كورونا إيران والإخوان
رأي المشهد العربي
يُمثِّل القضاء على النفوذ الإيراني وكذا النفوذ الإخواني الخطوة الأولى في مسار إحلال السلام والاستقرار في اليمن، بعدما دخلت الحرب عامها السادس، وقد طال أمدها على نحوٍ أصبح لا يُطاق.
ففي خطوة قد يتم التعويل عليها كثيرًا في المرحلة المقبلة، أعلنت الإدارة الأمريكية عن اتفاقها مع المملكة العربية السعودية على ضرورة مواجهة سلوك إيران المزعزع للاستقرار في اليمن.
واتفق وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي، على أن انعدام الاستقرار في اليمن لا يفيد أي طرف سوى النظام الإيراني وعلى ضرورة مواجهة سلوك إيران المزعزع للاستقرار هناك.
تحمل هذه الخطوة أهمية كبيرة نحو تحقيق الاستقرار في اليمن، لا سيّما أنّ الدعم المسلح المتواصل من قِبل طهران للمليشيات الحوثية يمكِّن هذا الفصيل الإرهابي من إطالة أمد الحرب ويزيد الأعباء على المدنيين في اليمن، بالإضافة إلى أنّ ذلك يحمل تهديدًا مباشرًا وصريحًا للأمن القومي العربي.
التحالف يدرك أهمية القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن المتمثل في دعم الحوثيين، لا يجب أن يغفل الطعنة التي يتلقّاها من قِبل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
فعلى الرغم من أنّ الدعم الهائل الذي نالته حكومة الشرعية من قِبل التحالف العربي على مدار السنوات الماضية، إلا أنّ هذه الحكومة التي تركت نفسها رهن الهيمنة الإخوانية، ردّت على هذا الدعم بأبشع ما يكون، بعدما ارتمت في أحضان المليشيات الحوثية.
خيانة الشرعية للتحالف حملت شقين، أحدهما عسكري يتمثّل في تسليم الجبهات والمواقع للمليشيات الحوثية، والآخر سياسي يتعلّق بإفشال أي محاولات لتحقيق الاستقرار السياسي والحديث هنا عن اتفاق الرياض الذي نال كثيرًا من الخروقات والانتهاكات الإخوانية ما قاد إلى إفشاله.
يعني ذلك أنّه إذا كان التحالف يقدِّر جيدًا ضرورة القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن وهو أمر بالفعل شديد الأهمية، لا يجب السماح بتفشي النفوذ الإخواني في الشرعية، فهو يمثل "كورونا سياسي" لا يختلف كثيرًا عن كورونا الصحي.