يحيا الجنوب

المصاعب والشدائد تكشف المعادن، فحادثة منع القيادات الجنوبية من العودة إلى الجنوب ومحاولة تغيير أمن مطار عدن الجنوبي بقوات غير جنوبية من قبل التحالف، أظهرت مدى ترابط أبناء الجنوب قيادةً وجيشًا وشعبًا ووقوفهم يداً واحدةً لمواجهة التحديات بدرجة ملفته للأنظار، أثارت إعجاب الشعوب العربية والأجنبية، وضربت مثالاً يحتذى به في كيفية تعامل الشعب مع القيادة وكيف تتعامل القيادة مع الشعب أيضا، راسمين لوحة قلما تجد لها نظيرًا في التلاحم والوفاء الصادق للوطن.

بيد أن الذين عايشوا الشعب الجنوبي عن قرب يدركون جيداً أسباب العلاقة الحميمية بين الشعب والقيادة والجيش الجنوبي دون الحاجة للشرح أو التفسير، فالقيادات الجنوبية هي الشعب والشعب هو القيادة، فتجد القيادات الجنوبية تختلف عن بقية القيادات السياسية الأخرى، فهي على الدوام في الميدان وبين الجماهير ولا وجود للحواجز بين المواطن الجنوبي والجندي والقائد.

القيادات الجنوبية انتجتها الجبهات والمعارك وجاءت من صلب الشعب في مرحة صعبة وحملت أهداف وتطلعات الشعب، فتشكلت القيادات السياسية والعسكرية والأمنية كامتداد لتاريخ الثورة الجنوبية المطالبة باستعادة الدولة الجنوبية "الحراك الجنوبي السلمي"، وبعد غزو الجنوب في العام 2015 من قبل الحوثي وعفاش وقيام عاصفة الحزم بقيادة المملكة وقفت القيادات الجنوبية والشعب والثورة مع التحالف نتيجة تداخل القواسم المشتركة في محاربة المد الفارسي وتحرير الجنوب دون التخلي عن أهداف ثورة الجنوب التحررية ونيل الاستقلال.

لذلك قدم الجنوبيون التضحيات وفاءً لثورتهم ولهذه الشراكة العربية مع التحالف والتي ما تزال القيادة والشعب تحافظ عليها حتى اليوم، ولن يجد التحالف العربي شريكاً مخلصا ووفياً في حربه على الحوثي مثل الحليف الجنوبي، وإذا ما أراد التحالف تصحيح الفشل والهزائم في الجبهات عليه بتصحيح تحالفاته، أما الجنوبيون محصنون من الداخل وقادرون على صناعة مستقبلهم بأنفسهم وماضون في استعادة دولتهم وليسوا تابعين لأحد.