على وقع خسائر الجبهات.. انتهاكات الحوثي الجنسية تتضاعف
الاثنين 17 فبراير 2020 00:38:03
تشير تفسيرات علماء علم النفس إلى أن الخسائر التي تتلقاها المليشيات والعناصر الإرهابية تنعكس على سلوكياتهم المضطربة، وهو ما يجري ترجمته على الانتهاكات الجنسية التي ترتكبها العناصر الحوثية الإرهابية بحق النساء والأطفال داخل المعتقلات والمعسكرات، والتي تضاعفت بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة.
وكشفت عن تقرير من اللجنة الثقافية في شعبة التأهيل والتدريب بوزارة دفاع مليشيا الحوثي غير المعترف بها، يؤكد وجود أطفال بين مجاميع القيادي الحوثي أبو يحيى الجريري، كما أشار إلى انتهاكات جنسية طالت أطفالا بهذه المعسكرات.
ونوهت الوثيقة المرفوعة من جهاز الأمن الوقائي التابع للمليشيا، في إحدى مواقع التدريب بضبط واقعة اعتداء جنسي في موقع تدريبي تابع للمنطقة العسكرية المركزية التي يديرها عبد الخالق الحوثي، وفضحت الوثيقة ضبط قيادي حوثي يدعى محمد مجعل، في معسكرات التدريب، أثناء اعتدائه جنسيا على أحد الأطفال المجندين ١١ يناير ٢٠١٩.
وخلال الشهر الجاري أيضاً، أدان فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، القيادي بمليشيا الحوثي سلطان زابن والمُعين مديرًا للإدارة العامة للبحث الجنائي في صنعاء, بممارسة التعذيب بحق النساء المختطفات.
ووثّق التقرير وقائع القمع التي جرت بحق النساء، حيث تعرضت بعضهن للاعتقال والاحتجاز والضرب والتعذيب والاعتداء الجنسي، وأوضح أنّ هذه الاعتداءات التي تشكل تهديدًا لحكم الحوثي جاءت بسبب انتماء تلك السيدات السياسي أو عقابًا على مشاركتهن في أنشطة سياسية أو احتجاجات عامة.
وأضاف التقرير أنّه جرى تهديد تلك السيدات بتوجيه تهم البغاء أو الجريمة المنظمة إليهن في حال استمرارهن في القيام بأنشطة ضد الحوثيين.
ونوه فريق الخبراء بأنّه تلقى معلومات عن مشاركة القيادي الحوثي سلطان زابن في تعذيب ناشطة سياسية بموقع تم تحديده من الفريق، وأكد أنّ فريق الخبراء كشف عن وجود شبكة واسعة تشارك في القمع السياسي تحت ستار الحد من البغاء.
ويُحقق فريق الخبراء، في اشتراك القيادي الحوثي عبدالحكيم الخيواني رئيس جهاز المخابرات في عمليات تعذيب النساء ايضاً.
وكانت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر قد وثّقت حالات تعذيب لنساء ومخفيات قسريًّا، كما كشفت عن تورط القيادي الحوثي سلطان زابن في عمليات اختطاف للنساء وإحفائهن قسرًا وممارسة تعذيب وحشي بحقهن في سجون سرية بصنعاء.
ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، تعرَّضت السيدات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لعديد الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران.
وكشفت تقارير حقوقية حديثة عن اختطاف الحوثيين أكثر من 270 سيدة، تمّ الزج بهم في سجون سرية، عقب تلقين تهم كيدية ضدهن.
وقامت المليشيات الحوثية باستدراج هؤلاء السيدات عن طريق منظمات وجهات نسوية تابعة للمليشيات، حيث تعرّضن لتعذيب نفسي وجسدي بإشراف قيادات حوثية بارزة في صنعاء ومحافظات أخرى لا تزال خاضعة لسيطرتها.
ووصلت الانتهاكات الحوثية ضد النساء من قِبل المليشيات الحوثية إلى مرتبات عالية، حيث شكّلت المليشيات كتائب نسائية تعرف بـ"الزينبيات" من أجل تنفيذ عمليات الاختطاف والاعتقالات بحق النساء والمناهضات لسياسة المليشيات.
وعلى مدار السنوات الماضية، حوَّلت المليشيات الحوثية عددًا من مباني صنعاء إلى سجون وحشية، تُمارس فيها أبشع صنوف التعذيب، وصفتها المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، بأنّها تفوق جرائم التعذيب التي في سجن جوانتانامو أو سجن أبو غريب بالعراق.
ورُصِدت الكثير من الشهادات المروعة والمقززة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين، بحسب تقرير للمنظمة قال إنَّ القائمين على هذه الجرائم البشعة تجرَّدوا من إنسانيتهم وآدميتهم, بل ويتلذذوا بما يمارسونه من إجرام وإيذاء لنساء ضعيفات لاحول لهن ولاقوة سوى الصراخ وتوسل الجلادين الذين نزعت من قلوبهم الرحمة.
وتواجه النساء الضحايا في أقبية السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في مليشيا الحوثي ظروفًا مأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن، حتى أنّ بعض النساء الضحايا دخلن في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلالهن وامتهانهن وتدمير نفسياتهن.
وخلال شهر أغسطس الماضي، كشفت مصادر محلية بصنعاء عن فضحية جنسية لأحد قيادات المليشيات الحوثية التي تسترت على الجريمة وأصدرت تعليماتها بمعالجة هذه القضية واحتوائها.
وقالت مصادر في معهد العلوم الصحية بصنعاء في تصريحات سابقة لـ " المشهد العربي " إن القيادي الحوثي المدعو عبدالكريم الخطيب المعين من المليشيا مديرا للمعهد، تحرش بطالبة في مكتبه وحاول الاعتداء جنسيا عليها.
الطالبة التي استغاثت وتمكنت من الفرار تعاطف معها أعضاء هيئة التدريس وقيادات إدارية في المعهد ورفعوا شكوى للمطالبة بالتحقيق، غير أن قيادات حوثية نافذة تدخلت لإيقاف التحقيق واحتواء القضية لحماية القيادي الحوثي المتورط في القضية .
وأشارت المصادر إلى أن القيادي الحوثي هدد بعض أعضاء هيئة التدريس من إثارة الموضوع واتهمهم بأنهم يقفون مع من أسماهم العدوان وأنهم من بقايا النظام السابق، أن أهالي الفتاة فضلوا معالجة الموضوع بشكل هادئ لاعتبارات مجتمعية .
وفي شهر مارس الماضي استخدمت المليشيات الحوثية الفيديوهات الجنسية الموثقة ضد وزرائها كطريقة جديدة للتخلص من الوزراء المتحوثين وإيقافهم عن أعمالهم وإزحاتهم من مناصبهم وتصعيد قيادات حوثية أو من يُطلق عليهم “المؤمنون الخلص”، وهي تسمية من يؤمنون بالأفكار الدينية لمليشيا الحوثي الانقلابية.
مصادر مطلعة في صنعاء أفادت في حينها لـ”المشهد العربي” بأنّ المليشيات الحوثية أوقفت وزير الخدمة المدينة طلال عقلان (في حكومتها غير المعترف بها) عن العمل, بعد أن وثَّقت فيديوهات جنسية له .