من شقرة إلى شبوة.. داعش تنتعش
عادل المدوري
- الوضع لا يحتاج إلى تحليل
- سقطرى الجنوبية تحرق الهوية اليمنية
- توضيح.. بخصوص الاعتداء على المتظاهرين بعدن
- مالا تعرفه عن الإرهاب بالجنوب
ما أشبه الليلة بالبارحة، بعد أن حررت القوات الجنوبية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة محافظتي أبين وشبوة من الإرهابيين، وأضاقت عليهم الخناق بعمليات "السيل الجارف" في أبين و "السيف الحاسم" في شبوة، تأتي أجهزة الإنعاش والأكسجين بأيدي قوات حزب الإصلاح قادمة من مأرب والجوف والبيضاء.
فينتعش داعش مجددًا، ويعود الإرهاب وعمليات القتل وتفجير المنازل في أبينوشبوة، كان آخرها ما حصل في المحفد من اغتيالات لجنود الحزام الأمني وتفجير منزل قائد قوات التدخل السريع جمال لكمح العولقي، وقتل الضابط في الحزام عيران علي عوض، كما أنها وصلت إلى العاصمة عدن حيث عادت وانتعشت خلاياها ونفذت عمليات اغتيال القائد رشاد اليهري أحد قيادات نقاط الحزام الأمني في خط المصعبين العلم كل هذه الأحداث حصلت في أقل من شهر.
فالإرهاب عاد وانتعش بنفس الوجوه الجديدة القديمة، والمجرمون هم أنفسهم، والضحايا هم الجنوبيون وحدهم لا أحد سواهم، فالبارحة كانت أبين وشبوة قد تنفست الصعداء، وعادت الحياة الطبيعية بعد دحر الإرهاب ودخول قوات الحزام الأمني وقوات النخبة الشبوانية، وعاش أبناء هذه المحافظتين في أمن وأمان واستقرار لم يشهدوه من قبل، لكن فرحة الأهالي لم تكتمل ولم تستمر ط ً ويلا.
فبعد غزو قوات حزب الإصلاح "الجيش الوطني" لشبوة وأبين في أغسطس 2019 عادت داعش والقاعدة، انتعشت وتعافت بعد أن كانت قد خارت قواها، فأعادوا سيناريوهات عام 2014 عندما حول الإرهابيون مناطق أبين وشبوة إلى إمارات إسلامية، ومعاقل للتنظيم، يمارسون القتل للأطفال والنساء وكبار السن خارج نطاق القانون.
تتحرك عربات داعش المسلحة في مناطق سيطرة قوات حزب الإصلاح مرورًا بنقاط المراقبة في مناطق العرم بالمحفد ومعوان في شبوة، وتقوم بتنفيذ مهام "جهادية" وتصفيات ضد قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ثم تعود إلى معسكرات حزب الإصلاح في جبل عكد بكل أريحية، وعادوا إلى معقلهم السابق في وادي عمران بمديرية مودية ويسيطرون على سلسلة الجبال الواصلة بين أبين ومحافظة البيضاء.
في مطلع شهر فبراير، أعلن البيت الأبيض عن مقتل قاسم الريمي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في غارة جوية للطيران الأمريكي في محافظة مأرب مركز القيادة لحزب الإصلاح، وهو ما يؤكد التناغم الكبير بين الإصلاح والقاعدة، ولولا الدعم لما تمكن الريمي من الإقامة بكل أريحية في مناطق تسيطر عليها قوات الإصلاح.
ويسعى تنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب بعد مقتل زعيمه قاسم الريمي لتعيين الإرهابي سعد عاطف خل ًفا للريمي، والإرهابي سعد عاطف يقاتل حاليًا في صفوف قوات حزب الإصلاح ضد الجنوبيين في معسكر قرن الكلاسيويتبع مباشرة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري.
وبحسب ناشطين، فإن الإرهابي سعد عاطف يلقي محاضرات دينية جهادية داخل معسكرات حزب الإصلاح في أبين وشبوة التي باتت مأوى لقيادات بارزين من القاعدة كأمثال الخضر جديب منفذ الهجوم الإرهابي على المدمرة الأمريكية (يو. أس. أس. كول)، والذي يعمل قائدًا لحراسة وزير الداخلية بالحكومة اليمنية وأحد قيادات الجيش في الحكومة الشرعية اليمنية. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت عن مكافأة مقدارها 11 مليون دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عن الإرهابيين خالد سعيد باطرفي العضو البارز في تنظيم القاعدة، وسعد عاطف أمير القاعدة الجديد.