بلد المليون مصاب.. الحوثي يحوِّل كورونا إلى سلاح ترهيب
تواصل المليشيات الحوثية استخدام سلاح كورونا من أجل ترهيب السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتبرير الحملات المفضوحة للمليشيات التي تزايدت في الأيام الماضية من أجل تكوين الثروات المالية.
وزير الصحة في حكومة المليشيات طه المتوكل اعترف في إحاطة أمام برلمان صنعاء، إصابة مليون يمني بفيروس كورونا.
توقعات القيادي الحوثي تأتي في وقت بدأت الميليشيات فرض إتاوات وجبي مبالغ مالية من المواطنين والتجار بذريعة الاستعدادات لمواجهة تفشي وباء كورونا.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أمس الأول الاثنين، أنّ اليمن لا يزال خاليًّا من فيروس كورونا المستجد.
وفي بيان جديد حول شائعات انتشار كورونا في البلاد، أكد ممثل المنظمة في اليمن ألطف موساني في إحاطته المعلوماتية حول مستجدات الوباء أن اليمن هو البلد الوحيد في إقليم الشرق الأوسط الذي لم يسجل أي حالة إصابة حتى صباح الاثنين.
وأشار الى أنّ المختبرات المركزية في صنعاء وعدن تعمل بشكل جيد ويتم إجراء الفحوصات للحالات المشتبهة يوميا، مضيفا أنه لم تسجل أي حالة إصابة حتى الآن.
كما أوضح موساني أنه تم التعامل مع أكثر من 150 بلاغ اشتباه بالفيروس وتم التحقق منها عبر فرق الاستجابة السريعة التي تساعد في تشخيص الحالات، لافتا إلى أن نحو 333 فريق استجابة سريعا يعمل بشكل مستمر للتحقق من كل البلاغات.
وأشار إلى أنّ منظمة الصحة العالمية تعمل بشكل وثيق مع السلطات الصحية في اليمن لتجهيز وحدات العناية المركزة في المستشفيات، ومع العاملين الصحيين لتزويدهم بالكيفية التي تمكنهم من التعامل مع فيروس كورونا.
في الوقت الذي يرى فيه العالم أجمع مخاطر جائحة كورونا وما سبّبته من رعب هائل، ورافقته إجراءات استثنائية لكبح جماح الفيروس، فإنّ المليشيات الحوثية تواصل استخدام كورونا كوسيلة للتربح.
وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، صورًا عرضها حوثيون لأجهزة طبية بينها أجهزة تنفس من أجل البيع.
يأتي هذا فيما أكّد فنيون أنّ من بين الأجهزة الطبية المعروضة في الصور المتداولة، ما يخص القلب والتنفس.
وبيّنت مصادر في وزارة الصحة بحكومة المليشيات "غير المعترف بها"، أنّ الأجهزة خرجت من مخازن حكومية تابعة للصحة، وأنها تشمل أجهزة تنفس ومعدات طبية أخرى.
وأشار الفنيون إلى أنّ السعر المحدد وفق الفاتورة المرفقة قرين اسم كل جهاز هو بخس جدا مقارنة بالسعر الأصلي الذي يصل إلى أضعاف لكل جهاز منها.
ويقدر عدد الأجهزة المعروضة للبيع بنحو 22 جهازًا متنوعًا بأسعار تتراوح بين 1300- 3500 دولار لكل جهاز.
وتعد أجهزة التنفس الصناعي أحد أهم الوسائل في معالجة صعوبة التنفس التي يسببها فيروس كورونا المنتشر عالميا، وتمثل قلتها في بلدان متقدمة واحدة من مشكلات التعامل مع الجائحة.
وحوّلت المليشيات الحوثية المخاوف من وصول جائحة كورونا إلى اليمن، إلى وسيلة للتربح، تدر على هذا الفصيل الإرهابي كثيرًا من الأموال.
وفي الأيام الماضية، أقدمت المليشيات الموالية لإيران على فرض إتاوات على القطاع الصحي بدعوى مواجهة "كورونا".
وتتواصل حملة الجبايات الحوثية الجديدة بخطى متسارعة وتستهدف منتسبي القطاع الصحي في مختلف المناطق.
ويرى محللون أنّ المليشيات الحوثية حولت مواجهة كورونا إلى أداة لابتزاز ونهب مختلف القطاعات الحيوية.
وطالت مثل هذه الحملات المنشآت الطبية الحكومية والخاصة كافة والصيدليات المنتشرة في معظم المناطق.
وأكّدت مصادر طبية أنّ مئات المستشفيات اضطرت للرضوخ إلى الضغوط الحوثية ودفع إتاوات تتراوح بين 300 ألف وميلوني ريال.
ولا تفوّت المليشيات الحوثية الموالية لإيران فرصةً للتكسب إلا وتمارسها من أجل تكوين ثروات مالية ضخمة، بغية تحقيق الثراء الفاحش.
واستغلت قيادات حوثية أزمة "كورونا" الجديد وتاجرت في صناعة أدوات التعقيم والكمامات الوقائية، حيث رفعت المليشيات الأسعار بالأسواق وحاولت صناعة أدوات طبية بطرق بدائية وغير صحية.
يبرهن ذلك على أنّ المليشيات لا تفوِّت فرصة استغلال الأحداث وتجييرها لصالحهم مهما كانت من أجل الكسب المادي.
المليشيات الحوثية لم تكتف باستغلال وباء كورونا لتسخيره من أجل حشد المقاتلين الجدد، لكنها تجاوزت ذلك لجعله بوابة جديدة لنهب أموال القطاعات الاقتصادية في صنعاء.