دبلوماسية الجنوب.. نقاطٌ يضعها الانتقالي على الحروف
تولي القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، كثيرًا من الاهتمام بالعمل الدبلوماسي، وذلك ضمن أهم المحاور التي يقوم عليه حلم الجنوبيين، المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
أحد هذه الجهود، تمثّل في اللقاء الذي جمع اللواء سالم عبدالله السقطري مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، مع فادي المعوشي المستشار السياسي للمبعوث الأممي مارتن جريفيث.
مساعد الأمين العام شدَّد على أهمية دور الأمم المتحدة في دفع عملية السلام، مشيرًا إلى حرص المجلس على إنجاح هذه المساعي.
وأكّد السقطري اشتعال الجبهات في المناطق الحدودية مع الحوثيين خاصة في شمال الضالع، منوهًا بأنّ المليشيات الإجرامية تهاجم القوات الجنوبية الأسلحة الثقيلة التي استولت عليها من الشرعية في الجوف ومأرب.
ونبه إلى اصطدام جهود المجلس الانتقالي الجنوبي لإرساء السلام في المناطق المحررة ومناطق الجنوب، بتعنت وتزمت أطراف لا تؤمن بفكرة القبول بالآخر وبحق الشراكة.
وأعرب عن تطلع المجلس لدور فاعل من التحالف العربي لممارسه ضغوطه لتنفيذ اتفاق الرياض، أو من خلال المبعوث الدولي للوقوف أمام الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه محافظات الجنوب.
واعتبر تدهور الظروف الخدمية والمعيشية في المناطق المحررة، وتأخر المرتبات، بالإضافة إلى تدهور الوضع الصحي، نتيجة متوقعة في ظل الانسداد السياسي وعدم الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض.
وعبر عن أسفه لتهرب حكومة الشرعية من تعهداتها نحو اتفاق الرياض، مؤكدًا أنّ هناك أطرافا متشددة في الشرعية لا ترغب في تطبيع الحياة في عدن.
بدوره، عبر مستشار المبعوث الأممي إلى اليمن، عن قلقه من بطء سير عملية تنفيذ اتفاق الرياض وانعكاساته السلبية على عملية السلام، مؤكدا حرص المبعوث الأممي الشديد على متابعة تطورات الوضع اليمني بما فيه الوضع في الجنوب.
تضمّن هذا الاجتماع كثيرًا من الرسائل التي نقلها اللواء السقطري لمستشار جريفيث من أجل وضع النقاط على الحروف، ضمن حرص والتزام القيادة السياسية بضمان حق الجنوبيين في تحقيق حلمهم الأصيل المتمثّل في استعادة الدولة.
كما أنّ مثل هذه الاجتماعات تُعبّر عن اهتمام كبير من قِبل القيادة السياسية الجنوبية "ممثلة في المجلس الانتقالي" في العمل على نقل الصوت الجنوبي للمجتمع الدولي، وهو ما يعتبر أحد أهم التحرُّكات على صعيد الحلم الأكبر.
وفي مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أكّد الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم أنّ المجلس يولي أهميةً كبيرةً للتحركات الدولية، وقال إنّه بموازاة العمل المؤسسي والبناء التنظيمي لهيئات المجلس داخليًّا، تم إنشاء إدارة للعلاقات الخارجية استطاعت أن تفتح العديد من المكاتب في أمريكا وروسيا وبريطانيا وأوروبا والخليج.
ولعلَّ من أكبر النجاحات السياسية التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، تتمثَّل في أنَّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقّق المجلس انتصارًا سياسيًّا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.