انتهاكات الحوثي ضد المدنيين.. موتٌ مسكوت عنه

الثلاثاء 24 مارس 2020 14:10:55
 انتهاكات الحوثي ضد المدنيين.. موتٌ مسكوت عنه

"من آمن العقاب، ارتكب كل انتهاك".. مقولةٌ أصبحت تليق على الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، دون أن يتدخّل المجتمع الدولي بإجراءات تردع هذا الفصيل عن ارتكاب الجرائم.

وبهدف ترهيب السكان وإخضاعهم وإذلالهم، فقد كثرت الجرائم المروعة التي يرتكبها هذا الفصيل الإرهابي.

مصادر حقوقية كشفت عن ارتكاب المليشيات الحوثية أكثر من 200 انتهاك، في عدة محافظات خلال الثلاثة الأسابيع الماضية.

وارتكبت الميشيات 240 حالة انتهاك ضد المدنيين في عدد من المحافظات خلال الفترة من 1-20 مارس الجاري.

وشملت الجرائم، 53 حالة قتل بينها أربع نساء وستة أطفال، وجرح 36 حالة بينها امرأتان وثلاثة أطفال.

كما ارتكبت المليشيات 14حالة قتل تصفية وإعدامات ميدانية قامت بها المليشيا بحق مدنيين، منها ست حالات قتل نتيجة طلق ناري مباشر، وحالة نتيجة قنص بطلق ناري في الرأس، وحالة قتل نتيجة التعذيب في المعتقل والسجون السرية بالإضافة إلى حالة واحدة بأزمة قلبية بسبب التهديد المباشر لأحد المدنيين.

وتضمّنت الجرائم كذلك 151 حالة اختطاف واعتقال تعسفي طالت المدنيين، بينهم سبع حالات اعتقال لأطفال، وسبع معلمات (مديرات مدارس).

الانتهاكات شملت كذلك تعذيب المختطفين حتى الموت، وارتكاب المجازر الجماعية بحق المدنيين وتعمد استهداف الأحياء الآهلة بالسكان والأسواق الشعبية بكافة أنواع القذائف غير الموجهة كقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، وزراعة الألغام في الأراضي الزراعية والطرق الفرعية، والتمترس في المنشآت التعليمية والأحياء السكنية والشوارع الرئيسية والأسواق العامة.

وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.

ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.

ومع تعدُّد التقارير الدولية التي بيَّنت حجم المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، يظل المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.

ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.