الشرعية توظف دعوات التهدئة لاستكمال تسليم الجبهات للحوثي
في الوقت الذي تحاول فيه أطراف إقليمية عدة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن، استمرت الشرعية في خطواتها نحو تسليم الجبهات إلى المليشيات الحوثية، وذلك في محاولة لانشغال المجتمع الدولي بالتواصل مع الأطراف المختلفة لبحث إمكانية التوقيع على الهدنة خلال الأيام المقبلة.
وسلمت الشرعية، فجر اليوم الاثنين، معسكر اللنبات والذي يقع شرق محافظة الجوف بعدته وعتاده إلى المليشيات الحوثية، وذلك بعد أسبوع تقريباً من تسليم معسكر كوفل الإستراتيجي في محافظة مأرب، وذلك استمراراً لعمليات الانسحاب الخسيسة التي تقوم بها مليشيات الشرعية وشملت غالبية جبهات الجوف ونهم ومأرب.
ويشير مراقبون إلى إن الشرعية تحاول المضي قدماً باتجاه الالتزام بالتعهدات السرية مع المليشيات الحوثية والتي أسفرت عن هروب عناصر الإخوان من الشمال في مقابل مساندة الحوثي للشرعية من أجل اختراق الجنوب، وأن الأطراف الإقليمية التي ترعى هذا الاتفاق وعلى رأسها قطر وتركيا وإيران تحاول بشتى السبل عدم تفويت الفرصة الحالية قبل أي قرارات دولية قد تصدر بشأن وقف إطلاق النار.
ويذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية تحاول تثبت وجودها في محافظة تعز، وذلك لضمان عن مهاجمتها مجدداً من المليشيات الحوثية، إذ أنها حوّلت المحافظة إلى نقطة انطلاق نحو الجنوب، وأنها لن تمانع في تسليم مزيد من الجبهات في مأرب لصالح تقوية نفوذها في تعز.
كشفت مصادر إعلامية عن سيطرة مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، على معسكر اللبنات، فجر اليوم الاثنين.
وقالت إن مليشيا حزب الإصلاح الإخواني، سلمت المعسكر الواقع شرق الجوف، بعدته وعتاده إلى مليشيا الحوثي، مؤكدة انسحاب مليشيات الإصلاح من محيط المعسكر، قبل سيطرة الحوثيين عليه، مشيرة إلى تنسيق كبير بين الطرفين.
ولفت ناشطون في مأرب، إلى وصول قوات موالية لحزب الإصلاح إلى المحافظة بعد انسحابها من معسكر اللبنات.
ويعد معسكر اللبنات مركز تجمع قوات الشرعية في محافظة الجوف، بقوة يصل تعدادها إلى 8 آلاف جندي، بعد الانسحاب من مديرية الغيل ومدينة الحزم.
وبالتوازي مع ذلك أطلقت الشرعية سراح عدداً من الأسرى التابعين للمليشيات الحوثية الإرهابية، وأرجعت الأخيرة تحرير عناصرها إلى ما وصفته بـ"تفاهمات محلية"، في محافظة الجوف، مؤكدة استقبال 14 من عناصرها.
وبينما أعلنت المليشيا تحرير أسراها في الجوف، تجاهلت الشرعية الإعلان عن إطلاق سراحهم، والأسباب التي دعت إلى هذه الخطوة.
وقبل أيام كشف الناشط السياسي علي الأسلمي عن اتفاق تم بين المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية والحوثي لتسليم مأرب.
وكتب الأسلمي عبر تغريدة له على "تويتر" رصدها" المشهد العربي":"اتفاق حوثي إخواني بموجبه تم تسليم نهم ومحافظة الجوف نكاية بالمملكة العربية السعودية وقريبا سيتم تسليم محافظة مأرب بنفس الطريقة".
وأضاف:" معركة الإخوان أصبحت جنوبا وليس الشمال الذي يخضع لحكم الحوثي هذه الحقيقة".
وعلى مدار السنوات الماضية، أقامت حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا علاقات وُصِفت بأنّها "سيئة السُمعة"، مع المليشيات الحوثية الموالية لإيران، مثّلت طعنات غادرة بالتحالف العربي.
أحد الأدلة التي فضحت هذا الواقع وقعت في مطلع مارس الجاري، عندما كشفت مصادر خفايا شحنة الأسلحة والذخائر، التي حاول سائق سيارة تهريبها، إلى مليشيا الحوثي في تعز، من الجزء الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان بالمحافظة نفسها.
واعترف السائق خلال التحقيقات التي تجريها وحدة من اللواء 35 مدرع، بأن قيادات عسكرية تنتمي لقوات الشرعية، تابعة لمليشيا الإخوان في تعز، سهلت له عملية التهريب.
ورجحت المصادر إعلان أسماء قيادات قوات الشرعية المتورطة في عمليات تهريب أسلحة إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، مع استمرار التحقيقات.
وكانت نقطة عسكرية تابعة للواء 35 مدرع، قد ضبطت سيارة محملة بالذخائر، في جبهة الأقروض بريف تعز الجنوبي، كانت متجهة إلى مليشيات الحوثي في منطقة الحوبان، في نهاية فبراير الماضي.
