مخاوف من هيمنة «الثوري الإيـــراني» على الأسلحة القطرية

الاثنين 25 ديسمبر 2017 23:54:40
مخاوف من هيمنة «الثوري الإيـــراني» على الأسلحة القطرية
الاتحاد

حذر خبراء عسكريون واستراتيجيون في مصر، من أن صفقات الأسلحة التي أبرمتها قطر مع روسيا و6 دول أخرى، من الممكن أن تجعلها تحت رحمة عناصر الجيش الإيراني أو الحرس الثوري الذين يقومون بحراسة نظام أمير قطر تميم بن حمد والقصر الرئاسي في الدوحة، ما يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة العربية. وأشار هؤلاء إلى أن قطر خانت جيرانها في دول الخليج والدول العربية، وتهدد السلم والأمن العالمي، باستقوائها وارتباطها وتحالفها العسكري مع إيران ضد دول المنطقة، خاصة وأن إيران تكن العداء الشديد للدول العربية والخليجية، وتتدخل في شؤون هذه الدول كما تفعل في دعمها للحوثيين في اليمن، لتحقيق المطامع الفارسية في المنطقة. وأكدوا أن الدول المقاطعة لقطر لم تستخدم أي سلاح ضدها حتى تستقطب هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة والمقاتلات الجوية، مما يؤكد نوايا قطر العدوانية تجاه جيرانها.

وكان مساعد الرئيس الروسي لشؤون التعاون العسكري التقني، فلاديمير كوجين، صرح أن روسيا تجري مفاوضات مكثفة مع قطر حول التعاون العسكري التقني وتوريد وشراء أسلحة ومعدات عسكرية روسية إلى قطر التي وقعت عددا من صفقات السلاح هذا العام شملت شراء طائرات مقاتلة من طراز «أف 15» من الولايات المتحدة وشراء 7 وحدات بحرية من إيطاليا واتفاقا مع بريطانيا لشراء 24 طائرة من طراز «تايفون»، و17 سفينة بحرية من تركيا، و12 مقاتلة حربية من طراز «رافال»، و50 طائرة إيرباص من فرنسا، إضافة إلى 490 عربة مدرعة بقيمة من شركة «نكستر» الفرنسية.

وأكد اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة الأسبق، أن قطر لا تملك خبرة أو جنودا لاستخدام هذه الترسانة الكبيرة من صفقات الأسلحة التي تعاقدت عليها مع روسيا وعدة دول أخرى وخاصة الطيارات المقاتلة، مشيرا إلى أن قطر تحاول بعقد هذه الصفقات الكبيرة من الأسلحة إرضاء الدول الكبرى على مستوى العالم حتى لا تعترض على سياساتها، مشددا على أن هذه الصفقات من الأسلحة من الممكن أن تجعلها قطر تحت تصرف عناصر الجيش الإيراني أو الحرس الثوري الإيراني المتواجدين في قطر والذين يقومون بحراسة تميم بن حمد والقصر الرئاسي في الدوحة مما يشكل تهديدا كبيرا لأمن المنطقة.

وأشار إلى أن قطر خانت جيرانها في دول الخليج والدول العربية، وتهدد السلم والأمن العالمي، باستقوائها وارتباطها وتحالفها بإيران ضد دول المنطقة، خاصة وأن إيران تكن العداء الشديد للدول العربية والخليجية وتتدخل في شؤون هذه الدول كما تفعل في دعمها للحوثيين في اليمن، لتحقيق المطامع الفارسية في المنطقة. لافتا إلى أن قطر استقطبت الإيرانيين والأتراك وأنشأت قواعد عسكرية لهم على أرضها، مما جعل إيران تسعد بهذا التحرك القطري خاصة وأنه كانت هناك عقوبات مفروضة على إيران، وأغلب الأسلحة التي تملكها قديمة منذ عام 1990 عندما عقدت صفقة أسلحة مع الاتحاد السوفيتي السابق قبل حله، وتحاول إيران إجراء صيانة للأسلحة التي تملكها عن طريق تهريب قطع الغيار، وقد تستغل قطر في تحقيق ذلك.

