إرهاب المليشيات المعتاد.. مفخخات حوثية في أجواء طائرات الرحمة

برهنت المليشيات الحوثية على وجهها الإرهابي وعملها على مضاعفة الأزمة الإنسانية، وذلك في تعطيل طائرات الجسر الجوي لنقل المرضى.

ففي الساعات الماضية، ألغت منظمة الصحة العالمية، ثاني رحلات الجسر الإنساني، التي كانت مقررة أمس الجمعة, لنقل المرضى من مطار صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمان.

مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وضعت عراقيل مفاجئة، للسماح بنقل المرضى, منها استخدام طائرات كبيرة وتجهيزها طبيا لنقل المرضى .

وأضافت المصادر أنّ الحوثيين رفضوا استمرار نقل المرضى بالطائرات الصغيرة التي تتسع لنحو 16 مريضًا مع مرافقيهم, بدعوى أنّ هذه الطائرات غير مجهزة طبيًّا, وأنّ عدد المرضى الذين يتم إخلاؤهم قليل.

وأشارت المصادر إلى إلغاء منظمة الصحة العالمية للرحلة، وعدم وصول الطائرة إلى مطار صنعاء, بعد ورود شروط مليشيا الحوثي إلى المنظمة، لافتةً إلى صدمة المرضى الذين استعدوا للمغادرة، من عراقيل المليشيات الإرهابية، وطالبوهم بتوفير بديل, بدلًا من وضع العراقيل والمتاجرة السياسية بمعاناتهم.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد قررت أمس الأول الخميس، إلغاء رحلات طائرات الرحمة من صنعاء إلى عمّان والقاهرة لنقل الحالات المرضية المستعصية؛ وذلك بعد تعطيل وتعنت المليشيا الحوثية في تسيير الجسر الجوي الذي أطلقه التحالف في مبادرة إنسانية.

وأطلق التحالف العربي، يوم الاثنين، أولى رحلات الجسر الجوي، تحت مبادرة طائرات الرحمة، والتي نقلت عددا من المرضى إلى العاصمة الأردنية عمان، بحضور المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، وذلك في إطار الجهود الإنسانية للتحالف وحرصه على التخفيف من الأوضاع التي المدنيون، وتحسين ظروفهم الإنسانية.

وتهدف مبادرة "طائرات الرحمة" إلى تخفيف معاناة غير القادرين على تحمل مشقة السفر برًا لمطارات عدن وسيئون؛ نظرًا لطول مسافة الطريق التي تصل إلى 15 ساعة.

في هذا السياق أيضًا، سلَّطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير لها، الضوء على الجسر الإنساني لنقل المرضى من صنعاء إلى الأردون ومصر، ووصفت المبادرة بأنها "إنجاز إنساني" في صراع دام خمسة أعوام.

وتحدّثت الصحيفة عن تهديد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بمنع إقلاع أولى رحلات الجسر الإنساني، الاثنين الماضي، مؤكدةً أنّ المليشيات الإرهابية التي تسيطر على صنعاء، لوحت بسحب الإذن بإقلاع الطائرة.

وكانت مليشيا الحوثي قد حاولت عرقلة المبادرة الإنسانية التي أطلقها التحالف العربي 27 يناير الماضي، باشتراط وصول طائرات تجارية لنقل مرضى بأعداد كبيرة.

وطيلة السنوات الماضية، ظلّ مطارا عدن وسيئون ينقلان المرضى يوميًّا لتلقي العلاج في القاهرة وعمّان والهند، لكنّ المليشيات الحوثية تشترط مغادرة المرضى من مطار صنعاء بهدف تمرير جرحاها ضمن رحلات طائرات الرحمة.

ورجّحت مصادر مطلعة، أن تُمهِّد المبادرة الإنسانية لانفراجة نسبية في الصراع القائم حاليًّا؛ بهدف تهيئة الأرض لخطوات تهدئة جادّة تواتر الحديث عنها خلال الفترة الأخيرة.