«الشرعية» تبدأ معركة تحرير صنعاء وتسيطر على 15 موقعاً في نهم وشبوة وتعز
مقاتلون من قوات الشرعية اليمنية يحتشدون لقتال الميليشيات. أرشيفية
كد الناطق بإسم الجيش اليمني، العميد الركن عبده مجلي لـ«الإمارات اليوم»، بدء معركة تحرير العاصمة صنعاء، فيما تمكنت قوات الجيش من السيطرة على 15 موقعاً من أيدي الميليشيات، هي ثمانية مواقع استراتيجية في نهم، وجبل الشيخ سعيد الاستراتيجي في غرب تعز، وستة مواقع في عسيلان بشبوة، فيما قام الحوثيون بإعدام ما يزيد على 30 عنصراً من مقاتليهم، بعد رفضهم التمركز في جبهاتهم، ومواجهة الجيش والتحالف.
وفي التفاصيل، أكد العميد الركن عبده مجلي، بدء معركة تحرير صنعاء رسمياً، مشيراً إلى أن الجبهات التحمت في نهم، وبدأت معركة تحرير العاصمة من جبهات متعددة، في معركة وصفها بـ«المفتوحة».
وكانت جميع مؤشرات المعركة قد شهدتها العاصمة، التي كان آخرها إجلاء جميع الأجانب، بمن فيهم البعثة الدبلوماسية الروسية والعاملون في المنظمات الإنسانية الدولية، إلى جانب حالة الغليان والغضب في أوساط سكان المدينة، بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على يد ميليشيات الحوثي الإيرانية بطريقة الغدر والخيانة، فضلاً عن الإجراءات التي فرضتها الميليشيات على قبائل طوق العاصمة، وممارسة الإذلال بحقهم.
وأشار العميد مجلي إلى أن معركة تحرير العاصمة باتت الخيار الوحيد أمام الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي، لإنقاذ سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات من الموت وحالة العوز والفقر والجوع والاضطهاد والتعذيب والاعتقالات والخطف، وغيرها من أمور التنكيل التي تمارسها ميليشيات إيران الحوثية ضدهم.
وأكد قدرة الجيش والتحالف على حسم المعركة في زمن قياسي، بعد التحام جميع الجبهات في نهم، حيث بدأت طلائع القوات زحفها نحو العاصمة في معركة مفتوحة انطلاقاً من جهات متعددة، وتمكنت من تحرير منطقتي بني بارق والدشوش، والتحمت بجبهتي الميمنة والقلب بعد تطهير المنطقتين من المليشيات الحوثية.
كما سيطرت على منطقة الحول ومرتفعات مهمة في نهم والخندق الرئيس لإمدادات الميليشيات بالقناصين، وبدأت للمرة الأولى معركة الأرض المفتوحة باتجاه مسورة ونقيل ابن غيلان، وسط تهاوي مواقع الميليشيات وانهيارها على وقع ضربات الجيش والتحالف، وفرار عناصرها باتجاه العاصمة صنعاء، فيما تم حصر 20 جثة لعناصر الميليشيات في الحول وبني بارق فقط.
ووفقاً لمصادر ميدانية في نهم، فإن الجيش تمكن من تحرير قرية الحول في قلب الجبهة والتباب المحيطة بها، ومنها تبة المساحة، التي تشرف على مناطق مفتوحة باتجاه مسورة، ومنها باتجاه الطريق الرابط وادي نهم بنقيل ابن غيلان الاستراتيجي، الهدف المقبل للشرعية للوصول إلى أرحب وأطراف العاصمة الشمالية، ومنها مطار صنعاء الدولي، كما تمكنت قوات الجيش من تحرير بني بارق وشِعب الشليف وسد بن عامر وجبال البارك والشجاج والعصيدة والنفاحة.
وأشارت المصادر إلى أنه تم تدمير تعزيزات للميليشيات في طريق صنعاء - نهم من قبل مقاتلات التحالف، بينها سبع عربات عسكرية ومصرع وإصابة من كانوا على متنها، فيما دكت مدفعية الجيش مواقع الميليشيات على طول خطوط التماس، الأمر الذي سهل سرعة تقدم الجيش وسيطرته على تلك المناطق، إلى جانب شق الطرق في المناطق الوعرة، والتي سهلت تقدم المدرعات والدبابات والتمركز فيها.
