الانتقالي في مرحلة الحنكة السياسية

على أبناء شعبنا الجنوبي الأوفياء لأهداف قضيتهم السياسية العادلة والمشروعة، أن يكونوا على علم بأن قيادة المجلس الانتقالي في هذه المرحلة تواجه مؤامرات متعددة من قبل مراكز القوى الاستعمارية الطامعة في ثروات أرضنا السيادية.

حيث تحاول تلك المراكز اليمنية والإقليمية والدولية، من تكثيف نشاطها التأمري من خلال تحالفاتها العدوانية مع مختلف قوى الإرهاب والتطرف والفساد المهيمن على قرار الشرعية اليمنية، ولها قوى خفية عربية وإسلامية داعمة ومشجعة لأستمرارية الحرب وتأجيج الصراعات المناطقية بحشدها لعناصرها القاعدية والداعشية تحت قيادة الأخوان المسلمين في منطقتنا العربية بصفة عامة وحزب الإصلاح الأخونجي باليمن بصفة خاصة.

تلك القوى المتعددة والمتحالفة في أطماعها غير المشروعة لنهب خيرات شعبنا الجنوبي، سوف تحاول من وضع العراقيل والصعوبات أمام قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، خصوصا بعد أن تمكن من تحقيق نجاحات وانتصارات لم تكن تتوقعها تلك المراكز أو بالأصح لم يكن في حسبانها بأن قيادة المجلس الانتقالي ستتحلى بتلك الحنكة والحكمة والصبر والمرونة أثناء عملية حوار جدة، وأن تبد حسن النوايا بالتوقيع على اتفاقية الرياض والاستعداد لتنفيذ بنوده وفق مراحله المزمنة.
وحينما وجدت تلك القوى المهيمنة على قرار حكومة الشرعية امتهالكة بأنها قد وضعت في زاوية ضيقة، ولم يعد لديها من سبيل للهرب أو الخروج من ( عنق الزجاجة) أن صح التعبير، أضطرت للتحرك باستخدام عصاء الإرهاب من خلال تحشيد قواتها العدوانية، وإلى سرعة تحالفها المكشوف مع مليشيات الحوثي والتنسيق معه على الانسحاب التكتيكي من محافظتي مأرب والجوف، للتمركز في مناطق حقول النفط والغاز الطبيعي في محافظتي شبوة وحضرموت الوادي والصحراء.

هذه الأطماع المحمومة لمراكز القوى الاستعمارية والاستبدادية والإرهابية، الهدف الرئيسي والقاسم المشترك فيما بينها جميعا، هو النهب لثروات شعب الجنوب العربي، واستمرارية عقد صفقات الحروب وجني الأرباح على حساب الشعبين اليمني والجنوبي، ومن يعارض ذلك أو يناضل في سبيل استعادة الجنوبيين لدولتهم المستقلة وتحرير أراضيهم المحتلة، فأن تلك القوى ستعمل بكل ما في وسعها وإمكانياتها من صناعة العراقيل وحبك المؤامرات ضد كل من يطالبها بالخروج سلميا من أراضي الجنوب المحتلة، أو من يستعد عسكريا لمواجهة عناصرها الإرهابية لاجبارهم على الخروج من مناطق الثروات النفطية الجنوبية..

الخلاصة أيها المناضلون الشرفاء .. الانتقالي في مواجهة سياسية ودبلوماسية مع تلك المراكز ويتعامل معها بحنكة ومرونة وفي الوقت نفسه يتعطى بشراكته الصادقة والمخلصة مع دول التحالف العربي وبالذات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بما يجنب شعبنا وأشقائنا مزيدا من الأرواح والدماء، لكنه على استعداد بكل شجاعة واقتدار أن يحسم أمره ويحرر أرضه في الوقت المناسب بمشيئة الله تعالى. وعليه فل يتوكل المتوكلون.