طعنة القرن وخيبة الشرعية الثقيلة
رأي المشهد العربي
يعرف العرب الآن "صفقة القرن"، هي تلك الخطة الأمريكية التي تم اقتراحها من أجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائليين في المنطقة، يُنظر إليها بأنّها تنال من الحق الفلسطيني.. العرب أيضًا أصبحوا مطلعين على شيء آخر يمكن وصفه بـ"طعنة القرن" تلك التي ترتكبها حكومة الشرعية.
حكومة الشرعية وهي تحت اختراق حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، وجّهت الكثير من الطعنات للتحالف العربي، بعدما انخرطت في علاقات مشبوهة مع المليشيات الحوثية، تخلّلتها إقدام حزب الإصلاح على تسليم مواقع وجبهات استراتيجية للحوثيين على مدار سنوات الحرب.
وعلى الرغم من أنّ هذه الطعنات الغادرة كبَّدت التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّها فُضِحت على الملأ وأصبحت واضحة للعيان، يراها القاصي والداني، حتى كثر الحديث عن ضرورة إجراء تغييرات في هيكل الشرعية، واستئصال نفوذ حزب الإصلاح الإخواني من صفوفها.
إقدام حكومة الشرعية على طعن التحالف بخنجر الخيانة يأتي في وقتٍ يعمد فيه حزب الإصلاح على تعزيز النفوذ التركي والقطري، على الرغم من عداء الدولتين للتحالف العربي بشكل واضح وصريح.
حكومة الشرعية عملت في الفترة الماضية، تشكيل جبهة سياسية معادية للتحالف وتجلّى ذلك في تحركات حزب الإصلاح بمحافظة المهرة مؤخرًا، من خلال العمل على رفع وتيرة التحركات القطرية والتركية هناك.
يُشير كل ذلك إلى ضرورة القضاء على النفوذ الإخواني من حكومة الشرعية، وهو أمرٌ كثر الحديث عنه في الفترة الأخيرة من قِبل كثيرٍ من الأطراف على مختلف الأصعدة، وقد أصبح تأخُّره أكثر من ذلك أمرًا مكلفًا للغاية، يدفع ثمنه المدنيون أولًا وأخيرًا.