من هم رواد التسامح والتصالح الجنوبي؟

التصالح والتسامح الجنوبي ليس مجرد شعارٌ نرفعه، أو مصطلح تلوكه ألسنتنا، بل هو سلوك ونهج يجب أن تجسده أفعالنا وأقوالنا وتعاملاتنا.

فمن وجد ممارساته أو معاملاته تتعارض مع ذلك المبدأ الأخلاقي والقيمي السامي فليراجع نفسه ويصلح سلوكه ليكون مثالاً يحتذى به في تجسيد قيم التسامح والتصالح.

ومن هذا المنطلق ولتحفيز جميع أبناء الجنوب لتجسيد هذا السلوك في كل تعاملاتهم، فإنني أوصي قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بإغتنام ذكرى التصالح والتسامح سنوياً لتكريم عشر شخصيات جنوبية كرست نهج التصالح والتسامح قولاً وعملاً، بمنحهم شهادات تقديرية، وإطلاق لقب #روادالتسامحوالتصالح_الجنوبي عليهم والعمل على ارسالهم في رحلة إلى كل مناطق الجنوب يلتقون خلالها بكافة أبناءها ويقومون بإلقاء محاضرات وإقامة لقاءات مع مختلف شرائح المجتمع الجنوبي، لتحفيز الجميع على الاتصاف بصفات التسامح والتصالح وبهذا نكون قد استطعنا تجسيد هذا المبدأ وخلقنا بيئة أكثر تحفيزاً على تجسيده في كافة المعاملات.

ولضمان أن لا يكون اختيار الشخصيات المكرمة سنوياً عبثياً أو خاضعاً لمزاج شخص القائم على التكريم، فإن الأمر يتطلب في بادئ الأمر، وضع المعايير المحددة لصفات من يستحقون الحصول على لقب #روادالتسامحوالتصالح ولعل أهمها ما يلي:

- أن يكون من الشخصيات المشهود لهم بحسن الخلق وطيب المعشر، وطيب المعاملة، وصدق القول.

-  أن يكون ممن يحمل هم الجنوب وحمل لواء قضيته الجامعة، بعيداً عن التعصب بجميع أشكاله وممارساته.

- أن لا يكون له أي نشاط أو سلوك عنصري سواءً أكان بالقول أو بالفعل.

- أن يكون ممن حملوا على عاتقهم مهمة محاربة العنصرية والتمييز بكل أشكاله وأنواعه.

- أن يكون ممن يعكسون صورةٌ طيبة عن الجنوب لدى الغير في الداخل والخارج.

- أن لا يكون قد شارك بنفسه مشاركة فاعلة في أي صراعات جنوبية.

- أن يكون ممن تجاوز العمل تبعاً لانتمائه الحزبي أو المناطقي الضيق إلى فضاء العمل تبعاً لانتمائه للوطن الجنوبي ككل.

وللتأكد من أنه سيتم الأخذ بالمعايير المحددة أعلاه وتطبيقها بشفافية، فإنه يجب أن يتم إختيار لجنة متخصصة تعني بهذا الشأن، على أن يكون شخصياتها من المشهود لهم بالصدق والحيادية والأمانة والإنصاف.

يمكن أن يتم حسم الأمر في حال إختلاف اللجنة بشأن الشخصيات التي تستحق أن تكرم، بأن يتم منح درجات تقسم كالتالي:

-  50% من قبل اللجنة،

-  50% تعرض للتصويت الشعبي عبر إحدى وسائل الاتصال والتواصل الحديثة.

ما هي الأهداف المراد تحقيقها من تطبيق المبادرة؟

- تحفيز كافة أبناء الجنوب، للتنافس على هذا اللقب، لما يمكن أن يحظى به المكرمون من امتيازات اجتماعية وسياسية.

- السعي لإسكات الأصوات المثيرة لدعوات العنصرية، بأسلوب راقي ومتميز.

- الإسهام في تنفيذ حملات توعوية تشمل كافة مناطق الجنوب، وعلى أيدي شخصيات أختيرت بعناية لتكون قدوة حسنة وواجهة اجتماعية مشهود لها.

- إنهاء مآسي الماضي ومنغصاته، وردم هوة أي صراع يؤسس له حاضراً أو مستقبلاً.

- العمل على الحد من نجاح قوى النفوذ المعادية لشعب الجنوب من إثارة أي نزعه عنصرية مستقبلاً.

ختاماً، أضع هذه الفكرة كبذرةٍ تحتاج لمزيدٍ من العمل عليها لتصبح مكتملة، ومستعدٌ لتطويرها وتنميقها إن وجدت القبول، وآمل أن تنال إعجابكم وتحظى بدعمكم لتجد طريقها إلى تنفيذ، كما أتمنى أن يتم العمل بها بدءاً من الذكرى الثانية عشر للتسامح والتصالح الجنوبي، والتي تحل علينا بعد أيام قلائل.