شيوخ القبائل.. لماذا تعتقلهم المليشيات الحوثية؟

السبت 7 مارس 2020 19:32:00
شيوخ القبائل.. لماذا تعتقلهم المليشيات الحوثية؟

من جديد، عاودت المليشيات الحوثية الموالية لإيران شن حملات اعتقالات ضد شيوخ القبائل في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ففي الأيام الماضية، شنّت المليشيات الحوثية حملة اعتقالات كبيرة بحق شيوخ القبائل في صنعاء وبعض المناطق الأخرى، ووجهت لهم اتهامات بعدم حشد المجندين من أتباعهم للقتال في صفوفها، وكذلك التقصير في جمع التبرعات النقدية والعينية.

واقتحمت المليشيات الحوثية منازل الكثير من الشيوخ خاصةً في مناطق وأحياء بيت بوس وأرتل وحزيز وقاع القيضي، كما اعتقلت عددًا منهم ومرافقيهم واقتادتهم إلى معتقلات سرية.

واتهمت المليشيات هؤلاء الشيوخ بالتقصير في حشد المقاتلين وتقديم المال والغذاء للمليشيات؛ رغبةً من الحوثيين في إذلال القبائل وشيوخها وتركيعهم، وإجبارهم على حضور دورات الشحن الطائفي.

وتملك المليشيات الحوثية آلة قمع حادة تعتدي بها على المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في محاولة لتمرير سياساتها وتحقيق أهدافها على مدار الوقت.

المدنيون الذين اعتقلتهم المليشيات الحوثية في البيضاء، ينتظرهم على ما يبدو مصير شديد البشاعة، بعدما زجّت بهم المليشيات في سجونها.

وتملك المليشيات الموالية لإيران سجلًا كبيرًا من الجرائم التي تنتهكها ضد المعتقلين في سجونٍ أصبحت تشبه "مقاصل" يذوق فيه المختطفون الموت كل يوم.

وأظهرت إحصاءات حديثة ارتكبت المليشيات الحوثية خلال عام 2019 فقط، 12 ألفًا و636 حالة اختطاف وإخفاء قسري، وبلغت حالات الاختطاف عشرة آلاف و99 حالة بينهم سياسيون وعسكريون وطلاب ونشطاء، منهم 52 إمراة وسبعة أجانب، وعدد المخفين قسرًا 2537 حالة بينهم 231 امرأة و158 طفلًا.

وعلى مدار السنوات الماضية، حوَّلت المليشيات الحوثية عددًا من مباني صنعاء إلى سجون وحشية، تُمارس فيها أبشع صنوف التعذيب، وصفتها المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، بأنّها تفوق جرائم التعذيب التي في سجن جوانتانامو أو سجن أبو غريب بالعراق.

ورُصِدت الكثير من الشهادات المروعة والمقززة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين، بحسب تقرير للمنظمة قال إنَّ القائمين على هذه الجرائم البشعة تجرَّدوا من إنسانيتهم وآدميتهم, بل ويتلذذوا بما يمارسونه من إجرام وإيذاء لنساء ضعيفات لاحول لهن ولاقوة سوى الصراخ وتوسل الجلادين الذين نزعت من قلوبهم الرحمة.

وتواجه النساء الضحايا في أقبية السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في مليشيا الحوثي ظروفًا مأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن، حتى أنّ بعض النساء الضحايا دخلن في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلالهن وامتهانهن وتدمير نفسياتهن.

ورصدت المنظمة الحقوقية عددًا من محاولات الانتحار لضحايا تلك السجون, فضلًا عن إصابة بعض المعتقلات والمختفيات قسرًا بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضن له.