حشد الحوثي باتجاه نهم ومأرب يخّلف فوضى أمنية في إب
تشهد محافظة إب الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية فوضى أمنية عارمة منذ أسبوع تقريباً، وهو تاريخ اندلاع المعارك في نهم ومأرب، وهو ما يعني تأثر العناصر الإرهابية سلباً بالحشد تجاه الجبهتين، في وقت تحاول فيه أن تعوض غيابها في المحافظة بإفساح المجال أمام فوضى أمنية لضمان سيطرتها على الأوضاع.
كشفت مصادر مطلعة في محافظة إب، عن ارتفاع ضحايا الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة منذ مطلع الأسبوع الماضي، إلى 32 قتيلا وجريحا بينهم أربع نساء.
وقالت المصادر في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي" إن العدد ارتفع إلى 32 ضحية بعد تسجيل ثلاث جرائم قتل، أمس الأحد، في المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث لقي المواطن رضوان صادق عبده ياسر مصرعه برصاص مسلحين في مديرية ذي السفال جنوب مدينة إب.
كما اغتال مسلح مواطن يدعى محمد محمد ناجي نشوان، في مديرية المخادر شمال المحافظة، فيما قُتل المواطن عمر ثابت بابكر، في اشتباكات مسلحة جرت في سوق الظهار، بين مسلحين حوثيين.
وتشهد محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، فوضى أمنية زادت معها معدلات الجريمة والقتل اليومية وأعمال النهب والسطو على الممتلكات العامة والخاصة.
وقبل أيام أعدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، السبت الماضي، الشيخ القبلي عبده محمد الوعيل، في محافظة إب.
وأرجعت المصادر الجريمة الحوثية، إلى رفض الضحية التعاون مع المليشيات الإرهابية في أغراض عسكرية، وإمدادها بالمال والمقاتلين.
وبحسب المصادر، طالبت مليشيا الحوثي الشيخ القبلي عبده محمد الوعيل، الذي ينحدر من مديرية النادرة بمحافظة إب، بإمدادها بالمال والأفراد للقتال، إلا أنه أصر على الرفض، وأكدت المصادر أن قرار المليشيا الحوثية إعدام الوعيل، كان بعد تيقنها من عدم جدوى المحاولات معه.
ودأبت المليشيا الحوثية الإرهابية على إعدام المئات من الرافضين التعاون معها في عدوانها على الأهالي، خلال الفترة الماضية.
محافظة إب هي أحد أكثر المناطق التي تدفع أفدح الأثمان بسبب الفوضى الأمنية التي زرعتها المليشيات الحوثية، وهي فوضى تسبَّبت في إراقة كثيرٍ من الدماء.
وخلال الأسبوع الماضي، سجَّلت محافظة إب ست جرائم قتل، توزّعت بين عدة مناطق وبلدات في المحافظة، أبرزها كان بمديرية بعدان شرق المحافظة، حيث قتل جمال الناصري البالغ من العمر 35 عامًا برصاص مسلح مجهول.
وتوزعت حالات القتل الأخرى توزعت بين مديرية السبرة جنوب شرق المحافظة ومديريتي المشنة والقفر، بينها حالتا قتل لامرأتين في مديرية حبيش شمال المحافظة.
وعلى مدار سنوات الحرب، استطاعت المليشيات صناعة فوضى أمنية في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، على النحو الذي يُمدِّد من سيطرتهم الغاشمة على هذه المناطق.
وفي شهر أكتوبر الماضي، كشف تقرير حقوقي، عن ارتكاب المليشيات الحوثية أكثر من 14 ألفا و 398 جريمة وانتهاكا لحقوق الإنسان بمحافظة إب خلال الخمس سنوات الماضية.
ووثق التقرير الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون في المحافظة خلال الفترة من 15 أكتوبر 2014 وحتى 15 أكتوبر 2019، بين القتل والإصابة والتهجير والاختطافات والنهب والاعتداء والسطو المسلح وتفجير المنازل وانتهاكات أخرى.
وسلط التقرير الضوء على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي، إضافة إلى جرائم الجنايات والفوضى الأمنية التي تديرها عصابات مسلحة منفلتة على علاقة بقيادات عليا داخل الجماعة.
وأشار إلى قيام المليشيا بطرد ووقف نشاط 9 منظمات إغاثية وإنسانية محلية وخارجية، ضمن العراقيل التي تفرضها على المنظمات الدولية.