بعد سيطرتها على جبل القناصين في نهم..
«الشرعية» تبدأ معركة تحرير أرحب
مقاتلون من الشرعية في إحدى مناطق شبوة. أ.ف.ب
بدأت قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، معركة تحرير أرحب، ثاني مديرية في ريف العاصمة صنعاء، بعد السيطرة على جبل القناصين الاستراتيجي، والتحام جبهتي الميمنة والوسط في نهم، فيما شهدت جبهات تعز معارك عنيفة بين الجيش وميليشيات الحوثي الإيرانية، مع استمرار المواجهات ونزع الألغام في جبهات الساحل والجوف والبيضاء وشبوة.
وتفصيلاً، أكدت مصادر ميدانية تابعة للمنطقة العسكرية السابعة في صنعاء، بدء قوات الجيش اليمني، بمساندة التحالف العربي، معركة تحرير مديرية أرحب عبر محورين، بعد تمكنها من السيطرة الكاملة على جبل القناصين الاستراتيجي في نهم، الذي يشرف على الطرق الرابطة بين صنعاء ومديريتي ارحب وبني حشيش، ويطل على مناطق واسعة داخل ارحب.
وأشارت المصادر إلى أن تحرير جبل القناصين جاء بعد حصار على مدى الخمسة أيام الماضية، وبعد محاولات من قبل الشرعية امتدت عاماً كاملاً، لما يشكله من أهمية استراتيجية وعسكرية لسير المعارك باتجاه العاصمة صنعاء، التي باتت اليوم طرقاً مفتوحة ومناطق منبسطة، بعد تحرير «القناصين»، وستقود الجيش للوصول مباشرة إلى مديرية أرحب من جبهتين، الأولى عبر مفرق ارحب، والثانية من منطقة قطبين التي تم تحريرها أخيراً.
وأكدت المصادر التحام قوات الجيش المتقدمة من جهة شمال نهم، وفرضت سيطرتها على جبل القناصين، بعد تنفيذها عملية التفاف امتدت على مساحة 10 كم، لتجنب الألغام التي تم زرعها من قبل الميليشيات بشكل كبير وعشوائي، وبطرق مختلفة ومموهة يصعب اكتشافها، ومع ذلك تم التغلب عليها والسيطرة على الجبل، موضحة أن جبهة شمال المديرية التحمت مع قوات الوسط في جبهة واحدة، وبدأت الزحف باتجاه مفرق أرحب.
وأفادت المصادر بأن قوات الجيش تمكنت من أسر مجموعة من القناصين التابعين للميليشيات، ممن كانوا متمركزين في الجبل، وقتلت وجرحت نحو 30 منهم، خلال عملية التحرير، بعد رفضهم الاستسلام، مشيرة إلى أن مدفعية الجيش الوطني تم نصبها في الجبل، ما يجعل نقيل بين غيلان والمناطق المحيطة به ومفرق أرحب ونقيل الشرف في بني حشيش تحت السيطرة النارية للجيش.
وفي صنعاء، واصلت الميليشيات عملياتها القمعية ضد عناصر المؤتمر الشعبي العام، وقامت باختطاف القيادي في صفوف الحزب عصام عباس العلفي، وأمين عام «الائتلاف اليمني للتعليم للجميع»، ونقلته إلى جهة مجهولة، كما واصلت ممارستها القمعية بحق التربويين في مدارس العاصمة، الرافضين التدريس حتى يتم صرف مرتباتهم، كما وعدتهم حكومة الانقلاب سابقاً، ونكثت وعدها لاحقاً.
وذكر مصدر تربوي أن الميليشيات الحوثية هددت المدرسين بمصادرة وظائفهم، في حال استمروا في رفضهم التدريس، واعتقالهم بتهمة المشاركة في انتمائهم إلى انتفاضة الرئيس المغدور علي عبدالله صالح.
وفي الجوف، أكدت مصادر ميدانية استمرار عمليات تمشيط المناطق المحيطة بمعسكر الأجاشر الاستراتيجية في جبهة اليتمة التابعة لمديرية خب والشعف شمال الجوف، وتقوم وحدات عسكرية بمطاردة الجيوب الصغيرة للميليشيات، فيما تقوم فرق هندسية تابعة للجيش بعمليات نزع الألغام والمتفجرات من محيط المعسكر، وتمكنت قوات الجيش من أسر 12 من عناصر الميليشيات في محيط الأجاشر، بعد حصارهم في مناطق متفرقة فروا إليها، وارتفعت حصيلة معركة تحرير الأجاشر في صفوف الميلشيات إلى 32 قتيلاً وعشرات الجرحى.
من جانبها، قصفت مقاتلات التحالف، في غارات وصفة بالدقيقة، تعزيزات للميليشيات في جبل ردة شمال منطقة اليتمة، أدت إلى تدمير عدد من الآليات ومصرع من كانوا على متنها، بينهم قيادات بارزة، منهم ناجي الصلاحي، ومحمد صالح لفتس، وقائد محمد قمعان.
وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش من تأمين مواقع عدة في محيط منفذ الخضراء الحدودي، بعد شنها هجوماً واسعاً على مواقع الميليشيات، بمساندة مقاتلات التحالف، وخلّفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، فيما فر عدد من عناصرهم.
وكانت مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي شنت أكثر من 30 غارة على مناطق متفرقة واقعة بالقرب من المنفذ، قبل البدء بعملية الزحف البري من قبل قوات الجيش اليمني، للسيطرة على مواقع متفرقة في محيط الحدود اليمنية السعودية قبالة نجران.
وفي مأرب، قصفت ميليشيات الحوثي الإيرانية مناطق سكانية في المدينة بصواريخ الكاتيوشا، ما خلّف إصابات في صفوف جامعة مأرب.
وفي صرواح، قصفت مقاتلات التحالف منصة لإطلاق صواريخ موجهة وتجمعات لميليشيات الحوثي أثناء استعدادهم لإطلاق صاروخ موجه نحو تحركات الجيش الوطني في جبهة صرواح، أدت إلى تدمير المنصبة، ومصرع وإصابة عناصر حوثية كانت في الموقع.
إلى ذلك، لقي 13 عنصراً حوثياً مصرعهم في غارة لمقاتلات التحالف، استهدفت طقماً عسكرياً لهم في عقبة فضيحة الرابطة بين بيحان والبيضاء، فيما أكدت مصادر عسكرية مصرع أربعة من كبار قادة الحوثي، هم عادل يحيى مطهر المكنى «أبو عبدالملك»، والمشرف الأمني في بيحان أبوجهاد النهاري، وأبوأمير مطهر، والقيادي الآخر أكرم الرصابي، في معارك تحرير بيحان.
وفي البيضاء، تجددت المواجهات بين المقاومة والميليشيات في جبهة المختبى بمديرية ذي ناعم، فيما قامت الميليشيات بإعدام عادل عبده المظفري، بعد اقتحام منزله بقرية القاع بمديرية البيضاء المدينة، ما أثار حفيظة سكان القرية والقرى الأخرى التي تداعت لمواجهة الميليشيات في عاصمة المحافظة.
من جانبها، قصفت مقاتلات التحالف تجمعات وآليات تابعة للميليشيات في منطقة الزوب بين جميدة والثعالب بمديرية القريشية، وأخرى بمعسكر القصير المطل على مدينة رداع، ما خلّف دماراً في الآليات والتحصينات، ومصرع وإصابة أعداد كبيرة من عناصرهم التي تم تجميعها في تلك المواقع، بهدف الدفع بها نحو وادي خير بين شبوة والبيضاء.
وفي جبهات الساحل الغربي، واصلت قوات الجيش عمليات تمشيط المناطق الجنوبية والشرقية لمديرية الخوخة من جيوب الميليشيات والألغام والمتفجرات التي تم زرعها فيها، بهدف إفساح المجال أمام تقدم آليات عسكرية تابعة للجيش لتعزيز التقدم نحو الجراحي والتحيتا وحيس.
وشملت علميات التمشيط مناطق الزهاري وشرق يختل وموشج، بهدف تأمين ظهر القوات من الجهة المقابلة للساحل قبل البدء بالمرحلة الثانية من تحرير الحديدة، بالانطلاق نحو ثلاث مديريات هي حيس والجراحي والتحيتا، وفقاً لمصادر ميدانية أكدت مصرع عدد من العناصر الحوثية كانت متمرسة في تلك المناطق، بينها القيادي الميداني الحوثي علي محمد الشهاري، شبيه القيادي الحوثي البارز يوسف المدانين، صهر مؤسس الحركة الحوثية حسين الحوثي، وأحد أبرز قادتها الذي تحدثت أنباء عن مقتله في شرق الخوخة.
وتأتي عمليات الجيش في غرب تعز ومناطق الساحل الغربي بين الخوخة والمخاء لتأمين عملية تقدم مرتقبة شمالا باتجاه مدينة الحديدة، حيث يقع ثاني أكبر الموانئ اليمن.
وفي غرب تعز، تمكنت قوات الجيش بمساندة مقاتلات التحالف من صد أكبر هجوم تشنه الميليشيات على منطقة الحيمة، خلّف 34 قتيلاً في صفوف الحوثيين، وإصابة العشرات، كما تمكنت قوات الجيش من صد هجوم آخر باتجاه موليا الخضر والقحيفة في منطقة العنين بمديرية جبل حبشي غرب تعز.
كما شهدت جبهات القحيفة ومحيط منطقة البركنة في مديرية مقبنة مواجهات بين الجيش والميليشيات التي تحاول الالتفاف على مواقع الجيش في جبلي قهبان والممطار المطلين على الطريق الرابط بين تعز والحديدة من الجهة الجنوبية الغربية لتعز، لكنها فشلت، نتيجة صمود قوات الجيش، التي صدت هجوماً آخر على مواقعهم في جبل ريشان والتبة الحمراء في شمال موزع غرب المدينة.