الملياردير سيباستيان بينييرا يعود رئيساً لتشيلي
أشارت النتائج الرسمية شبه النهائية للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تشيلي إلى فوز الرئيس السابق الملياردير سيباستيان بينييرا بعد منافسة حادة أمام خصمه الاشتراكي اليخاندرو غيلييه.
واعلنت الهيئة المشرفة على الانتخابات أن بينييرا المحافظ البالغ 68 عاماً والذي قاد البلاد بين عامي 2010 و2014 نال 55% من الأصوات بعد إحصاء 98% من صناديق الاقتراع.
واعترف غيلييه (64 عاماً) السيناتور ومقدم البرامج التلفزيونية السابق الذي ترشح كمستقل مدعوماً من الرئيسة المنتهية ولايتها ميشيل باشليه "بهزيمته الصعبة" بعد نيله 45% من الأصوات.
وسيقود بينييرا هذا البلد الأمريكي الجنوبي الذي يعد أكبر مصدر للنحاس في العالم لأربع سنوات مقبلة بدءاً من مارس (آذار) المقبل، وهو يتسلم لمرة ثانية دفة القيادة من باشليه التي يمنعها الدستور من الترشح.
وتناوبت باشليه مع بينييرا على رئاسة تشيلي منذ 2006 حيث كانت سياسة البلاد تنتقل في كل مرة من يسار الوسط الى يمين الوسط.
وتجمع انصار بينييرا خارج مقر حملته الانتخابية بانتظار خطاب النصر.
وكان ينظر إلي بينييرا كأبرز المرشحين للفوز وذلك حتى الدورة الأولى التي جرت في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) حين حل في الطليعة لكن بنسبة اقل بكثير مما كان متوقعاً (36,6 %)، مقابل 22 بالمئة لغيلييه.
وكان من المقدر أن يستفيد غيلييه من 20% من الأصوات التي ذهبت لصالح مرشحة اليسار المتطرف بياتريس سانشيز (46 عاماً)، إلا أن ناخبي تشيلي اختاروا في النهاية خبرة بينييرا الرئاسية.
ويروج بينييرا، الذي تبلغ ثروته نحو 2,7 مليار دولار بحسب مجلة فوربس، لنفسه كونه أفضل من يستطيع إدارة الاقتصاد.
وجرت الانتخابات وسط أجواء كئيبة سببها مقتل خمسة أشخاص واعتبار 15 آخرين في عداد المفقودين إثر انهيار أرضي ناجم عن أمطار غزيرة دمر قسماً من قرية صغيرة في جنوب البلاد.
وقال بينييرا خلال إدلائه بصوته "لدي اقتناع كبير بأننا سنفوز في هذه الانتخابات وإن الاوقات السعيدة ستحل على جميع التشيليين".
وأدى غياب استطلاعات الرأي الحديثة التي يعتمد عليها قبل إجراء الدورة الثانية إلى تساوي حظوظ المرشحين.
ووصف ماركو مورينو من الجامعة المركزية هذه الانتخابات بأنها "الأكثر غموضاً منذ عودة الديموقراطية" بعد انتهاء حقبة الديكتاتور اوغستو بينوشيه عام 1990.
أدخلت الاشتراكية ميشيل باشيليه تغييرات كبيرة على تشيلي ومجتمعها المحافظ في السنوات الأربع الأخيرة، عبر سلسلة من الإصلاحات التقدمية بينها السماح بزواج المثليين وإلغاء تجريم الإجهاض الذي كان محظوراً من قبل.
ولا يسمح القانون لباشيليه بالترشح بينما تجنح المنطقة إلى اليمين مع ماوريسيو ماكري في الأرجنتين وميشال تامر في البرازيل وبيدرو بابول كوتشينسكي في البيرو، وجميعهم رؤساء محافظون في دول كان يحكمها اليسار.
وعلى الرغم من ازدياد صادرات النحاس، التي تساهم بشكل كبير في دخل الاقتصاد التشيلي، بفضل الطلب الصيني وازدهار تصنيع السيارات الكهربائية، تعاني تشيلي نسبياً مقارنة بالسنوات السابقة.
ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بواقع 1,4% فقط، وهو أقل معدل نمو في السنين الثماني الفائتة.
لكن وبالرغم من فوز بينييرا، لن تكون هناك أغلبية في البرلمان إذ أن الانتخابات التشريعية التي نظمت بالتزامن مع الدورة الأولى في اقتراع نسبي للمرة الأولى، أفضت إلى برلمان مشتت في مجلسيه.