العوز يدفع استاذ جامعي بالضالع لبيع قناني البترول على الطريق العام

الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 01:59:00
العوز يدفع استاذ جامعي بالضالع لبيع قناني البترول على الطريق العام
المشهد العربي - خاص

دفعت ظروف الحرب في اليمن بالعديد من الأكاديميين وحملة الشهادات الجامعية الى البحث عن أعمال يدوية وعضلية لا تتناسب بتاتا  مع مستواهم العلمي وشهاداتهم وذلك ليتمكنوا من تدبير شؤون حياتهم في ضل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد .

ومن من جوانب الواقع المحزنة والمؤسفة التي تمتلأ بها أسواق العمل في بلادنا قصة أكاديمي يحمل شهادة الدكتوراه من دولة الهند ولم يتم منحه اللقب العلمي من جامعة عدن رغم انه نال شهادة الدكتوراه على حسابه الخاص على أمل أن يجد مستقبلا يعوض فيه ما حرم عنه اسرته طيلة فترة دراسته الجامعية .

نعم أكمل دراسته العليا ليكون بجانب المئات ممن يفترشون الأرض بأعمال مختلفة لتوفير لقمة العيش وما يميزه عنهم أنه يحمل شهادة دكتوراه لم تشفع له في تأمين حاجات اسرته حيث لا يتقاضى من العمل في مجال تخصصه الجامعي مبلغ مالي لا يتعدا ( 100 ) دولار أمريكي شهريا وماذا يفعل بها في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها الوطن المليء بالفاسدين .

انه الأكاديمي عبدالودود الهاشمي من أبناء محافظة الضالع والذي لجأ الى بيع قناني البنزين " البترول " وبالطرق التقليدية أو ما بات يعرف بـ " السوق السوداء " بعد أن عجزت الحكومة عن توفيره الى المحطات .

الدكتور الهاشمي وجد نفسه مضطراً تحت ضغط ظروف الواقع الاقتصادي إلى الالتحاق بما يتيسر من عمل مهما كان  ليستطيع توفير ما عليه من التزامات أمام اسرته بعد أن أفنى جل عمره في الدراسة وطلب العلم حرم اسرته خلالها الكثير من الكماليات على أمل أن يتم تعويضهم بعد اكمال دراسة الدكتوراه ناهيك عن الديوان التي استدانها من زملاءه الميسورين واقرباءه  أثناء فترة الدراسة واعداد رسالته العلمية آملا سدادها بجزء من راتب الشهر الأول في العمل الذي كان يحلم ويتوقع انه قد لا يتأخر في الحصول عليه أكثر من شهر من اكمال دراسته وهكذا هم الالاف في هذا الوطن المكلوم الذي لا مكان فيه لأمثال الهاشمي من حاملي الشهادات .

ها هو الهاشمي يشعل شبكات التواصل الإجتماعي بعد ان التقطت له صورة وهو في الشارع العام يببيع البنزين الى جانب عدد من العاملين في ذات العمل لكن الفرق أن الهاشمي يحمل الدكتوراه بينما الشباب والأطفال الذين بجانبه حرموا من التعليم بشكل كامل فمعظمهم من المناطق الأشد فقرا في زبيد وتهامة غربي اليمن .

ويبقى السؤال من يفكر بالآخر هل الهاشمي يرى أن حرمان الأطفال الذين بجانبه من التعليم جراء الفقر والحرب جريمة أم انهم يعتبرون أن حرمان الأكاديمي الذي يقف بجانبهم من العمل بعد ان افنى معظم سنوات العمر في الدراسة والتأهيل العلمي، وعندما حان قطاف الثمرة وجد نفسه  باحثا عن عمل يكفيه غائلة الايام جريمة تفوق عن جريمة حرمانهم من التعليم  .

قصة هذا الأكاديمي الذي يعول ثلاثة من الابناء ذكورا وإناث ويتحمل نفات دراستهم الخاصة ليست  استثناء عن نسق عام لمعاناة الأكاديميين وحملة الشهادات الجامعية من أبناء الجنوب في بحثهم عن فرص عمل في هذا الوطن بل وحتى العسكريين والمدنيين همشوا وتم اقصائهم لعشرات السنين لاسيما بعد حرب صيف 94 م وانتصار قوات الشمال على الجنوب والتي انتهجت كل اساليب التهميش والاقصاء القسري بحق الالاف من الكوادر من ابناء الجنوب .