ألغام الحوثي تحّول براءة الأطفال في اليمن إلى أشلاء
لا يوجد في هذه الحياة أصعب من أن تتحول أجساد الأطفال البريئة في لحظة من الزمن إلى أشلاء، أملاً في الحصول على مكاسب سياسية ستزول عاجلاً أم أجلاً، ذلك بالتحديد ما تقوم به المليشيات الحوثية في مناطق تواجدها إذ تتفنن في زراعة الألغام وتعمل على تفخيخ الطرقات والشوارع لتحقيق أهدافها السياسية.
وفي مدنية قعطبة بوادي الأبحور شمال محافظة الضالع، استشهد طفلين، في انفجار عبوة ناسفة، مساء اليوم الاثنين، ووقع الانفجار خلال عبور دراجة نارية، يستقلها الضحيتين، ما أدى إلى مقتلهما على الفور.
تمثل زراعة الألغام خطراً بالغاً على المدنيين في اليمن، ليس فقط في الوقت الحاضر بل على الأجيال القادمة حيث تواصل الميليشيات الحوثية زراعة الألغام في مختلف المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرتها، وسط سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، غالبيتهم من الأطفال.
وبرغم أن كافة القوانين الدولية حرمت زراعة الألغام في مناطق النزاع وخاصة منها الألغام الفردية التي تصيب الإفراد إلا أن هناك صمت أممي على الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بزراعتها للألغام في المناطق التي تسيطر عليها أو تلك الألغام التي خلفتها بعد دحرها والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين وخاصة في الساحل الغربي الذي ارتكبت فيه مليشيا الحوثي الإرهابية جرائم بحق الإنسانية من خلال زرعها عشرات الآلاف من الألغام وسط صمت أممي مريب.
ولعل صورة الطفل درهم الذي تعرض إلى إعاقة في ساقه ويظهر فيها غير قادراً على ممارسة حياته الطبيعة عالقة في أذهان الكثيرين، إذ أصابه لغم حوثي زرعته في منطقة المتينة بمحافظة الحديدة.
وقبل أيام سلط "المشهد العربي" الضوء على قصة السيدة ولية طاهر البالغة من العمر 55 عاماً، والتي لقيت مصرعها جرَّاء انفجار لغم أرضي حوثي في محافظة تعز، وذلك خلال خروجها لرعي البقر في قرية السيقل بعزلة اليمن قهبان في مديرية مقبنة.
وكانت تقارير حقوقية حديثة قد بيّنت أنّ نحو 4.5 مليون معاق في اليمن بسبب ألغام الحوثي، وطالب تحالف رصد مجلس حقوق الإنسان، بوقف التعاون مع المليشيات الحوثية في مجال نزع الألغام، ودعوة الجهات الدولية المانحة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى أن تبذل مزيدًا من الجهد للتغلب على المعوقات التي تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على أبسط احتياجاتهم الأساسية.
نجحت الفرق الهندسية التابعة للمشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" في إزالة 151 ألفا و983 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منذ انطلاق المشروع حتى 12 مارس الحالي.
وأعلن "مسام" في بيان، اليوم الاثنين، أن الفرق الهندسية نزعت 95 ألفا و613 ذخيرة غير منفجرة منذ يونيو 2018 حتى الآن، كما نزعت أربعة آلاف و759 عبوة ناسفة.
وبلغت مساحة الأراضي التي طهرها المركز من ألغام مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، منذ انطلاق المشروع تسعة ملايين و44 ألفا و987 مترا مربعا.