قطر وعام المقاطعة.. سياسة خارجية فاشلة وسقوط وهم المظلومية

الخميس 28 ديسمبر 2017 01:54:52
قطر وعام المقاطعة.. سياسة خارجية فاشلة وسقوط وهم المظلومية
متابعات

حمل 2017 أكبر ضربة لقطر تكشف دعمها للإرهاب العالمي في 5 يونيو، حين قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقتها الدبلوماسية معها، ليتوالى إدراج المنظمات والشخصيات التابعة لها على لوائح الإرهاب، ولتتوالى التصريحات والمؤتمرات في أنحاء العالم المنددة بالدوحة، وسط فشل ذريع للسياسة الخارجية القطرية، وليشهد العام سقوط وهم المظلومية القطرية، ويسقط معه إرهاب «الحمدين» في قبضة الرباعي العربي، من خلال إعلان قوائم الإرهاب.

قطر والمظلومية الكاذبة

وبدا إصرار قطر على دعمها لحركات التخريب والتدمير في المنطقة تحت اسم «ثورات الربيع العربي» في اللعب على العالم بوتر الاستعطاف والخداع. ومن هنا بدأت مرحلة أبواق الدوحة المسمومة في نشر الأكاذيب وبث الفتن والتغني بالمظلومية الكاذبة، وسرعان ما تحولت هذه المظلومية إلى هجوم حاد على الدول المقاطعة وصلت إلى حد الفبركات الإعلامية.

الوساطة الكويتية والتجاوز القطري

25 يونيو سلمت الكويت، التي تقوم بمهمة الوساطة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب وقطر، قائمة تتضمن 13 بنداً كشرط لعودة العلاقات الدبلوماسية، وأعطت مهلة مدتها 10 أيام من تاريخ تقديمها وإلا تعتبر لاغية.

بعد تسليم المطالب وقبل انتهاء المهلة أعلن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت خلال زيارته إلى واشنطن، عن موافقة قطر على الشروط الـ13 لحل أزمتها مع الدول الأربع.

قطر والاستخفاف بالوساطة الكويتية

سرعان ما ظهر التلون القطري ليعلن وزير خارجية قطر نفي تلك التصريحات بشدة، بل زاد عليها أن الشروط «أصبحت من الماضي».

نفي وزير خارجية قطر لم يكن المسمار الأول في نعش الوساطة، بل قامت الدوحة بتسريب تلك المطالب.

شهر كامل من التعنت القطري أمام المطالب المشروعة للدول المقاطعة، وسط محاولات عرقلة الوساطة الكويتية والاستخفاف بها، وهو ما ظهر جلياً منذ بدء الأزمة وحتى انتهاء مهلة الأيام الـ10 التي تم تمديدها 48 ساعة استجابة للوسيط الكويتي.

قوائم الإرهاب

أدرجت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب منذ بداية مقاطعة قطر وكشف إرهابها نحو 80 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحظورة التي قسمت إلى ثلاث قوائم ضمت 23 كياناً و57 فرداً، منهم شخصيات مطلوبة دولياً.

كيانات مدرجة على لائحة الإرهاب

كما تم إدراج الإرهابي حمد المري، قائد القوات الخاصة بدولة قطر، الذي شارك في تدريب إرهابيين في ليبيا، وله صلة بمقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

ومن أبرز الكيانات التي تم إدراجها على لائحة الإرهاب المجلس الإسلامي العالمي (مساع)، و«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» و«قطر الخيرية».

سياسة خارجية فاشلة

لم تدرك الدوحة أن حل أزمتها في الرياض، رغم الزيارات المكوكية لوزير خارجية قطر لاستجداء دول العالم حتى وصل الأمر إلى زيارات خارجية مستمرة لتميم، لمحاولة مواجهه مقاطعة الرباعي العربي.

فشل دبلوماسي نتيجة مسارات خاطئة وقرارات مغلوطة ورؤية استشرافية ضبابية أدخلت السياسة الخارجية القطرية في فشل ذريع على مستوى إدارة أزمتها مع الدول المقاطعة لها، حتى وصلت إلى حد اعتراف وزير خارجيتها في أحد اللقاءات بدعم بلاده الإرهاب.

وفي ظل فشل مكتب الاتصال الحكومي القطري الذي أنشأته الدوحة في تلميع صورتها لدى العالم، وإقناعه بأنها لا تدعم الإرهاب أعلنت الخارجية القطرية، مطلع نوفمبر تعيين لولوه راشد الخاطر متحدثة رسمية باسم الوزارة.

ومن ضمن أساليب الدوحة الملتوية بعد فشل سياساتها الخارجية، أساليب المال والاستثمار عقب مقاطعتها، حيث قامت بشراء 10% من أسهم ناطحة السحاب «أمباير ستيت» الأميركية، المكونة من 102 طابق، بقيمة 622 مليون دولار.كما أعلنت أن شركة طيرانها تعتزم شراء 10% من رأس مال الخطوط الجوية الأميركية، أكبر شركة طيران بالعالم، ووقّعت صفقة بقيمة 12 مليار دولار لشراء 36 طائرة مقاتلة من طراز «إف-15» من الولايات المتحدة الأميركية.