الإخوان وقيادة الجيوش.. انتكاسات فاضحة وخيانة دائمة
رأي المشهد العربي
لا يذكر التاريخ أن جماعة الإخوان استطاعت أن تحقق أي انتصارات عسكرية في تاريخها بالرغم من هيمنتها على دول بأكملها، ومشاركتها كجزء من الجيوش في وقت سابق، وأن ذلك يرجع لسبب بسيط للغاية وهو أن تنظيم الإخوان يقوم على العمل "المليشياوي" وليس التنظيمي العسكري، وأن السمع والطاعة توظف هنا لارتكاب عمليات إرهابية وليس لتحقيق انتصارات عسكرية.
يمكننا أن نطبق الأمر على قوات الجيش في اليمن، والتي يهيمن عليها الإصلاح الذي قام بتغيير التركيبة العسكرية لهذا الجيش بعد أن قام بإزاحة كل من ليس له ولاء لتنظيم الإخوان والاستعانة بآخرين لا يعلمون شيئا عن العسكرية وقاموا بعملية تسكين للأفراد الجدد بدلًا من القدامى، ما جعل قوات الجيش تتحول أيضًا إلى ما يشبه المليشيات العسكرية وليس الجيش النظامي بمفهومه الحديث.
لعل أبرز ما تتسم به جماعة الإخوان الإرهابية حينما تتمكن من أحد الجيوش، هو قدرتها الفائقة على الهزيمة، فحينما شارك البعض من عناصرها في حرب العام 1948 مُني العرب بأشهر هزيمة تاريخية في مواجهة المحتل الإسرائيلي في فلسطين، وحينما تمكنوا بعض الشيء من الجيش المصري أقدموا على اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وكذلك فإن الجيش التركي الحالي الذي يحاول أردوغان صبغهُ بصبغة إخوانية يتلقى الهزيمة تلو الأخرى في سوريا.
لذلك فإن الانتكاسات المتلاحقة والخيانة الدائمة عنصران ملازمان لهيمنة تنظيم الإخوان على أي من الجيوش، وهو ما يفسر أيضا أسباب الهزائم التي تتلقاها قوات الجيش في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية في الجبهات المختلفة، وما يفسر بقاء الأوضاع في اليمن لمدة خمس سنوات من دون تغيير، وإمكانية استمرار الوضع الحالي لفترات طويلة حال لم يكن هناك إعادة إحلال وتجديد لقوات الجيش تضمن تطهيرها من العناصر الإخوانية والتي ينتمي بعضها إلى تنظيمات إرهابية.
إذا قمنا بربط السياقات السابقة بالاستقالة التي تقدم بها هاشم الأحمر من قيادة المنطقة العسكرية السادسة فإننا سوف نتأكد من أن تلك الاستقالة هدفها إنقاذ نفسه بعد أن انكشفت خيانته أمام التحالف العربي، وبالتالي فإن هيمنة الإصلاح على قوات الجيش قد تهتز في المستقبل انعكاسًا لفداحة ما قام به.
وتعد استقالة هاشم الأحمر، خطوة لتجاوز فضيحة تسليم قوات الشرعية مناطقها العسكرية، في الجوف ومأرب إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بعد أن قفز هاشم الأحمر، إلى رتبة لواء خلال فترة قصيرة، مدعوما من حزب الإصلاح الإخواني، الذي أسسه والده عبد الله بن حسين الأحمر.