القتل الحوثي البطيء.. المليشيات تغرس الأوبئة بمراكز احتجاز المسافرين
في الوقت الذي تسود فيه حالة من الهلع في مختلف دول العالم بعد تفشي فيروس كورونا على صعيد واسع، فقد كثرت التحذيرات من تعمّد المليشيات الحوثية نشر أوبئة بمراكز احتجاز غير صحية للمسافرين، ضمن اعتداءات غاشمة تنهش في القطاع الصحي.
مصادر حقوقية حذَّرت من خطورة احتجاز المليشيات الحوثية للمسافرين في مداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتها، مؤكدةً أنّ الاحتجاز الجماعي ينذر بتفشي الأوبئة.
وكشفت المصادر أنّ المليشيات تمارس عمليات احتجاز جماعية للمسافرين نحو صنعاء تحت مبرر الحجر الصحي، مشيرةً إلى أنّ المليشيات تحتجز منذ أسبوعين عشرات المواطنين في نقطة عسكرية خارج مدينة البيضاء.
وتتم عملية الاحتجاز في ظروف غير آدمية تعرض المسافرين لمختلف الأمراض والأوبئة، حيث يتعرض المسافرون للإهانات والابتزاز لدواعٍ سياسية ومناطقية، من قبل مسلحي المليشيات الذين يفرضون إتاوات على المسافرين بحجة مكافحة فيروس كورونا.
في الإطار ذاته، قامت المليشيات الحوثية بإغلاق أهم أقسام مستشفيات محافظة صنعاء ومنها أقسام الولادة وأمراض النساء بحجة انعدام المياه، كما تنشر معلومات مضللة لمحاولة إخفاء الدعم المقدم من المنظمات الدولية وبرامج الأمم المتحدة.
إجمالًا، دفع القطاع الصحي في اليمن أفدح الأثمان مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، بسبب الجرائم العديدة التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران.
وتعمَّدت المليشيات الحوثية قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمنت المليشيات الحوثية على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.
لا يقتصر الأمر على ذلك، فمنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، أجاد هذا الفصيل الإرهابي التلاعب بالحقائق، وتحميل أطراف أخرى مسؤولية تفاقم أي أزمات، لا سيّما فيما يتعلق بالقطاع الصحي.
وفيما تزايدت المخاوف من تفشي فيروس كورونا على الصعيد الدولي، فإنّ قيادات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران عملت على اتهام التحالف العربي بنقل فيروس كورونا إلى اليمن, مع تأكيد خلو مناطقهم من الفيروس.
الاتهام الجاهز في حالة ظهور أي حالة مؤكدة بالفيروس, كرره ناطق مليشيا الحوثي الإرهابية محمد عبدالسلام الذي أكد أنه في حال ظهور أي حالة إصابة بالفيروس فإن التحالف هو المسؤول عن ذلك, مكررًا اتهامات سابقة أطلقها وزير الصحة في حكومة الحوثي غير المعترف بها طه المتوكل والقيادي محمد علي الحوثي عضو ما يسمى المجلس السياسي.
مصدر صحي في صنعاء قال لـ"المشهد العربي" إنَّ الاتهامات الجاهزة للتحالف التي أفصحت عنها مليشيا الحوثي الإرهابية, هي محاولة من المليشيات للتهرب من مسؤولياتها, وتبرير مسبق لفشلها في مواجهة الوباء.
وأضاف المصدر أنّ المليشيات حرمت المستشفيات العامة من ميزانياتها، ودمرت المستشفيات الخاصة, ولم يعد المريض يتلقى أي شيء، ويضطر لشراء كل احتياجاته من الخارج بما في ذلك أبسط الأشياء, وخصصت كل الأموال لدعم الجبهات على حساب الخدمات الضرورية للمواطن والمكفولة له قانونًا.
وأكَّد أنّ المليشيات دمرت القطاع الصحي من حيث إيقاف موازنات المستشفيات, وتعيين عناصرها غير المؤهلة لإدارة المستشفيات، لافتًا إلى أنَّ المستشفيات الحكومية في صنعاء تعمل بالدعم المقدم من المنظمات, بما في ذلك الوقود للمولدات الكهربائية الخاصة بالمستشفيات.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية قد نشرت تقريرًا عن احتمالية تفشي فيروس كورونا في اليمن، استطلعت فيه آراء خبراء منظمة الصحة العالمية وأطباء محليين.
وقالت الوكالة إنَّ معظم المرضى الذين يصابون بالفيروس التاجي الجديد يعانون من أعراض خفيفة فقط، ويتعافون بعد حوالي أسبوعين، مؤكدا أنه يمكن أن ينتشر من قبل أولئك الذين ليس لديهم أعراض واضحة، وأضافت أن الأطباء في اليمن يعتقدون في كثير من الحالات أن الفيروس قد وصل ويخشون من أنّ الافتقار إلى أنظمة مراقبة المرض يسمح بتفشي الوباء.
وبحسب الوكالة، يخشى الأطباء في اليمن من أن الحرب المستعرة والأزمة الإنسانية ستفاقم من صعوبات تحديد سلاسل العدوى واحتواء الفيروس.
وأشارت إلى تحديد منظمة الصحة العالمية مرفقين لإجراء الحجر الصحي وتشخيص مرضى فيروس كورونا، الأول في صنعاء التي يسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والثانية في العاصمة عدن.