الحوثيون والجريمة القديمة - المتجددة.. المليشيات تنهب المخازن الأممية
واصلت المليشيات الحوثية جرائمها المروعة التي تستهدف تكبيد المدنيين مزيدًا من الأعباء، وهو ما صنع مأساة هي الأسوأ على مستوى العالم.
ففي جريمة حوثية قديمة - متجددة كشفتها الأمم المتحدة، أعلن برنامج الغذاء العالمى تعرُّض مخازنه للنهب من قبل مجموعة حوثية مسلحة، فى محافظة حجة.
وقال البرنامج، في بيان اطلع "المشهد العربي" على نسخة منه، إنّ المجموعة المسلحة قامت باقتحام أحد المخازن التابع لبرنامج الأغذية العالمى فى محافظة حجة وأخذت 127.5 طن من المساعدات الغذائية.
وأدان برنامج الأغذية العالمى بشكل قاطع هذه التدخلات فى عملياته الإنسانية، وشدَّد على ضرورة السماح لبرنامج الأغذية العالمى بتقديم المساعدات الغذائية الضرورية إلى الأسر الأكثر احتياجًا وفقًا للمبادئ الإنسانية الدولية.
وسبق لبرنامج الغذاء العالمى أن اتهم مليشيا الحوثى فى أكثر من مناسبة بنهب مساعدات الفقراء، ووصف فى يونيو الماضي المليشيات بأنها "تسرق الطعام من أفواه الجوعى" بعد التأكد من سرقتها حصة 33% من المساعدات المخصصة للمحتاجين الذين يدعمهم الغذاء العالمي.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر قد اتهمت أيضًا ميليشيا الحوثى بنهب المساعدات ومنع تنفيذ نصف مشاريع المنظمات غير الحكومية العاملة فى المجال الإنسانى وطرد بعض موظفى تلك المنظمات وموظفى الأمم المتحدة بدون أى أسباب.
وأشارت مولر إلى تدخل المليشيات فى العمليات الإنسانية ومحاولاتها التأثير باختيار المستفيدين من تلك المساعدات والشركاء المنفذين، ومحاولة إلزام المنظمات الإنسانية بالعمل "فى ظروف تتناقض مع المبادئ الإنسانية".
كما نددت بممارسات مليشيا الحوثى فى الجانب الإنسانى وإعاقتها لوصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها بشكل منتظم.
ويمكن القول إنّ سرقة المساعدات تمثّل أحد أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، والتي أحدثت حالة إنسانية شديدة البشاعة.
وكثيرًا ما تحدَّثت الأمم المتحدة عن حجم المآسي الحوثية في هذا الصدد، ففي وقت سابق من يناير الجاري تحدَّث عن ذلك مدير شعبة التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية " أوتشا" راميش راجاسينجهام خلال جلسة مجلس الأمن لبحث الأوضاع في اليمن.
راجاسينجهام قال إنّ الوضع في اليمن أقل خطورة على المدنيين بالمقارنة مع الوضع ما قبل اتفاق ستوكهولم، لكنّه أوضح أنَّ القيود على وصول المساعدات الإنسانية تؤثر على 6,7 مليون شخص محتاج، مشددًا على أنَّ هذا الرقم لم يكن أبدا مرتفعًا بهذا القدر.
وحذَّر المسؤول الأممي من تعرُّض الكثير من الموظفين الأممين للمضايقات والتهديد، مؤكّدًا أنّ البعض الآخر محتجز تعسفيًا أو غير قادر على الحركة بحرية، وأحيانًا لفترات طويلة.
التحذير الأممي جاء في وقتٍ تواصل فيه مليشيا الحوثي ممارسة سياسة ممنهجة لنهب المساعدات الإغاثية والدوائية في مناطق سيطرتها من أجل تجويع السكان.
ومؤخرًا، كشف مصدر مسؤول بمجال الإغاثة أنّ انتهاكات الحوثيين بحق المساعدات مستمرة حتى اللحظة بدءًا من عرقلة وصول القوافل المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية والمحروقات النفطية، وصولًا إلى قصف مطاحن الغذاء في الحديدة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي.
وأضاف أنَّ مليشيا الحوثي تستغل الورقة الإنسانية لتحقيق أجندتها واستعطاف المجتمع الدولي، ونوه بأنَّ المليشيات تقصف بشكل مباشر مخازن القمح بصوامع الغلال في الحديدة، بهدف حرق وإتلاف أكثر من 51 ألف طن تابع لبرنامج الغذاء العالمي.
وكانت المليشيات الحوثية قد أتلفت مؤخرًا، سبعة أطنان من الأدوية التابعة لإحدي المنظمات الدولية بعد تعرضها للتلف بسبب رفض الملشيات لفريق عمل المنظمة توزيعها لمدة ثمانية أشهر.
وتعرّضت منظمة العمل لمكافحة الجوع تعرضت لسلسلة من التعسفات الحوثية، حيث مُنعت في الفترات الماضية من توزيع أدوية ومواد غذائية، ما سبّب تلف جزء كبير من المساعدات التي تقدمها للمواطنين في محافظة الحديدة الساحلية.
في مدينة الحديدة، كشفت مصادر أنَّ المليشيات الحوثية اقتحمت أحد مخازن المنظمة وأتلفت كميات كبيرة منها 48 صنفًا من الأدوية للأمراض المزمنة، وكميات أخرى من السوائل الوريدية والفيتامينات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّه على مدار الأشهر العشرة الماضية، تعرَّضت العشرات من المنظمات الدولية لممارسات تعسفية من الحوثيين؛ بهدف ابتزاز هذه المنظمات، مما أدى ببعضها إلى تعليق أنشطتها في الجانب الإنساني، قبل أن تستأنف العمل من جديد.