القاعدة يعزز علاقته مع الإصلاح بتعيين باطرفي زعيماً للتنظيم
عزز تنظيم القاعدة علاقته مع مليشيات الإصلاح الإرهابية وذلك بعد أن أعلن اليوم الأحد، عن تعيين خالد باطرفي، والمعروف بقربه من جماعة الإخوان، زعيماً جديداً للتنظيم خلفاً لقاسم الريمي الذي لقي حتفه في غارة أمريكية قبل أسبوعين تقريباً.
وبحسب مراقبين فإن الزعيم الجديد للتنظيم يعد أحد المقربين من القيادي الإرهابي بمليشيات الإصلاح عبدالمجيد الزنداني، وأنه التقى قبل أيام من إعلان تنصيبه بشكل رسمي بعدد من قيادات الإصلاح في مأرب، ما حسم أمر تعيينه بالرغم من أنه ضمن المطلوبين على قائمة الولايات المتحدة الأمريكية وقد يجري استهدافه بسهولة.
ويذهب البعض للتأكيد على أن تنظيم القاعدة اختار باطرفي لتدشين تعاون مستقبلي مع مليشيات الإصلاح يساهم في تقوية التنظيم الذي يعاني من ضعف هياكله في أعقاب الهزائم التي مُني بها أمام القوات الجنوبية والتحالف العربي والولايات المتحدة الأمريكية على مدار السنوات الماضية، وأن ما يثبت ذلك هو حضور عناصر التنظيم في بعض المواقع العسكرية التابعة لمليشيات الإصلاح في شبوة وأبين.
وفي المقابل فإن الإصلاح قد يكون هو السبب الرئيسي في أن يقبع على رأس تنظيم القاعدة أحد المقريبن منها، وأن ذلك يسهل من عملية التواصل بين الطرفين ويضمن استمرار التنسيق أطول فترة ممكنة، في ظل سياسية الإصلاح التي تقوم على التحالف مع جميع الأطراف التي لديها عداءات مع الجنوب والتحالف العربي.
ودفع التقارب بين مليشيات الإصلاح وتنظيم القاعدة لأن يقوم الأخير تصنيف قوات الحزام الأمني في أبين واحدة من الأهداف الرئيسية للتنظيم في جزيرة العرب على مدار العامين الماضيين، وجاء في المرتبة الثانية عناصر داعش في البيضاء، في حين جاء في المرتبة الثالثة البعيدة المليشيات الحوثية، على الرغم من أن أيديولوجي القاعدة في شبه الجزيرة العربية يصورونهم الميليشيات كجنود موالين لإيران، غير أن العلاقات مع الإصلاح غيرت من تلك المعادلة.
وخالد باطرفي (45 عاما)، الملقب بـ"أبو مقداد الكندي"، عضو بارز فيما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، وأشرف على شبكة إعلامية للتنظيم، وفي 2011، تم اعتقال باطرفي، ووضع في السجن المركزي بالمكلا ، حتى شن مسلحون تابعون للقاعدة هجوما على السجن، وحرروا أكثر من 300 سجين عام 2015، الذي كان من بينهم باطرفي.
وكانت الولايات المتحدة قد عرضت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن باطرفي، لافتة إلى أنه دعا إلى شن هجمات ضدها وضد مصالحها الاقتصادية.
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في 6 فبراير أن الولايات المتحدة "نجحت في القضاء على قاسم الريمي، أحد مؤسّسي وزعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب".
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن إطلاق نار في ديسمبر في قاعدة بحرية أميركية في فلوريدا أدى إلى مقتل ثلاثة بحارة بيَد ضابط سعودي، وفقا لمركز "سايت"، وتعتبر الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتّخذ من اليمن مقرا، أخطر فروع القاعدة.
وأوضح "سايت" أن "خالد باطرفي ظهر في عدد من فيديوهات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من عدم الكشف عن دوره، فقد بدا مساعدا للريمي ومتحدثا باسم التنظيم".