وأكد أن قطر ليس لديها جيش تستخدم هذه المقاتلات التي تعاقدت عليها من بريطانيا وأميركا وفرنسا وروسيا، وأن الدول التي قاطعت قطر لدعمها للإرهاب لم تستخدم سلاحا ضد قطر حتى تستقطب الدوحة كل هذا الكم الهائل من الترسانة الضخمة من الأسلحة والمقاتلات الجوية، مما يؤكد نوايا قطر العدوانية تجاه جيرانها من الدول الخليجية والعربية. وأكد أنه ستظل صفقات السلاح التي تقوم بها قطر تهدد أمن المنطقة ككل، مشيرا إلى أنه بحكم سياسات قطر العدائية والذي قد يصل إلى حد الصراع المسلح في المنطقة، من الممكن أن تستجلب قطر مرتزقة لقيادة هذه الطائرات المقاتلة، وقد يكونون من الحرس الثوري الإيراني مما قد يشكل تهديدا كبيرا لأمن المنطقة كلها.

صفقات السلاح

من جانبه، أكد اللواء سمير فرج الخبير العسكري ومدير الشؤون المعنوية الأسبق، أن قطر تحاول الاقتراب من الدول الكبرى عن طريق عقد صفقات السلاح، مشيرا إلى أن أشهر صفقات السلاح التي تمت بين قطر وأميركا كانت خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة. مؤكدا أن قطر بعقد هذه الصفقات الكبيرة من الأسلحة تسير ضد كل التحديات الموجودة في المنطقة العربية وخاصة دول الخليج، وأن قطر بتحالفها الكبير مع إيران وسياستها العدائية في المنطقة أصبحت عنصرا مكروها داخل المجتمع العربي خاصة بعد تورطها مؤخرا في دعم «حزب الله» اللبناني، وتدخلها في اليمن ودعم جماعة الحوثيين والعناصر المنقلبة على الشرعية هناك بالسلاح، مما يشكل خطرا كبيرا على المنطقة وخاصة السعودية والإمارات.

وحول خطورة استغلال إيران والحرس الثوري لصفقات الأسلحة التي تعاقدت قطر عليها، أكد أن إيران تمثل خطرا كبيرا على المنطقة خاصة بعد الاتفاق النووي الإيراني الذي تم في عهد الرئيس باراك أوباما، والذي بموجبه تم إنهاء الحظر المفروض على إيران دوليا، وقامت بشراء مقاتلات من روسيا، وتقوم حاليا ببناء المفاعلات النووية لحماية أجوائها من أي ضربات جوية إسرائيلية مستقبلا، مؤكدا أن إيران خلال الخمس سنوات القادمة ستمتلك السلاح النووي مما يمثل تهديدا كبيرا في المنطقة العربية والخليجية، وبالتالي سوف يتغير الموقف الأمني الشامل في منطقة الخليج.

وأشار إلى خطورة الوضع الأمني في المنطقة إذا ما حدث ما حذرت منه المعارضة القطرية من إمكانية حصول الحرس الثوري الإيراني على الأسلحة والمقاتلات التي تعاقدت عليها قطر، خاصة بعد دخول قطر كشريك في سوق الأسلحة الروسية وإجراء مفاوضات مكثفة بين قطر وروسيا مؤخرا حول التعاون العسكري بين البلدين، مشيرا إلى أنه من الممكن أيضا أن يذهب السلاح القطري إلى جماعات وتنظيمات أخرى غير الحرس الثوري الإيراني مثل حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن المنقلبين على الشرعية هناك، وتنظيم داعش في ليبيا، مؤكدا أن قطر تدعم كل هذه التنظيمات بالأموال والسلاح. منوها إلى أنه تكمن الخطورة الأشد في حالة حصول الحرس الإيراني على هذا السلاح التقليدي مع استمرار إيران في التسليح النووي. مؤكدا على أن أول دولة ستنقلب عليها إيران في الفترة القادمة هي قطر لمطامع اقتصادية واستراتيجية في الإقليم.

