هكذا مات يونس !

اختفت ابتسامة يونس صالح الزهر، اليوم في العاصمة عدن، اخ صديقي خالد اليافعي، عزيت خالد وثمة وجع كبير يسكن قلبه، وقلب والده حيث عجز عن إكمال حديثه معنا فحشرجة صوته وانكسارة قلبه نبأت بحدث عظيم عصف بهم، الحمد لله على كل حال يا ولدي، هكذا تحدث وخلف كلماته تجلت واقعة عظيمة، ابطالها أطباء بلا ضمير ولا رحمة ولا إنسانية.

رفضت المشافي قبول يونس في عدن وساهموا في إطفاء جاذبيته وتوقف نبضات قلبه، رغم ان كل ما يحدث لنا قضاء و قدر ولكن يجب أن نتبع الأسباب، مستشفى النقيب و طاقمه الطبي رفضوا المساهمة في اعادة الحياة إلى روح يونس وبحسب خالد لم ينزلوا من غرفهم فقط كانوا يتطمنون عن سلامة أخيه بالجوال وحده الممرض ساهم و بذل قصار جهده في إنقاذ الطفل قبل أن تعتذر إدارة المستشفى عن قبول الحالة، حتى ضاقت بهم عدن ومن عليها وهم يشاهدون يونس أمامهم وروحه البريئة تتأهب نحو الرحيم من فوق هذه الارض البائسة التي يقطنها أطباء بلا رحمة.

لم يقبل يونس أي من مشافي عدن سوى مستشفى الصداقة، مستشفى حكومي يفتقر للكثير من الإمكانيات و يحتاج إلى الكثير من الرعاية و العناية لكي يتمكن من رعاية مرضاه، تم نقل يونس اليه ودخلوه الى غرفة العناية المركزة، غرفة صغيرة لا تتمتلك اكثر من 6 أسرة، حاولوا إيصال أكسجين الحياة إلى رئته و إنعاشه لكنهم عجزوا فقد كانت حالته حرجة وخصوصا وان المشافي رفضت قبوله حين كانت حالته قابلة للعلاج، تنهد خالد ثم قال ليس اخي الوحيد الذي رفض الأطباء علاجه في عدن، هناك حالات كثيرة ماتوا لنفس السبب، واشار الى احد الشباب وقال هذا فقد واحد من عائلته بعد أن رفض الأطباء علاجه.

سالت خالد وماذا عملوا لكم في مستشفى الصداقة تدارك انفاسه ثم قال ماذا عملوا، أعادوا إلينا يونس جثة، انكسر صوته لكن حاول إيصال رسالة هامة لنا جميعا ونحن نتكلم معه من اجل إيصال رسالت الناس، الناس الذي يموتون دون ان يجدوا من يساهم في انقاذ حياتهم، لماذا وضعت المشافي اذا كانت عاجزة عن انقاذ حياة الناس، كل هذه التصرفات يا خالد من أشخاص اعتقدنا انهم ملائكة الرحمة! أي ملائكة تَرَكُوا يونس يموت دون أن يساهموا في إنقاذ حياته!؟