله على وعد من إيران برئاسة الحكومة العراقية المقبلة.
وتعتبر التطورات الأخيرة تصعيدا واسعا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة، التي اندلعت مطلع تشرين الأول أكتوبر الماضي، وتخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من 600 قتيل وفق منظمة العفو الدولية وتصريحات للرئيس العراقي برهم صالح.