الانسحاب التكتيكي.. كذبة الشرعية للتغطية على خيانتها

الثلاثاء 18 فبراير 2020 00:41:17
الانسحاب التكتيكي.. كذبة الشرعية للتغطية على خيانتها

لم تفلح الشرعية في التغطية على خيانات مليشيات الإخوان التي تهمين عليها، بعد أن روجت لانتصارات عديدة حققها على جبهات مختلفة، قبل أن تعلن أنها لجأت إلى "الانسحاب التكتيكي" من تلك الجبهات لصالح المليشيات الحوثية، ما أدى لانكشاف الأمر أمام التحالف العربي وأمام المواطنين الذين ابدوا استغرابهم من تسليم الجبهات بهذه السهولة.

وخلال المعارك التي دارت في جبهة نهم قبل أيام عجت وسائل التواصل الاجتماعي بتدوينات لقيادات محسوبين على قوات الجيش تؤكد إحراز العديد من الانتصارات، وذلك بالتوازي مع إرسال الرئيس الانتقالي المؤقت عبدربه منصور هادي التهاني على هذه الانتصارات، قبل أن تعرض المليشيات الحوثية مقاطع مصورة لكميات كبيرة من الأسلحة التي حصلوا عليها في تلك المعارك بالإضافة إلى سيطرتهم على عدد من المواقع العسكرية.

ما حدث في جبهة نهم تكرر بعد أيام في جبهة تعز، السبت الماضي، إذ أعلنت قوات الجيش سيطرتها على جبهة "تبة المقرمي" في الجبهة الشرقية، قبل أن تعلن أيضاً "انسحاباً تكتيكياً" بعدها بساعات قليلة.

وكان محور تعز قد أعلن أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية سيطرته على تبة المقرمي التي يصفها بالاستراتيجية، كونها تطل على طريق الحوبان وتشرف على القصر الجمهوري، لكنه ينسحب منها بعد سيطرته عليها في كل مرة.

وفي أعقاب ذلك بررت قيادات محسوبة على قوات الجيش الأمر بـ"الانسحاب التكتيكي"، في محاولة للتعامل مع حالة الغضب الشعبي التي أعقبت معرفتهم بالحقيقة، والذين طالبوا بمحاكمة قيادات الجيش أمام المحاكم العسكرية.

وقبل أيام كشفت وثيقة متداولة، عن استقالة هاشم الأحمر، من قيادة المنطقة العسكرية السادسة، ووجه هاشم الأحمر استقالته في رسالة إلى الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، الثلاثاء الماضي، مطالبا بقبول استقالته.

وتجاهل ذكر أسباب الاستقالة، مؤكدا أنها أسباب خاصة بقيادة المنطقة، وشدد على اعتزامه رفع تقارير تفصيلية خاصة بالأسباب التي دعته إلى التقدم باستقالته، داعيا إلى تكليف بديل لقيادة المنطقة العسكرية السادسة.

ويرى مراقبون استقالة هاشم الأحمر، خطوة لتجاوز فضيحة تسليم قوات الشرعية مناطقها العسكرية، في الجوف ومأرب إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وقفز هاشم الأحمر، إلى رتبة لواء خلال فترة قصيرة، مدعوما من حزب الإصلاح الإخواني، الذي أسسه والده عبدالله بن حسين الأحمر، وأسس إمبراطورية من الفساد، عبر سيطرته على الجانب اليمني من منفذ الوديعة، عبر فرض إتاوات على المسافرين عبر المنفذ الذي يسجل 10 ملايين رحلة سنويا.

ويبذل التحالف العربي جهودًا كبيرًا لمعالجة الإخفاقات في أداء مؤسسات حكومة الشرعية وبخاصةً المؤسسة العسكرية، وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية، فإن هذه الجهود تأتي في الوقت الذي تشير فيه العديد من التقارير إلى استشراء الفساد في مفاصل المؤسسة العسكرية.

جاءت هذه المعلومات بعد سقوط جبهة نهم في قبضة الحوثيين، كما سيطرت المليشيات كذلك على مناطق في محافظة الجوف، بسبب تواطؤ قيادات عسكرية موالية لحزب الإصلاح الإخواني، بالإضافة إلى الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية التابعة لحكومة الشرعية.

وفي محاولة إخوانية لتبرير هذا الفشل، دأب إعلاميون وقادة عسكريون محسوبون على حزب الإصلاح على توجيه الاتهامات للتحالف العربي بمنع تقدم قوات الشرعية باتجاه صنعاء بل وقصف قوات الجيش التي تقوم بأي تحركات عسكرية في هذا الاتجاه.

كشفت مصادر سياسية عن اعتزام التحالف العربي الشروع في حزمة من التدابير العسكرية خلال الفترة المقبلة، ستشمل إجراء تغييرات واسعة في قيادة المناطق والوحدات العسكرية في محافظتي مأرب والجوف، ومراجعة المسجلين على قوائم منتسبي جيش الشرعية التي تشير التقارير إلى أن معظمها أسماء وهمية تنتمي إلى عناصر الإخوان.

وتشهد المرحلة المقبلة صدور جملة من القرارات التي ستتم بموجبها إعادة التوازن لتركيبة الجيش الذي تعرض خلال السنوات الخمس الماضية لحالة تجريف طالت الضباط المحترفين واستبدالهم بآخرين عقائديين لا يتمتعون بأي خبرات عسكرية.

وجاء انسحاب "الشرعية" من نهم بعد أيام من ترديد نغمات مغايرة من قِبل أبواق إعلامية إخوانية ادعت أنّ قواتها استطاعت تحقيق تقدم على الحوثيين، إلا أنّ ذلك كان على ما يبدو خطة من قِبل الشرعية، للتغطية على فشلها العسكري الهائل الذي تجلّى في الهجوم على أحد المعسكرات في محافظة مأرب الذي خلَّف مئات القتلى والجرحى.