الهلال الأحمر الإماراتي.. سفير الخير في مهمة إعادة البسمة الى شفاه الجرحى ( تقرير )

الاثنين 18 ديسمبر 2017 19:09:07
الهلال الأحمر الإماراتي.. سفير الخير في مهمة إعادة البسمة الى شفاه الجرحى ( تقرير )
المشهد العربي - خاص

كانت الامارات ولا زالت اليد الحانية التي امتدت لتنتشل الاف الجرحى من ابطال الجنوب من واقعهم المأساوي المفعم بالألم والمعاناة جراء اهمال حكومة هاربة في فنادق الاغتراب عن مهمة تعد في صلب مهامها لو ان هناك ضمائر حية لدى مسؤوليها.

الاف الابطال من شباب الجنوب هبوا للدفاع عن الأرض والعرض والدين والعروبة، لم يكن في حساباتهم ان الحروب خيارات صعبة احلاها مر فإما شهداء واما جرحى واما أسرى تقتلهم ساعات الطويلة.

 شباب بعمر الزهور انبروا للعدو بشموخ الثائرين وبالرغم من حداثة سنهم الا انهم اجبروا الغزاة على العودة الى جحورهم خائبين يجرون اذيال الهزيمة.

تلك الحرب الملعونة وبالرغم من الانتصار الكاسح الذي لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعه شباب المقاومة الجنوبية بأيديهم الا ان الالاف من أولئك الابطال الميامين كانوا عرضة لجراح بالغة سرقت فرحتهم بالنصر وحولت لياليهم الى عذاب يرخي سدوله على قسمات وجوه كانت تتطلع الى غد مشرق.

أولئك الابطال تركتهم حكومة الفنادق يتجرعون كؤوس الخيبة ومرارة الألم بعد ان تنكرت لجميل فعلهم وتركتهم لوحدهم يستبد بهم الم الجراح.

رسل الخير من امارات الخير

 بعد ان بلغ الياس في نفوس بعض الجرحى مبلغه وظنوا ان الحياة بالنسبة لهم انتهت، كان الهلال الأحمر الاماراتي يعد العدة لتدشين عام الخير بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زيد رئيس الدولة بجعل عام 2017 عام الخير والعطاء، وهو ما دشنه الهلال الأحمر الاماراتي بعدن حيث أعلن عن ابتعاث مئات الجرحى من أبطال المقاومة الجنوبية الى مستشفيات في الهند والأردن والسودان لتلقي العلاج.

كان ذلك الخبر اشراقة امل بالنسبة للكثير من ذوي الجراح البالغة ممن فقدوا اطرافهم او تعرضوا لكسور عميقة فيها لاسيما والبعض منهم كانوا قد استبد بهم الياس والإحباط بعد فصول من المعاناة في المستشفيات المحلية التي لم تكن سوى كابوس حول معظمهم الى مقعدين بفعل التدخلات الجراحية الخاطئة.

على نفقة الامارات سافر جرحى الجنوب الى الخارج حيث تم ترحيلهم على شكل دفعات متتالية عاد منهم الكثير يمشون على اقدامهم بعد ان غادروا مطار عدن وهم محمولين على النعوش.

مطار عدن يستقبل الدفعة الخامسة منن الموفدين الى الهند

عودة جرحى الدفعة الخامسة من الهند

يوم السبت الماضي هبطت طائرة اليمنية على مدرج مطار عدن في تمام الساعة الثامنة صباحا.

كان على متنها 23 من جرحى الدفعة الخامة القادمون من الهند.

الكل كان في صالة الانتظار، أهالي الجرحى وذويهم وطاقم من الصحفيين ومراسلي الفضائيات، لم يكن الـ(المشهد العربي) غائبا عن مراسم الاستقبال الرائعة التي أقامها الهلال الأحمر الاماراتي للجرحى الابطال في المطار.

وفد الهلال الأحمر برئاسة الأستاذ جمعة المزروعي وعدد من الموظفين والى جانبهم المهندس عبدالرقيب العمري نائب مدير مطار عدن الدولي والدكتورة اشراق السباعي وكيل وزارة الصحة لشؤون الجرحى.

كان المشهد إنسانيا أكثر من أي شيء اخر، هيئة الهلال الأحمر الاماراتي رسموا صورة إنسانية لا يمكن ان يمحوها الزمن من ذاكرتنا نحن الصحفيون الذي حضرنا المشهد.

ما ان ظهر اول الجرحى على باب الطائرة يهم بالنزول مستندا على العكاز حتى سارع موظفو الهلال الأحمر الاماراتي الى سلم الطائرة لإسناده ومساعدته على النزول.

عبدالملك منصور شاب عدني في العشرين من العمر نزل من على سلم الطائرة على عكازه ليرتمي في أحضان مدير الهلال الأحمر الاماراتي يعانقه بحرارة والدموع تنهمر من عينيه، حينها ادركت قيمة الدعم الذي تقدمه الامارات للتخفيف من وجع الجراح التي استبدت بالألاف من شبابنا الابطال.

تقدمت أحاول ضبط كامرتي بسرعة حتى لا التقط صورة لذلك المشهد الإنساني المؤثر جدا، لحقت عبدالملك محاولا الانفراد به لعلي اقراء السر وراء دموعه، استوقفته وهو يهم بالصعود على الحافلة التي ستقله الى صالة الواصلين وسالته عن رحلته فقال" سافرت من هذه المكان محمولا على نعش لم يكن يراودني أي امل بان امشي على قدمي يوما ما "

عبدالملك مسح دمعته واستأنف حديثه قائلا" زرت كل المستشفيات بعدن وجميع من اشرف على حالتي قال لي ان الحل هو بتر قدمي لكونها كانت بدأت بالضمور "

يقول عبدالملك " مثل لي ذلك كابوسا فلم اتخيل نفسي يوما وانا مقعد بقدم واحدة، لكن الله كان لطيف بي حيث اتصل المندوب بأبي وابلغه ان الهلال الأحمر الاماراتي سيتكفل بعلاجي في الهند وحينها بدأت الحياة تدب من جديد في جسدي "

ويواصل عبدالملك الحديث عن رحلته الى الهند لتلقي العلاج " كانت رحلة موفقة فقد احاطنا الاماراتيون بكل الرعاية والاهتمام، والاجمل من ذلك كله هو المستشفيات الراقية التي تم علاجنا فيها"

عبدالملك قال " اول ما قابلت الدكتور سالته هل ستبترون قدمي، فضحك وطمأنني بأن قدمي بخير وهذا الخبر نزل على قلبي كالثلج "

عبدالملك عبر عن شكره وامتنانه للهلال الأحمر الاماراتي وللإمارات حكومة وشعبا على لفتتهم الإنسانية تجاه جرحى المقاومة الجنوبية

 

الدكتورة اشراق السباعي كانت ضمن الوفد الاماراتي الذي استقبل جرحى الدفعة الخامسة سألناها عن انطباعها فقالت انها تشعر بغبطة لا توصف كيف لا وهي تستقبل ابطال فقدوا أجزاء من أجسادهم

 فداء لوطنهم, الدكتورة اشراق قالت " سعيدة جدا ان اراهم والابتسامة تعلو ووجوههم, بعد ان غادروا هذا المطار وهم يئنون "

الدكتورة اشراق اضافت" هذا بفضل الله وفضل أولاد زايد الخير، الذين هم معنا أولا بأول فشكرا لهم وشكرا للأمارات ولقيادتها الحكيمة