رشوة دولية

وأكد اللواء محمود منصور الخبير الاستراتيجي ومؤسس المخابرات القطرية، أن صفقات السلاح التي عقدها تميم في الفترة الماضية جاءت بعد الصدمة التي تعرض لها بعد المقاطعة العربية. لافتا إلى أن دول الرباعي تكشف لها خيانة تميم للعروبة والإسلام وعمالته الضعيفة لمن اعتبرهم أسياده في الغرب. مضيفا «كانت المقاطعة العربية هي الصدمة العصبية التي أفقدت تميم الاتزان العقلي مما جعلته يبحث عن نجاته من أي سبيل يستطيع الوصول إليه، بعد أن علم أن مصيره للهلاك لا محالة، وساعده عقله على أن يتقدم برشوة مخجلة إلى كل الدول التي اعتقد أنه سيشتري حمايتها له، فلم يجد سوى صفقات الأسلحة المبالغ فيها ليقدم لهم تلك الرشاوى».

وأشار إلى أنه خلال العشرين عاما الماضية تم استبدال القطريين العرب بعد تجريدهم من أموالهم وممتلكاتهم وجنسياتهم بـ»مستجلبين» جدد من إيران والصومال وباكستان وأفغانستان، وتم تجنيس الأجانب بالجنسية القطرية، وهؤلاء المجنسين الجدد لا يستطيعون أن يقودوا مقاتلة أو صيانتها، وكذلك الحال بالنسبة للقوات البحرية والبرية وجميع الأسلحة التي تعاقد عليها.

وأشار إلى أن هذا السلاح لن يضعه تميم داخل قطر، ولكن سيقدمه كعطايا مرة أخرى لمن يعتقد أنهم يساندوه حينما يحين أوان نهايته في السلطة، وبذلك فإن الخاسر الوحيد في هذه الصفقات المشبوهة رصيد دولة قطر من المال، مما سيترتب عليه عبئا ماليا ضخما سيعانيه من يتولى أمر قطر في القريب بعد تلك التهمة التي أفقدت قطر الإدراك بمسؤولياتها الإسلامية والعربية، وجعلت قطر تعتقد أن العلاقة مع الدول الكبرى تحتم العمالة الكاملة من دون رؤية مصالح الوطن ذاته. وقال «نحن لا نتوقع في يوم قريب على مدى العشر سنوات القادمة، أن يتوفر لقطر جيش يتضمن كل تلك الصفقات من الأسلحة، ولكن نتوقع أن تتخلى كل تلك الدول التي حصلت على الرشاوى وأبرمت صفقات سلاح مع قطر عن ذلك الحاكم». مشيرا إلى أن تميم سيستمر في تلك العطايا تحت مسمى «صفقات سلاح» حتى يتم عزله.

وأضاف «علينا نحن العرب المتحالفين، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وباقي دول التحالف العربي، أن نكون حذرين بالنسبة لصفقات الأسلحة التي تعاقدت عليها قطر وخاصة الأسلحة التي تدخل إلى إيران وإلى الأراضي اليمنية من كافة الاتجاهات، حتى نستطيع رصد أي عملية إدخال لأسلحة أو معدات كاملة الصنع أو مفككة، مشيرا إلى أن هذا يلقي بعبء كبير على أجهزة المخابرات العربية التي تتحمل مسؤولية أمن المنطقة، وكذلك إبقاء اليمن دولة نظيفة، وهذا لن يتحقق إلا بتعاون أمني كامل. مشيرا إلى أنه لابد من تضييق الخناق على الحوثيين ومن يساندهم ويمولهم بالسلاح بحيث يتم إسقاطهم وهزيمتهم على وجه السرعة، وتمكين الجيش اليمني الشرعي من السيطرة على اليمن كله.

وشدد على أنه إذا تم القضاء على التمرد الحوثي في اليمن وأعوانه من الإيرانيين على أرض اليمن، فإن تهريب الصواريخ الباليستية والأسلحة والمعدات داخل اليمن من جهات معادية للأمة العربية سواء قطر أو غيرها، لن يشغل بالنا، لأن الجيش اليمني وبمعاونة الدول العربية حينما يفرض إرادته على الأراضي اليمنية سنكون في مأمن كامل، ولن يكون أمام أمير قطر تميم بن حمد سوى أن يتراجع عن صفقات السلاح، وإن لم يتراجع فإن حكومة جديدة تحكم قطر سوف تقوم بإلغاء تلك الصفقات المشبوهة التي لن تحتاجها قطر مستقبلا