بين تعذيب الإصلاح وقصف الحوثي.. الموت يلاحق سجينات تعز
ارتكبت مليشيا الحوثي الإرهابية حادثاً أليماً، اليوم الأحد، بعد أن استهدفت سجن النساء في محافظة تعز، ما أدى إلى مقتل خمس سجينات وإصابة 28 آخرين، وهو الحادث الذي يعد حلقة جديدة ضمن ممارسات الإصلاح بحق السجينات في المحافظة وذلك بعد أن مارس ضدهن أشد أساليب التعذيب.
وقالت مصادر محلية أن أربع قذائف أطلقتها ميليشيا الحوثي على السجن وسقطت إحداها في قسم النساء بالسجن المركزي غرب محافظة تعز، مشيرين إلى مقتل بعض السجينات وإصابة البعض بإصابات خطيرة تم إسعافهن إلى المستشفيات القريبة من السجن.
ويقع السجن المركزي غربي المدينة، ويعد منطقة تماس معرضة للاستهداف، من مليشيات الحوثي التي تفرض سيطرتها على محيط المدينة، وتتمركز في عدد من المواقع الهامة في شارع الخمسين ومناطق أخرى.
ويرى مراقبون أن المليشيات الحوثية تتحدى الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار بتصعيد عسكري غير مسبوق إذ أن الاستهداف الأخير جاء بعد أقل من يوم على استهداف منشأة نفطية في مأرب.
وخلال أقل من أسبوعين، أطلقت الأمم المتحدة 5 دعوات للأطراف المختلفة تطالبهم فيها بوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة الانتشار المتحمل لفيروس كورونا الجديد، إلا أن المليشيا الحوثية واصلت أعمالها الإرهابية.
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفعت النساء أثمانًا فادحة جرَّاء الانتهاكات التي ارتكبتها العناصر الإرهابية، والتي مثَّل التعذيب في السجون أحد أبشع صنوفها.
وفيما قوبلت جرائم الحوثيين بصمت مريب من المجتمع الدولي، فقد توسَّعت المليشيات في ارتكاب الانتهاكات لا سيَّما ضد النساء، اللاتي واجهن آثاراً مروِّعة من التعذيب في سجون معلنة وسرية أنشأها الحوثي لهذا الغرض.
وعلى مدار السنوات الماضية، حوَّلت المليشيات الحوثية عددًا من مباني صنعاء إلى سجون وحشية، تُمارس فيها أبشع صنوف التعذيب، وصفتها المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر، بأنّها تفوق جرائم التعذيب التي في سجن جوانتانامو أو سجن أبو غريب بالعراق.
ورُصِدت الكثير من الشهادات المروعة والمقززة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين، بحسب تقرير للمنظمة قال إنَّ القائمين على هذه الجرائم البشعة تجرَّدوا من إنسانيتهم وآدميتهم, بل ويتلذذوا بما يمارسونه من إجرام وإيذاء لنساء ضعيفات لاحول لهن ولاقوة سوى الصراخ وتوسل الجلادين الذين نزعت من قلوبهم الرحمة.
وتواجه النساء الضحايا في أقبية السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في مليشيا الحوثي ظروفًا مأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن، حتى أنّ بعض النساء الضحايا دخلن في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلالهن وامتهانهن وتدمير نفسياتهن.
ورصدت المنظمة الحقوقية عددًا من محاولات الانتحار لضحايا تلك السجون, فضلًا عن إصابة بعض المعتقلات والمختفيات قسرًا بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضن له.
ودعت المنظمة، المجتمع الدولي إلى تحرُّك عاجل لإغلاق هذه المعتقلات وإخضاع الضحايا لبرامج تأهيل نفسية, وبدء التحرك لمقاضاة القيادات الحوثية المتورطة في ارتكاب هذه الجرائم, التي تعد من الجرائم ضد الإنسانية في محكمة الجنايات الدولية.
وعبرت المنظمة عن أسفها واستنكارها لإعادة القيادي الحوثي المتهم بالوقوف وراء تلك الجرائم المدعو سلطان زابن إلى منصب مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي وتعيين المدعو حسن بتران مساعده في تلك الجرائم مديرا للبحث الجنائي في محافظة إب، وتوزيع بقية المتهمين في مناصب أمنية حساسة تمس أمن وكرامة وخصوصيات المواطنين بعد إدانة تلك القيادات بارتكاب هذه الفظائع والجرائم وإيقاف الإجراءات القضائية بحقهم.
لا تقصتر الاعتداءات الحوثية على النساء في السجون فقط، فحرب المليشيات العبثية التي أكملت عامها الخامس، ضاعفت من مستويات العنف والقيود على المرأة.
بحسب منظمة العفو الدولية، فإنّه على الرغم من أنَّ النزاع في اليمن كان له تأثير رهيب على كل المدنيين بصفة عامة، فإنَّ النساء والفتيات تأثرن بهذا الوضع بشكل غير متناسب.
وأضافت أنَّ المرأة التي لا يرافقها أحد اقاربها تواجه مخاطر متزايدة من العنف عند نقاط التفتيش، ويشمل أحد التكتيكات الفعلية التي تستخدمها مليشيا الحوثي حلق شعر الرأس، ولا سيما رؤوس العرائس الجدد اللاتي يسافرن بين المحافظات بمفردهن عند نقاط التفتيش بهدف الاجتماع مع أزواجهن.
وأضافت: "في هذا المجتمع، يُتوقع من المرأة جذب زوجها جسديا، فضلا عن الاعتناء به وعادة ما ينتهي الأمر بهؤلاء النساء إلى الطلاق، والعار والحزن".
وأوضحت المنظمة أنَّه في الغالب تتردد ضحايا العنف اللاتي يتعرضن لحلق الرأس مثلاً في الإبلاغ عن الانتهاك الذي تعرضن له، إذ يخشين من ردة فعل مجتمعهن المحلي ومسؤولي الأمن.