فتِّش عن التجنيد الحوثي.. أين اختفى أطفال ذمار؟
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع الأطفال ثمنًا باهظًا جرّاء الانتهاكات التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ففي مدينة ذمار، فُقد عشرات الأطفال خلال الأسبوع الجاري، في عدد من الأحياء والشوارع، حيث اختفى 17 طفلًا من أحياء سكنية وسط المدينة، وذلك بالتزامن مع حملات تجنيد الأطفال التي تقوم بها مليشيا الحوثي وإقحامهم في الصراعات والحروب.
والأطفال المفقودون تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والخامسة عشرة، وأهاليهم لا يعرفون عنهم أي شيئاً.
وبحسب مصادر محلية، فإنّ عملية اختفاء الأطفال ليست طبيعية، ومشكوك في أمرها، كما أنّ المليشيات الحوثية هي وراء عملية الاختفاء، إذ سبق وأن قامت المليشيات قبل أسابيع باختطاف ستة أطفال، أحدهم من أسرة نازحة من الحديدة، وإعادتهم إلى أهاليهم في توابيت.
واتهم الأهالي، الحوثيين بالوقوف وراء اختفاء الأطفال، مؤكدين أنها عملية اختطاف ويحملون المليشيات كامل المسؤولية، داعين الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي إلى الضغط على المليشيات بالتوقف عن اختطاف الأطفال وتجنيدهم في صفوفها.
وأشار الأهالي إلى تحريض المليشيات للأطفال على عصيان والديهم، بعضهم هدد آباءهم بالقتل في حال اعترضوا طريقهم ومنعهم من المشاركة في صفوف المليشيات.
ومثّل "تجنيد الأطفال" الجريمة الأشد بشاعةً التي اقترفها الحوثيون، حيث زجّت المليشيات بعددٍ كبير من الأطفال إلى الجبهات بعدما عملت على تدريبهم عسكريًّا وتلقينهم بمواد طائفية تدفعهم نحو القتال إلى جانب المليشيات.
وكان مجلس الأمن الدولي، قد أصدر بيانًا الأسبوع الماضي، جدَّد فيه دعوته كل الدول الأعضاء وكيانات الأمم المتحدة إلى أن تعمل، منذ المراحل المبكرة لجميع عمليات السلام، على "دمج كافة أحكام حماية الطفل في جميع مفاوضات السلام واتفاقات وقف إطلاق النار،" بما في ذلك التركيز على "حقوق الأطفال ومصلحتهم الفضلى."
وفي ديسمبر الماضي، اتهم التحالف العربي، مليشيا الحوثي بتجنيد نحو 23 ألف طفل للزج بهم في جبهات القتال، وقال إنَّه يواصل جهوده لإنقاذ الأطفال الذين جندتهم المليشيات.
وفي الفترة الأخيرة، قدَّمت المليشيات الحوثية عروضًا للأهالي بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ"مكرمة السيد".
وتعتبر محافظة حجة من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة، حيث تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.
وكشفت تقارير رسمية أنّ المليشيات الحوثية حرمت ثلاثة آلاف طفل من التعليم وأجبروا المئات على القتال في صفوف مليشياتهم بالقوة، وأنّ الأطفال الذين أجبرتهم المليشيات على حمل السلاح يشكلون ما نسبته 50% من إجمالي مقاتلي الحوثيين في حجة.