قطر تتولى مهمة رسم خطوط التحالف بين الحوثي والإصلاح
تسعى قطر إلى رسم خطوط عريضة وواضحة للتحالف بين مليشيات الإصلاح ونظيرتها الحوثية، بما يمنع حدوث اشتباكات بين الطرفين قد تنعكس سلباً على التنسيق بين الدوحة وطهران في الملف اليمني، ما يفسر النشاط القطري على مستوى الوساطة بين الطرفين والتي ظهرت عبر الاجتماعات السرية التي رعتها على مدار الأيام الماضية.
وتحاول قطر إنقاذ مليشيات الإصلاح بعد أن بدت في موقف الضعيف بمواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية، في أعقاب تسليم عدد من الجبهات إلى العناصر الانقلابية من دون أي مواجهة تذكر الأمر الذي انعكس سلباً على صورة المليشيات أمام أنصارها، وكذلك فإن ملامح الضعف قد تنعكس سلباً على قدرة الإصلاح الحصول على مكاسب سياسية مستقبلية
ولكن في المقابل فإن قطر تسعى لإرضاء إيران وتحاول أن تبحث عن نقاط التقاء يتوافق عليها الطرفين، تحديداً وأن المليشيات الحوثية لن تنحسب بسهولة من أي مواقع سيطرت عليها في غضون الأيام الماضية تحديداً في جبهتي الجوف ومأرب، وبالتالي فإن الدوحة تدرك أن المهمة شاقة وصعبة، لكنها تبذل قصاري جهدها من أجل إلحاق الضرر بالتحالف العربي وبما يضمن استمرار الأزمة أطول فترة ممكنة.
عقد رئيس حزب الإصلاح في مأرب مبخوت بن عبود الشريف، لقاءاً سرياً مع ناطق مليشيا الحوثي محمد عبدالسلام في العاصمة العمانية مسقط، وقال مصدر سياسي مطلع في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، إن اللقاء الذي جرى بسرية تامة خلال الأيام الماضية يأتي في إطار الجهود القطرية لتقريب وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في مأرب والجوف.
وأضاف المصدر أن ربيع أمين العكيمي نجل القيادي الإصلاحي ومحافظ الجوف أمين العكيمي شارك في جانب من تلك اللقاءات.
وكان القيادي في مليشيا الحوثي محمد البخيتي قد ألمح إلى تدخل قطري لرعاية تفاهمات بين جماعته وحزب الإصلاح، عقب سيطرة مليشيا الحوثي على نهم، وهو ما يجري تطبيقه في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن تزيد وتيرة تلك اللقاءات الفترة المقبلة التي قد تشهد مناوشات بين الطرفين.
ومن جانبه أكد الأكاديمي الجنوبي رئيس جامعة "أم القيوين" الإماراتية الدكتور جلال حاتم، أن هناك تنسيق تركي إيراني في اليمن بمشاركة قطرية لافتاً إلى أن موقف المدعو الجبواني لم يكن يمثل إلا قمة جبل الجليد في العلاقة السرية والتنسيق المتصاعد الذي يربط ما بين إخوان اليمن والمسؤولين الأتراك والقطريين، وانهيار الجبهات التي يسيطر عليها إخوانجية اليمن وإهداؤها للحوثيين ليس سوى سقوط أقنعتهم.
ومن جانبه أبدى الكاتب خالد العويجان استغرابه من التناقض القطري الواضح في عدة ملفات بما فيها الشأن اليمني، مشيراً إلى أن النظام القطري بات يدافع عن مليشيا الحوثي للتقرب من إيران، مشيراً إلى أن أتباع النظام القطري أصبحوا أبرز المحابين لنظام الملالي في طهران والمدافعين عنه متناسين كل الجرائم التي ارتكبها.