اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام.. نظرة على كابوس اليمن

السبت 4 إبريل 2020 13:14:09
اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام.. نظرة على كابوس اليمن

في الوقت الذي يحيي فيه العالم، السبت، اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، ويركز الاحتفال هذا العام 2020 علي شعار "معًا في العمل على إزالة الألغام"، تتوجّه الأنظار سريعًا إلى اليمن، وما أحدثته الألغام التي زرعتها المليشيات وخلّفت موتًا لم يسلم منه أحد.

وتقوم المليشيات الحوثية بزراعة العبوات الناسفة وحقول الألغام في الطرقات والمزارع والأحياء السكنية والسواحل في مختلف مديريات محافظة الحديدة.

المليشيات منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتىباب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.


الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.

وكانت تقارير حقوقية حديثة قد بيّنت أنّ نحو 4.5 مليون معاق في اليمن بسبب ألغام الحوثي.

وطالب تحالف رصد مجلس حقوق الإنسان، بوقف التعاون مع المليشيات الحوثية في مجال نزع الألغام، ودعوة الجهات الدولية المانحة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى أن تبذل مزيدًا من الجهد للتغلب على المعوقات التي تحول دون حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على أبسط احتياجاتهم الأساسية.

وقالت عضو التحالف الدكتورة أروى الخطابي في كلمة أمام المجلس، إنّ تعداد ذوي الإعاقة في اليمن بلغ ما لا يقل عن 4.5 ملايين معاق، أي حوالي 15% من عدد السكان، وبسبب الألغام التي تزرعها المليشيات الحوثية منذ خمس سنوات التي بلغت مليوني لغم فإن أعداد ذوي الإعاقة تتضاعف بسرعة، فضلًا عن دفع مليشيا الحوثي بالأطفال والمدنيين إلى جبهات القتال، وهذا يعد أكبر تهديد لحياة الملايين في السنوات المقبلة

وأضافت أنّ المليشيات الحوثية فتحت خلال الأسابيع الأخيرة جبهات جديدة للقتال في الضالع والجوف ومأرب بدلًا من جنوحها للسلام وتطبيق التزامات اتفاق السويد، والتقارير التي تصل من هناك أنهم كلما دخلوا قرية أو مديرية فخخوها بالألغام في مساء اليوم نفسه، مما يعني أن كارثة الألغام واحتمالية الموت والإعاقة في تزايد مستمر بسبب صمت العالم عن هذه الجريمة الحوثية، بل والتعاون معها بمنحهم أموالًا ومعدات لنزع الألغام، بينما يعاودون استخدامها في زراعة مزيد منها.

وفي اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، تُشدِّد الأمم المتحدة على ضرورة تشجيع بناء قدرات وطنية وتطويرها في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام في البلدان التي تشكل فيها الألغام والمخلفات المنفجرة للحرب تهديدًا خطيرًا على سلامة السكان المدنيين المحليين وصحتهم وأرواحهم، أو عائقًا أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأكّدت أنّ الإجراءات المتعلقة بالألغام تعتبر عملًا إنسانيًّا لأنّها تنقذ الأنفس، وتضمن هذه الإجراءات إيجاد الألغام الأرضية وأخطار المواد المنفجرة في المناطق التي مزقتها الحروب ومن ثم تدمير تلك الألغام والمواد، مما يمكن في نهاية المطاف من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها.

وتقول المنظمة الدولية إنّها تنسّق الإجراءات المتعلقة بالألغام أعمال فرق لتطهير الطرق والمدارج من المواد المنفجرة فضلا عن تدريب السكان المحليين على إزالة الألغام والتخلص من المواد المنفجرة. ولذا، فعمل هذه الإدارة الأممية هو عمل أولي حاسم في الجهود الإنسانية التي تبذل في ما بعد.