قطر في مهمة نقل التحالف الإصلاحي الحوثي من الخفاء إلى العلن

الاثنين 27 يناير 2020 20:00:46
قطر في مهمة نقل التحالف الإصلاحي الحوثي من الخفاء إلى العلن

رأي المشهد العربي

على مدار أكثر من ثلاث سنوات تحاول قطر أن تنسج علاقات قوية بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإصلاحية منذ أن أضحت خارج التحالف العربي، وذلك انتقاماً من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، غير أنها سلكت نفس طريق التنظيمات الإرهابية التي تجيد العمل في الخفاء، وبالتالي سهل ذلك من مهمة التقارب بين الطرفين.

انكشاف الدور القطري في الأزمة اليمنية، تحديداً منذ أن عمدت على استقطاب أتباعها في حكومة الشرعية من أجل عدم الاعتراف باتفاق الرياض ودفعهم للذهاب إلى مسقط لإجراء حوارات شبه علنية مع قيادات حوثية وإيرانية، دفعها لتغيير سياستها التي تقوم على التنسيق السري بين الأطراف اليمنية ضد التحالف العربي، ووصلت الآن إلى الحد الذي تبحث فيه عن علاقات طبيعية وعلنية بين الطرفين.

ترعى قطر تفاهمات بين مليشيا الحوثي الإرهابية ومليشيات الإصلاح حول مأرب بعد تقدم الحوثيين نحو مأرب المعقل الرئيس للإخوان في اليمن، وتحاول أن تجعل الطرفين يستفيدان من الثروات النفطية بالمحافظة لأن إيران لن تسمح بأن تستحوذ قطر ومليشيات الإصلاح فقط على تلك الثروة، وبالتالي فإن الدوحة في مهمة البحث عن صيغة مقبولة يمكن من خلالها تمرير التحالف العلني بين الطرفين، وأن ذلك يعد رغبة إيرانية بالأساس.

تخشى قطر من غضب الولايات المتحدة الأمريكية التي تتحالف معها في العلن في حين أنها تنخرط بشكل أكبر في علاقات قوية مع طهران، وبالتالي فهي تحاول أن تسير على أسلاك شائكة من أجل أن تحاز على رضا الطرفين، ما يجعل رعايتها لتحالف علني بين الإصلاح والحوثي ضد التحالف العربي يرضي إيران لكنه سيفتح عليها أبواب الغضب الأمريكي، وبالتالي فهي تجد نفسها في مأزق تحاول الخروج منه بأقل الأضرار.

ولعل ذلك ما يدفع قطر للإيعاز إلى أطراف محسوبة على الشرعية لأن تصّعد من لهجتها ضد التحالف العربي، بما يساهم في توسيع الهوة بين الطرفين، وبالتالي يصبح التوافق الحوثي الإصلاحي العلني أمراً محسوماً لأن الشرعية ستكون داعمة بالأساس للمعسكر الإيراني، وذلك الحل يخفف كثيراً من الضغوطات الأمريكية على طهران.

الحل القطري يفسر أكاذيب المدعو الميسري عبر قناة الجزيرة والتي وزع فيها اتهامات جزافية للتحالف العربي وحمله مسؤولية هجوم مأرب الإرهابي الذي ارتكبته المليشيات الحوثية الإرهابية، في خطوة من شأنها دفع الشرعية التي يهمين عليها الإصلاح نحو التحالف القطري الإيراني التركي.