العرب اللندنية:تغييرات هادي تستفز الجنوبيين بعد يوم من إعلان البرلمان

الثلاثاء 26 ديسمبر 2017 04:47:58
العرب اللندنية:تغييرات هادي تستفز الجنوبيين بعد يوم من إعلان البرلمان
العرب

 أثارت حزمة جديدة من التعيينات التي أصدرها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء الأحد العديد من ردود الأفعال وخاصة من الجنوبيين الذين اعتبروا أن التغييرات استهدفت قيادات محسوبة على المجلس الانتقالي وجاءت كردة فعل على تدشين أعمال الجمعية الوطنية للجنوب (برلمان)، وسط اتهامات لهادي بأنه سعى لإرضاء حزبي المؤتمر والإصلاح الإخواني على حسابهم.


وعين الرئيس هادي وزير الزراعة أحمد الميسري نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للداخلية خلفا لحسين عرب الذي تم تعيينه مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن.


والميسري هو أحد قيادات الصف الثاني في حزب المؤتمر الشعبي، وكان مقربا من الرئيس الراحل للحزب علي عبدالله صالح، قبل أن ينأى عنه خلال احتجاجات 2011، ويتحول إلى صف الرئيس هادي لاحقا، وهما ينتميان إلى محافظة أبين.


ويرجح المراقبون أن يساهم تعيين الميسري في توتير العلاقة بين الرئيس هادي وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي التي عرف الميسري بتوجيه انتقادات حادة لها.


واشتملت القرارات على إقالة عدد من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في ما وصف بأنه رد من الرئيس هادي على إعلان المجلس للجمعية الوطنية “البرلمان”، حيث تمت إقالة محافظ الضالع فضل الجعدي ومحافظ لحج ناصر الخبجي القياديين في المجلس الانتقالي وتعيين اللواء علي مقبل صالح والعميد أحمد عبدالله التركي مكانهما.


واختار المجلس الانتقالي الجنوبي السبت محافظ حضرموت السابق أحمد بن بريك، رئيسا لجمعية وطنية (البرلمان) تمثل المحافظات الجنوبية.


وفي 11 مايو الماضي أقدمت شخصيات قبلية وعسكرية وسياسية بارزة على تشكيل قيادة عليا باسم المجلس الانتقالي الجنوبي تتولى إدارة الجنوب وتمثيله.


وتضمنت قرارات الرئيس هادي إقالة القيادي في المجلس الانتقالي مراد الحالمي وتعيين صالح الجبواني خلفا له. وقوبل تعيين الأخير بالعديد من علامات الاستفهام، كون الجبواني لم يعرف في الأوساط اليمنية إلا من خلال ظهوره الإعلامي عبر قناة “الجزيرة” القطرية وتوجيه الانتقادات للتحالف العربي ودولة الإمارات والتشكيك في دورهما، وهو الأمر الذي اعتبره المراقبون رسالة غير إيجابية موجهة لقيادة التحالف العربي تسيء للتفاهمات السياسية التي تهدف إلى توحيد الصف اليمني في مواجهة الانقلاب الحوثي.


وفي أول رد من المجلس الانتقالي الجنوبي على قرارات الرئيس هادي، اعتبر الناطق باسم المجلس سالم العولقي أن توقيت القرارات الرئاسية الأخيرة يؤكد أنها مجرد ردة فعل على التحركات السياسية للمجلس من خلال تدشين أعمال الجمعية الوطنية.



تساؤلات كثيرة بشأن التغييرات

وأضاف العولقي في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “أن الشرعية تكشف أنها لا ترى صنعاء هدفا استراتيجيا لمعاركها، بينما تمارس عبثا في المناطق المحررة ولا سيما الجنوبية، بأساليب عديدة، لتثبت أن معركتها الحقيقية في عدن المحررة وليست في صنعاء المحتلة!”.


ولفت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي حقيقة ماثلة وأمر واقع، لا مجال لتجاوزه أو إلغائه بردود أفعال لا ترقى إلى أي تصحيح سياسي سوى تجريب المجرب.


وساءت العلاقة بين الرئيس اليمني والمجلس الانتقالي في اليمن خلال الأشهر الأخيرة بسبب ما يعتبره الجنوبيون استهدافا لمواقعهم داخل الشرعية، وإقالة قيادات جنوبية وتعويضها بمحسوبين على حزب الإصلاح الإخواني.


وكانت أبرز خطوات هادي إقالة ثلاثة محافظين جنوبيين في يوليو الماضي أعلنوا انضمامهم للمجلس الانتقالي الجنوبي، ما اعتبره المجلس استهدافا لتمثيل الجنوب في مؤسسات الحكومة رغم دورهم المحوري في الحرب على الحوثيين.


وعاب مراقبون يمنيون على الرئيس اليمني خطواته في التضييق على المقربين من المجلس الانتقالي، معتبرين أن خلافه الشخصي مع المجلس يدفع إلى إضعاف حضور حكومته بين الجنوبيين ويشجعهم على الاستمرار في المطالبة بالانفصال.


وقال جمال بن عطاف، عضو الجمعية العمومية الجنوبية، ساخرا من التعيينات الجديدة “هل تريد منصبا في الشرعية الأمر بسيط جدا: تكلم عن الإمارات بسوء، اجعل المجلس الانتقالي الجنوبي خصمك، انحاز إلى حزب المؤتمر فرع هادي وعلي محسن”.


واعتبر الكاتب السياسي الجنوبي أحمد عمر بن فريد أن التعيينات الأخيرة للرئيس هادي تؤكد وبشكل قطعي أن الرجل “مختطف” من قبل جماعة الإخوان المسلمين.


وأضاف بن فريد في تغريدة على تويتر أن “الشرعية” لا زالت مصرة على مواصلة الحرب ضد الجنوب وقضيته ورموزه، وأنها فاقدة للحكمة وللرؤية بعيدة المدى


وعين الرئيس هادي أوس العود المقرب منه وزيرا للنفط خلفا لوزير النفط السابق سيف الشريف المنحدر من محافظة مأرب وهو ما أثار استياء أبناء المحافظة التي لم يعد لها أي تمثيل في الحكومة الشرعية.


واشتملت القرارات الرئاسية على تعيين محافظ جديد لمحافظة تعز وهو رجل الأعمال أمين أحمد محمود والذي قوبل تعيينه بحملة إعلامية من قبل التيارات الإسلامية في المحافظة نظرا لخلفيته الليبرالية.


وعين الرئيس هادي الناطق الرسمي باسم مقاومة تعز محمد مقبل الحميري وزيرا للدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى.


وأدى محافظ الحديدة المعين الحسن طاهر الاثنين اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي وينتمي طاهر إلى حزب المؤتمر، ويرى العديد من الخبراء أن تعيينه إضافة إلى تعيين محافظ تعز الجديد سيساهمان في تسريع عملية تحرير المحافظتين.


ويقيم هادي وعدد من وزراء حكومته في العاصمة السعودية الرياض، منذ منتصف 2015، رغم اتخاذ الحكومة مدينة عدن (جنوب اليمن) عاصمة مؤقتة.