شرعيةٌ لا تُجيد إلا التباكي
رأي المشهد العربي
في الوقت الذي تسبّبت فيه المليشيات الحوثية في مآسٍ إنسانية فادحة على مدار سنوات حربها العبثية، فإنّ حكومة الشرعية أجادت شيئا واحدا، هو "التباكي" على هذه المآسي، متناسيةً أنّها جزءٌ رئيسٌ مما يجري على الأرض.
حكومة الشرعية التي يفترض أن تحارب المليشيات الحوثية دفاعًا عن أراضيها "الشمال" تركت للحوثي الحبل على الغارب، ولم تكتفِ بأن منحت للمليشيات سيطرة سهلة على أراضيها، بل وجّهت بوصلة عدوانها صوب الجنوب وأصبحت تستهدف أرضه وشعبه وأمنه واستقراره.
"الشرعية" المخترقة إخوانيًّا منحت الحوثيين السيطرة على جبهة نهم وكذلك في محافظة مأرب، فضلًا عن محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، ما يُمكّن الحوثيين من فتح جبهة قتال جديدة ضد المملكة.
ولا يتعلق الأمر فقط بتسليم الأراضي، بل عملت "الشرعية" كذلك على تدعيم الأسلحة الثقيلة للحوثيين، وهي أسلحة قدّمها في الأساس التحالف العربي للحكومة من أجل محاربة الحوثيين، لكنّها قدّمتها للمليشيات.
وفي محاولة لإخفاء كل هذه الجرائم، كلّفت "الشرعية" وزير إعلامها ليكون مروّج الأكاذيب ومدعي الإدانة، فمعمر الإرياني لا يفعل شيئًا سوى إصدار بيانات يحاول من خلالها الترويج بأنّ حكومة الشرعية تقف إلى جانب التحالف العربي في الحرب على الحوثيين.
الإرياني يُصدر بشكل يومي بيانات يعبّر فيها عن "إدانة مزعومة" من الشرعية لما تقترفه المليشيات الحوثية من جرائم وانتهاكات متعددة فاقمت من المأساة الإنسانية، إلا أنّ الحوثيين لم يكونوا ليرتكبوا كل هذه الجرائم بدون تواطؤ مفضوح من قِبل حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح.
اللافت بين كل هذا العبث، أنّ كافة الحقائق تجلّت وأصبحت واضحة أمام مختلف الأطراف خاصة قيادة التحالف العربي التي أيقنت بأنّ استمرار الاختراق الإخواني لحكومة الشرعية يقوّي من معسكر الحوثيين على الجبهات كما يضاعف من المأساة الإنسانية التي روَّعت العالم.