استعادة دولة الجنوب.. حقٌ أصيل لن يحيد عنه الانتقالي
يُمثِّل العمل على استعادة الدولة عبر فك الارتباط عن الشمال هدفًا أسمى يتحرك من أجله المجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره الممثل الشرعي والأصيل للجنوب وشعبه وقضيته العادلة.
ففي تأكيد لهذا المسار، أعلنت القيادات المحلية للمجلس الانتقالي بمديريات يافع الأربع، لبعوس والحد ويهر والمفلحي، ومكتبا السلطة المحلية بالحد والمفلحي رفض ما تعرض له الوفد الجنوبي المفاوض من منع العودة إلى العاصمة الجنوبية عدن، واعتبرت ذلك لا يخدم أهداف التحالف العربي.
وطالبت أبناء الجنوب بتوحيد صفوفهم بجانب القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي والقوات المسلحة الجنوبية لفرض العزة والكرامة التي قدم من أجلها أبناء الجنوب التضحيات الجسام لاستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن.
وقال بيان مشترك صادر عن المديريات الأربع: "لن نقبل أي مساومات بالأهداف السامية للشعب الجنوبي ممثلة باستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن".
وحذر البيان، من محاولات قوى الشر حرف بوصلة الحرب من تحرير صنعاء إلى إعادة إسقاط العاصمة عدن والمحافظات المحررة.
وأعلنت المديريات رفضها الأساليب الاستفزازية لشعب الجنوب بداية بمنع عودة القيادات السياسية الجنوبية، أو محاولات الالتفاف على القوات العسكرية والأمنية الجنوبية تحت مسميات قوات بديلة؛ فالقوات العسكرية والأمنية الجنوبية التي حررت عدن قادرة على حمايتها.
ودعت القوات العسكرية والأمنية، وأبطال المقاومة الجنوبية، ومنتسبي المجلس الانتقالي الجنوبي، ورجال القبائل بكل مشاربهم في مديريات يافع إلى رفع الجاهزية والاستعداد القتالي التام، ليكون الجميع على استعداد لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي.
وأشادت بالدور الإيجابي لدول التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على ما تقدمه لكبح وردع التمدد الحوثي الايراني في الجنوب العربي. وناشدت قيادة التحالف العربي دعم جبهات الضالع بالعتاد العسكري بكافة أنواعه ومعالجة الشهداء والجرحى.
يحمل هذا البيان مزيدًا من التأكيد عن التزام القيادة السياسية الجنوبية بالعمل على تحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
وكانت واقعة منع أعضاء المجلس الانتقالي من العودة للعاصمة عدن قبل أيام قد أشعلت ثورة دعم وتأييد للقيادة الجنوبية والتضامن معها نحو تحقيق حلم الشعب.
المجلس الانتقالي الجنوبي، طالب قيادة التحالف العربي، توضيحات حول أسباب منع رئيس وأعضاء وحدة شؤون المفاوضات وفريق المجلس في لجنة تنفيذ اتفاق الرياض، من العودة إلى أرض الوطن.
وقال المتحدث باسم المجلس نزار هيثم، إنّ جهات الاختصاص بمطار الملكة علياء الدولي بالأردن، أبلغتهم برفض قيادة التحالف العربي منح الطائرة التي ستقلهم إلى العاصمة عدن تصريحا، وأن هناك تعميمًا من التحالف يتضمن قائمة بأسماء قيادات المجلس الانتقالي ومدير أمن العاصمة عدن، لمنعهم من السفر إلى العاصمة.
وأضاف أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي طلب من قيادة التحالف العربي إدراك ما سيترتب على القرار من انعكاسات داخلية على جميع الأصعدة بما في ذلك جهود إحلال السلام.
وأشار إلى أنّ رئاسة المجلس الانتقالي ولجانه التزمت في اتخاذ منهج التعاون البنّاء تجاه تنفيذ اتفاق الرياض بالرغم من تقاعس الطرف الآخر في تنفيذ التزاماته متجاوزا كافة الفترات الزمنية المحددة للمحاور.
وأوضح "المتحدث" أنه يأمل من جماهير الشعب الجنوبي العظيم وقواته الجنوبية الباسلة ضبط النفس لحين استيفاء قيادة المجلس الخطوات التوضيحية مع قيادة التحالف العربي.
من الطبيعي أن تثير هذه الواقعة ردود فعل غاضبة، لكنّ القيادة الجنوبية حافظت على هدوئها حتى الرمق الأخير، وقد تجلّى ذلك في اللهجة الدبلوماسية المتزنة التي استخدمها بيان المجلس.
المجلس الانتقالي أبدى امتعاضه من الواقعة، لكن آثر الانتظار للحصول على توضيحات من التحالف العربي؛ تقديرًا لجهوده بقيادة المملكة العربية السعودية في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق الرياض.
اتضحت هذه اللهجة الهادئة أكثر في مطالبة المجلس الانتقالي من شعبه التزام الهدوء والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس؛ تخوفًا من خروج الأمور عن السيطرة، وهو أمرٌ لا تُحبِّذه القيادة الجنوبية على الإطلاق.