في شرعب السلام.. مواجهات أسرية تفوح منها رائحة مؤامرة إخوانية
واصلت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية غرس بذور الفوضى الأمنية في محافظة تعز، ضمن مخططها الغاشم الذي يستهدف تعزيز سيطرتها على المحافظة، وذلك على غرار ما تُقدِم عليه المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها.
ففي مديرية شرعب السلام، حذّر سكان منطقة سوق الكباش من تصاعد مواجهات مسلحة بين أسرتين، على خلفية ثأر قبلي، حيث كشف سكان محليون لـ"المشهد العربي"، عن عمليات تحشيد كبيرة في منطقة الكباش وأبناء بني شعب، مؤكدين أن هناك انتشارا واسعًا في الجبال مع نصب العديد من المتاريس.
وأرجعت المصادر الاشتباكات إلى واقعة قتل أحد بائعي الكباش، يدعى فهد، وسط السوق، على يد شخص يدعى شاكر أحمد سيف من أبناء منطقة بني شعيب.
ونبهت المصادر إلى أن المتهم لم يكتفِ بقتل البائع، إنما أطلق أعيرة نارية على البائعين في السوق دون أي أسباب، ومنع أسرة القتيل من النزول إلى السوق لسحب جثة ابنها، ما أثار غضب أقارب بائعي الكباش وتندلع الاشتباكات.
وشددت المصادر على سلبية مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية الصمت، وتخاذلها في التصدي للاشتباكات، ورجحت أن يستغل قائد المليشيات الإخوانية في المحافظة عبده فرحان "سالم"، بتغذية المواجهات، انتقامًا من أبناء المنطقة الذين شاركوا في الفعالية الاحتجاجية التي شهدتها وادي القاضي، الأحد الماضي، ضد العصابات المسلحة التابعة للمليشيا الإخوانية.
تندرج هذه الواقعة في إطار عمل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية على غرس الفوضى الأمنية في أي منطقة خاضعة لها، وذلك على النحو الذي يضمن لها تعزيز نفوذها على هذه المناطق.
وتواصل محافظة تعز دفع ثمن خضوعها لسيطرة المليشيات الإخوانية، حيث أصبحت المحافظة مرتعًا لفوضى أمنية عارمة على مدار الأشهر الماضية.
صناعة الفوضى الأمنية هو عمل أجادته المليشيات الإخوانية من أجل تعزيز هيمنتها على المناطق الخاضعة لسيطرتها، في سياسة تحاكي كثيرًا ما تقدم عليه المليشيات الحوثية في المناطق التي تحتلها هي الأخرى.
ومدينة تعز، تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، لكنّ جبهات القتال تشهد موتًا سريرًا، في وقتٍ يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم في واقع الحال.
وتملك المليشيات الإخوانية سجْلًا حافلًا بالعديد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت في حق مواطني تعز، وهي انتهاكات كشفتها ووثّقتها العديد من التقارير الدولية من هذا الفصيل الذي سيطر على حكومة الشرعية، ونخر في عظامها كسرطان خبيث.