قرارات هادي : خلط لأوراق التحالف أم استهداف مباشر للانتقالي
لم يتأخر كثيرا رد الرئيس هادي على اعلان تشكيل قوام الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحزمة قرارات جديدة استهدفت بمجملها ما بقي من أعضاء قيادة المجلس في الحكومة الشرعية وعلى رأسهم محافظا لحج والضالع الدكتور" ناصر الخبجي " و" فضل الجعدي " ووزير النقل " مراد الحالمي "هكذا - على الأقل - قرأها - أنصار المجلس خاصة وأن القرارات التي تم تجميدها لشهور بعد ضغوطات كبيرة مارستها دولة الإمارات العربية المتحدة على الرئيس هادي صدرت عشية انتهاء الجلسة الأولى للجمعية الوطنية أمس بعدن.
محافظ الضالع فضل الجعدي عبر عن سعادته لصدور القرار معتبرا أنه كان متوقعا وحلّ عن عنقه مسئولية كبيرة في ضل انعدام أبسط الإمكانيات التي امتنعت الحكومة الشرعيّة عن توفيرها له منذ توليه منصبه كمحافظ للضالع التي تدمرت أجزاء واسعة منها بفعل الحرب ؛
في ذات المنحى كان محافظ لحج والقيادي البارز في الحراك الجنوبي " ناصر الخبجي "قد شنّ هجوما مباشرا قبل أسابيع على رئاسة الحكومة الموالية لهادي متهما إياها بتعطيل وعرقلة عمله وذلك من خلال منعها المخصصات المالية للمحافظة والمقرّة من قبل الحكومة لأغراض سياسية بحسب تسجيل له بثه ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي .
تعيينات الرئيس هادي اعتبرها كثيرون "ردّة فعل متسرعة " كونها بوّات شخصيات لا تتناسب مؤهلاتهم الوظيفية والشخصية بمناصب وزارية بينها تعيين وزير الزراعة المهندس " أحمد الميسري " وزيرا للداخلية كدليل على أن الحكومة الشرعية لا تراعي التخصصات والكفاءة بقدر ما يعنيها الولاء الشخصي ومقدار العداء للإنتقالي بحسب تغريدات الناشطين ؛
على الجانب المقابل وصف مناصرون للرئيس هادي القرارات بالقوية ورسالة واضحة لكل من يحاول الخروج عن مسار أهداف الحكومة الشرعية ؛
ويبقى التساؤل بشأن توقيت القرارات التي صدرت في مرحلة بات التحالف العربي بقيادة السعودية يضغط فيها بقوّة على كافة حلفائه المحليين بتأجيل خلافاتهم والتركيز على أمر واحد فقط هو تحقيق نصرٍعسكريٍ سريعٍ على مختلف الجبهات بات كما يرى مراقبون في أمس الحاجة اليه بعد مرور ألف يوم من اندلاع حرب اليمن ؛
فهل هناك جهات في الشرعية تسعى الى خلط الأوراق وبعثرة ما يحاول التحالف لملمته منذ حادثة مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح حليف التحالف لـ 48 ساعة فقط ؟ يتساءل مدونون على مواقع التواصل الإجتماعي ؛خاصة وأن التحالف العربي كان قد راهن بقوّة على نجاح انقلاب صالح الثاني على شركاءانقلابه الأول "بوصف التحالف " معتبرا أن فشله بإسقاط صنعاءبالصدمة الإعلامية وعلى طريقة كاش ملك بقوانين لعبة الشطرنج في عملية استغرق التخطيط لها ثلاثة أشهر كاملة يجب تعويضها بالبدائل المتاحة ومن بين تلك البدائل إعادة تفعيل الجبهات ومناطق التماس المتعثرة منذ سنوات بينها جبهات نهم وبيحان ومكيراس والمخا ..فهل ينجح ؟؟