وكانت قوات الجيش تمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على التباب السود في الجبهة والتي تحيط بقرى قطبين، التي أدت إلى التحام جبهتي القلب والميمنة، ما يسهل عملية إنهاء معركة نهم خلال أيام قليلة، والبدء بمعارك تحرير المديريات المحيطة بها، وهي بني حشيش وأرحب وبني الحارث وبني حوات، إلى جانب منطقة الرحبة بمحيط مطار صنعاء.
وفي شبوة، واصلت قوات الجيش عمليات تطهير ما تبقى من مناطق وجيوب صغيرة تتمركز فيها عناصر الميليشيات الحوثية في عسيلان وتخوم محافظة البيضاء من جهة بيحان، وتمكنت من تحرير مناطق السليم والعكدة والعلم ولخيضر وبلبوم وقرية الحماء شرق مديرية عسيلان، لتصل نسبة الأراضي المحررة في عسيلان إلى 90%، وما تبقى فيها عبارة عن جيوب صغيرة وخلايا متفرقة في بعض المناطق الجبلية، وفقاً لمصادر عسكرية في اللواء 21 ميكا التابع للشرعية.
وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على جبل الشيخ سعيد الاستراتيجي في مديرية مقبنة، الذي يطل مباشرة على منطقة البرح التي تعد معقلاً لعناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية، بعد فرارها من المخاء ومعسكر خالد في موزع ومناطق الخوخة ويختل والرويس والزهاري، كما يطل على الطريق الرابط بين المخاء وتعز ومنطقتي الكويحة وقهبان في غرب تعز.
وأكدت مصادر ميدانية في مقبنة أن قوات الجيش تواصل تقدمها في محيط الجبل لفتح الطرق باتجاه شمال شرق البرح التابعة لمديرية مقبنة، التي بسقوطها ستفتح الطرق بين الساحل وغرب تعز، ويُكسر الحصار على المدينة من الجهة الغربية بالكامل، مشيرة إلى أن ستة من عناصر الميليشيات قتلوا وأصيب آخرون في العمليات العسكرية الأخيرة، كما تم تدمير عربة عسكرية تابعة لهم.
وفي جبهات الساحل الغربي باتجاه الحديدة، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في محيط مناطق الجراحي والتحيتا ومناطق الشاطئ، وبدأت عمليات واسعة لتطهيرها من الألغام عبر فرق هندسية تابعة للجيش والتحالف العربي.
من جانبها، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير مخزن أسلحة يضم ألغاماً بحرية كانت مجهزة من قبل خبراء من «حزب الله» اللبناني، لزراعتها في سواحل الحديدة، وفقاً لمصادر ميدانية، التي أكدت أن الغارات استهدفت المخزن في ساحل البقعة بمنطقة المتينة بمديرية التحيتا، والتي خلفت 10 قتلى في صفوف الميليشيات، بينهم خبراء أجانب يحملون الجنسية اللبنانية، كما قتل في الغارة القيادي الحوثي عمران فيصل محسن غثاية، من أبناء صعدة. وفي مأرب، أكدت مصادر محلية سقوط صاروخ من نوع «قاهر» أطلقته الميليشيات من معسكر أحرم في منطقة رداع، التابعة لمحافظة البيضاء باتجاه المدينة، لكنه سقط في منطقة صحراوية من دون إحداث أي خسائر بشرية.
وفي محافظة حجة، أفادت مصادر عسكرية بأن ميليشيات الحوثي أعدموا عناصر لهم في مديرية ميدي اليمنية الواقعة قبال منطقة جازان السعودية، بعد محاولتهم تسليم أنفسهم للجيش الوطني اليمني وقوات التحالف العربي.
وذكرت المصادر أن الحوثيين أعدموا ما يزيد على 30 عنصراً من مقاتليهم، بعضهم بوساطة الأسلحة الخفيفة، وآخرون عبر قذائف «آر بي جي» بعد رفضهم التمركز في جبهاتهم ومواجهة الجيش والتحالف، ومحاولتهم الاستسلام.
وتحاول الميليشيات سد جبهة ميدي، التي تتلقى فيها خسائر عسكرية، في ظل تقدم الجيش اليمني بمساندة قوات من التحالف، وفق المصادر.