مصابة بالفشل الكلوي بعدن منعها الفقر من السفر إلى الهند للعلاج
تعبيرية - ارشيف
تتوسد هيلين محمود _44_ عاماً فراش المرض تتلو الألم نهاراً وترتل الوجع ليلاً بأحدي "حوافي" مدينة الشيخ عثمان بالعاصمة المؤقتة عدن علها تفوز بالسفر إلى الهند للعلاج من الفشل الكلوي بعد أن تقطعت بها السُبل وأوصد الأمل أبوابه أمامها على مدى عام كامل.
عام مضى على توصية الأطباء بمستشفى الجمهورية التخصصي بعدن حاجة المريضة "هيلين" إلى إجراء تحاليل خاصة مع علاج في مركز متخصص في الفشل الكلوي كونها تعاني من أورام في الكلى والقصور الكلوي المزمن الناتج عن مرض السكر لكن هذا التقرير المؤرخ بتاريخ 22 فبراير من العام الجاري لم يشفع لها العلاج في الخارج لعدم امتلاكها قيمة تذاكر السفر وقيمة العلاج في الهند.
زارت "هيلين" معظم عيادات الكلى بعدن كي تتغلب على المرض ؛ لكن دون جدوى ؛ في حين ينصح أطباء الكلى أمراضهم بالسفر إلى الهند للعلاج لعدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة في اليمن إلا أن الكثير منهم لا يستطيعون السفر لعدم قدرتهم على التكاليف فيفضلون الموت ألماً وحسرة.
استعانت "هيلين" مؤخراً بأحد الصحفيين كونه الأقرب إلى المؤسسات الحكومية _حسب اعتقادها_؛ وما إن ذهب الصحفي إلى شركة طيران اليمنية بمدينة خور مكسر أخبروه بأن الشركة أوقفت إعطاء التذاكر العلاجية المجانية بسبب مديونية لدى السلطات المحلية بعدن تجاوزت (419) مليون ريال يمني.
لم تأبه المرأة للأقوال التي تتحدث عن سفريات لغير المرضى إلى الأردن ومصر وماليزيا للنزهة على حساب المرضى والموجوعين ؛ فالمرأة لا تهتم بالسياسة ولا تعيرها اهتماماً فهي ربة بيت تقاسم جسدها النحيل السكر والفشل الكلوي وترزح تحت رحمة الأنسولين وأصناف كثيرة من العلاجات التي لا تتعدى مفعولها التسكين.
تستمع "هيلين" عن جمعيات خيرية توهب المرضى ولو جزء بسيط من تكاليف العلاج لكن هذا بعيد المنال كون الحرب قضت على أمآل الفقراء ؛ وأن كل المحاولات الحكومية التي ستقودها إلى حيازة تذاكر سفر مجانية أصبحت فاشلة مما شكل لديها حالة نفسية صعبة.
ما يقارب من (1400) $ هي قيمة تذكرتي السفر إلى الهند بالإضافة إلى (6000) $ القيمة الإجمالية لعلاج "هيلين" لا أكثر وهذا المبلغ قد يكون زهيداً عند البعض لكنه في قاموس الفقراء أحجية يستحيل الوصول إليها في ظل هذا الوضع الاقتصادي المجنون.
ثلاثة إلى أربعة مراكز خاصة بمرضى الفشل الكلوي بعدن بما فيه مستشفى الصداقة والجمهورية وعبود إلا أن مئات من المرضى ينضمون يومياً إلى قائمة المصابين بالمرض الذي تفشى بشكل مخيف ؛ ويموت البعض منهم لعدم مقاومة أجسادهم المرض ؛ ويسعى من يمتلك مالاً بالعلاج في الخارج لما لها من فعالية ووفرة الأجهزة والإمكانيات الهائلة وهذا ما تفتقده اليمن ككل ؛ لكن هل سيكتب الحظ هذه المرة للمرأة المريضة بالنجاح قبل أن يصطادها الموت بغتة كما هو الحال للكثيرين؟