الحوثيون وأنفلونزا الخنازير.. سموم المليشيات التي تلتهم الأبدان
يعتبر أنفلونزا الخنازير أحد أخطر الأوبئة التي تفشت جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، والتي كبّدت ملايين المدنيين كثيرًا من الأثمان الفادحة.
ففي محافظة إب الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، توفي شخصٌ يدعى عبدالله سعيد جباح متأثرًا بإصابته بإنفلونزا الخنازير، أثناء تلقيه العلاج.
في هذا السياق أيضًا، تحدّثت مصادر مطلعة عن أنّ ارتفاعًا كبيرًا تشهده المحافظة المحتلة حوثيًّا في حالات الإصابة بمرض بإنفلونزا الخنازير، وسط عمل مكثف من المليشيات على تضخيم الأزمات الصحية على صعيد واسع.
و"أنفلونزا الخنازير" عدوى يسببها فيروس أنفلونزا يؤذي صحة الخنازير ويسبب تلوثًا في رئتي الخنزير، وفي حالات معينة يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الإنسان وأن ينتشر فينتقل من شخص إلى أخر، وبالرغم من أنّ هناك عدة أنواع من الفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير، إلا أن النوع الذي يثير قلق الأجهزة الصحية، بشكل خاص، هو الفيروس من نوع H1N1.
حين يصاب شخص ما بأنفلونزا الخنازير قد يشعر بالتعب وبأوجاع في الجسم، التهاب في الحلق، حمى وسعال، ومرض أنفلونزا الخنازير في أغلب الحالات، ليس خطيرًا، لكنه قد يتطور، في بعض الحالات، إلى التهاب رئوي، مشاكل حادة في الرئتين، بل قد يؤدي إلى الموت أيضًا.
وكانت المليشيات الحوثية قد اعترفت في مطلع يناير الماضي، بارتفاع حالات الاشتباه بمرض إنفلونزا الخنازير في صنعاء ومناطق سيطرتها إلى قرابة 24 ألف حالة خلال ثلاثة أعوام فقط.
وفيما حاولت مليشيا الحوثي مؤخرًا نفي الإحصائيات التي خرجت بتفشي الوباء، لكن المدعو أحمد الزبير مدير ما يسمى البرنامج الوطني لمكافحة الإنفلونزا التابع لوزارة الصحة في حكومة المليشيات غير المعترف بها كشف عن ارتفاع إجمالي الحالات إلى 23 ألفًا و406 حالة اشتباه.
وقال المسؤول بمليشيا الحوثي إنّ حالات الوفاة جراء إنفلونزا الخنازير وصلت إلى 426 حالة وفاة، موضحًا أنَّ إجمالي عدد الحالات المشتبه إصابتها بالإنفلونزا خلال 2019 بلغت 7364 حالة توفي منها 310 حالات.
ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، مثّلت سرقة المساعدات الإنسانية أحد صنوف الاعتداءات التي شنّتها على السكان، حتى خلّفت وراءها مآسي بشعة، وضعت اليمن في خانة المأساة الإنسانية الأبشع على مستوى العالم.
لم تكتفِ المليشيات الحوثية بالعمل على تفشي كل هذه الأمراض القاتلة وفي مقدمتها أنفلونزا الخنازير، لكنّها عملت كذلك على سرقة المساعدات الخاصة بالصحة المقدمة من المنظمات الأممية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، ومن بين الأدوية المسروقة لقاحات وأدوية أطفال.
وقبل أسابيع، تحفظّت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها على لقاحات مرض أنفلونزا الخنازير، التي قدّمتها منظمة الصحة العالمية، حيث رفضت المليشيات توزيعها على المستشفيات والمراكز الصحية بداعي إخضاعها للفحوصات للتأكّد من سلامته.
هذه اللقاحات المقدمة من الأمم المتحدة، تم بيعها للمستشفيات الخاصة من قِبل مسؤولي وزارة الصحة التابعة للمليشيات الحوثية مقابل مبالغ مالية باهظة.
ونهبت قيادة المليشيات الحوثية ما يُقارب 600 مليون ريال من دعم منظمة الصحة العالمية لحملة التحصين ضد مرض شلل الأطفال في صنعاء، والتي تمّ تنفيذها خلال الفترة من الـ23 إلى الـ25 من شهر ديسمبر الماضي.
اللافت أنّه في ظل سرقة الحوثيين لـ"لقاحات" مرض إنفلونزا الخنازير، فقد سجَّلت المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات تفشيًّا ضخمًا لهذا المرض،
وقبل أيام أيضًا، كشفت مصادر "المشهد العربي" أنَّ قيادات حوثية نافذة بينهم وزير الصحة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" طه المتوكل، والقيادي الحوثي أحمد حامد المعين من المليشيات مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء قاموا ببيع المساعدات العلاجية المقدمة من المنظمات الدولية لتجار أدوية الجملة بصنعاء بمبلغ تسعة ملايين و800 ألف دولار.
وأضافت المصادر أنَّ قيادات حوثية من المستوى المتوسط في وزارة الصحة عملت دور "السمسار"؛ لبيع هذه الأدوية مع تجار أدوية الجملة ونقلها من مخازن وزارة الصحة في منطقة الحصبة بصنعاء إلى مخازن تجار الجملة خلف فندق تاج سبأ في منطقة التحرير ومخازن في مناطق أخرى.
وأشارت المصادر إلى أنَّ السماسرة من القيادات الحوثية المتوسطة استولت على مبلغ كبير, غير أنَّ القيادي الحوثي أحمد حامد اتهم وزير الصحة الحوثي طه المتوكل بالتحايل عليه والاستيلاء على معظم المبلغ الذي تم استلامه كدفعات من تجار أدوية الجملة.