قنبلة اللجوء الشمالي في عدن
صالح علي الدويل باراس
- 27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون
- الانتقالي والدورة 87 للجمعية العامة*
- تحرير قطاع الاتصالات
- ترشيد الخطاب
ظاهرة اللجوء شائكة في الحروب وفتحها بدون ضوابط قرار قاتل على الدول المستقرة فكيف بقرار أباح اللجوء إلى عدن والجنوب في ظل انقسام وطني مع الشمال وليس انقسام سياسي ، وقرار كهذا خطر على تيار الرئيس عبدربه في الشرعية بقدر ما كانت خطورة الحوثي على عفاش!! فهناك تيار شمالي يغلي ثارا ضد الرئيس سترفده الفلول بكل امكانياتها وثارها ، وليس الخطورة كما يتوهم بعض سدنة الاستضافة على مشروع الاستقلال الذي يحمله الحراك الجنوبي وجسدته المقاومة الجنوبية بدماء شهدائها الذين تصدوا للانقلاب بشقيه الحوثي والعفاشي ويتصدون الآن لبقية عناوين إعادة احتلال الجنوب .
من الغباء اعتقادنا سلامة قصد ذلك التيار في الشرعية ، فالقرار متعمد مقصود باستضافة ارتال اللجوء بدون ضوابط طالما وهناك مساحات آمنة تدعي الشرعية وخاصة التيار الشمالي السيطرة عليها فيمكن للتحالف حماية اللجوء اليها في الشمال وانشاء مخيمات إيواء للشماليين في مناطقهم وإيجاد ملاذات آمنه لهم في مساحاتهم لكي يعرف العالم حجم وحقيقة المأساة التي يرتكبها الحوثي ضد المواطنين المسالمين ومدى الانتهاكات التي يرتكبها وعدم التزامه بشرعة حقوق الانسان وبالذات في الحرب، ما يدعم استخدامها ورقة ضغط سياسية/ إنسانية ضد الانقلاب الذي دفع قبل عدة أشهر بنشاطاته فاوصلن مظلومية الانقلاب إلى أعلى الدوائر في الولايات المتحدة والأمم المتحدة واكتفت الشرعية ومنظماتها بمراقبة ذلك بل إن من منظماتها من دعم مايروجه الانقلاب عن انتهاكات حرب ضد المواطنين العزل جراء عمليات التحالف!! ولم يكن لديها اية وثائق تفند ذلك .
في تعز واب وصنعاء تتواجد مؤسسات ومنظمات حقوقية وإنسانية لها علاقات دولية ذات صلة ستعطي المخيمات عبرها رسالة غير قابلة للإنكار أو التزوير ما عدا مناطق تهامة فإنها مظلومة وليس لديها صوت حقوقي وإنساني قوي ونافذ إقليميا ودوليا ورغم ذلك لا تلتفت الشرعية ولا تلك المنظمات لها وتؤمن لها اللجوء الإنساني بل تركتها تواجه موتها بين فتك المليشيات والبعوض ورطوبة البحر ونجد الشرعية تستقبل لجوء نوعي عسكريا وأمنيا وحزبيا في عدن وهو نوع تتحمل الشرعية تداعياته ونتائجه.
انهم يطالبون بأن ينفتح الجنوب وبالأخص عدن لاستقبال اللجوء في حالة من حالات اخفاق الشرعية وعدم امتلاكها لرؤية واضحة للحقائق القاتلة على الارض بينما القرار الاكثر امنا وجدوى وضع مخيمات لاستيعابهم أما في مناطق آمنة في الشمال وان كان لابد فان الضرورة تقتضي وضعها في مناطق آمنة في أطراف الجنوب كما رأينا ذلك في العراق وسوريا التي لم تستضف النزوح داخل المدن الرئيسية بل في أطرافها فتكون الظاهرة تحت المراقبة واكثر امانا في استيعاب اللجوء وأبلغ أثرا في إثارة الرأي العام وتستطيع الحكومة ان تجعل منه قضية ساخنة ضد الانقلاب، لكن ترحيلهم بدون ضوابط أمنية ومنهم يأتي نازحا مسلحا الى عدن ثم يتم تخبئتهم في النسيج الاجتماعي والسكني الجنوبي في عدن فهذا قرار له أبعاد خفية.
إن اللجوء بهذه الطريقة قنبلة موقوته ليس لحسم معركة صنعاء بل كونهم قاعدة انطلاق للمشروع الشمالي لإعادة احتلال عدن ثم الجنوب وفرض أمر واقع فيه وهذا مخطط اجرامي وليس عمل انساني بكل المعايير فيجب الاستعداد له من الان وليس من الغد مهما كانت الخيارات والتضحيات والنتائج فمعارك الأوطان لا تحسمها المشاعر الإنسانية واللغو الاخوي فأمام الجنوبيين معهم معركة اثخان.
ان الذين لم يحسموا معركتهم في مناطقهم وتخلو عن هالكهم ومعسكراتهم فلا تاخذنا عنهم الغفلة والمشاعر الانسانية فنستضيفهم فتحت ضلوعهم نار ثأر ضد الجنوب لافرق بين تيار استقلال أو تيار وحدة ومن الغباء ان تؤمن لهم الشرعية كل الوسائل ليفجرونا اما من خلال عمليات امنية ونسبها للإرهاب أو بإنشاء كيانات عسكرية بدعوى تحرير صنعاء وهي تغذي كيانات غير منظورة تريد أن تحسم بها سيطرتها على عدن خاصة وان لهم ثار مع رأس الشرعية بقدر ثأر هم مع المقاومة الجنوبية، علما أن مأرب أكثر استقرار وامانا من عدن وهي منسجمة مع قطاع كبير من النزوح المتوافد إلى عدن، وهي الأقرب لدعم معركة التباب المزمنة اذا كان في عناوين اللجوء تحرير صنعاء كما يقولون .