خطة جريفيث.. كيف تُوقِف الحرب اليمنية؟
بعدما دخلت الحرب عامها السادس، يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث لاستغلال الوضع الراهن، من أجل تحقيق السلام والاستقرار، لكنّ هذا المسعى سيظل متوقفًا على إلزام المليشيات الحوثية بالسير في هذا الطريق الآمن.
جريفيث أعلن عن ملامح مبادرته لوقف شامل لإطلاق النار في عموم البلاد، مشيرًا إلى تسليمها لحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية.
وكشف المبعوث الأممي عن شمول المبادرة ثلاثة مقترحات، تبدأ بإقرار وقف إطلاق النار يشمل عموم اليمن، ويكون خاضعًا للمساءلة، يتبعها مجموعة من التدابير الاقتصادية والإنسانية للتخفيف من وطأة المعاناة عن المدنين، وبناء الثقة بين الأطراف، وصولا إلى استئناف العملية السياسية.
ولفت جريفيث إلى مبادرة لتعزيز تنسيق الجهود بين الأطراف ومنسق الشؤون الإنسانية في مواجهة تهديد التفشي المحتمل لفيروس كورونا المستجد.
ويعمل المبعوث الأممي على تعديل مبادرته بناءً على التعليقات والردود التي تلقاها من الأطراف.
ويحاول جريفيث البناء على ما أعلنه التحالف العربي من وقفٍ لإطلاق النار من جانب واحد، وهو ما دخل حيز التنفيذ ظهر أمس الخميس، فيما لا يزال التعويل على إلزام الحوثيين بالانخراط بهذا المسار.
وكان المتحدث باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي قد أعلن وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين اعتبارًا من نهار الخميس.
وقال المالكي، في بيان، إنّ وقف إطلاق النار، يهدف إلى تهيئة الظروف الملائمة، لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، لعقد اجتماع يجمع مختلف أطراف النزاع، واستئناف العملية السياسية.
وأرجع القرار إلى رغبة التحالف في تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن والتخفيف من معاناة المواطنين، والعمل على مواجهة جائحة كورونا ومنعه من الانتشار.
ولفت إلى أن الفرصة مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب.
واعتبر متحدث التحالف أن قرار وقف النار جاء للوقوف مع الشعب اليمني، وأعرب عن أمله في استجابة مليشيات الحوثي لوقف النار، وقال إن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة في اليمن.
وأشار إلى بدء إجراءات لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا في اليمن، وأكّد أنّ الجهد الإنساني للتحالف العربي، يفوق جهده العسكري في اليمن.
قوبلت هذه الخطوة من التحالف العربي بالكثير من ردود الأفعال المرحبة، حيث رحّب المبعوث الأممي بوقف إطلاق النار، ودعا إلى ضرورة استغلالها من أجل تحقيق الاستقرار.
ورحّبت جامعة الدول العربية، بإعلان التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، وقفاً لإطلاق النار يُغطى جميع مناطق العمليات في اليمن لمدة أسبوعين.
وطالب الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، في بيان، اليوم الخميس، مليشيا الحوثي، بإظهار الالتزام والتجاوب مع المبادرة، التي تُمثل فرصة نادرة لوقف نزيف الدم في اليمن.
وأشار إلى أن إعلان التحالف وقف إطلاق النار يضع الجانب الحوثي أمام مسئولياته، مشيراً إلى أن الشعب اليمني الذي أنهكته سنوات الحرب ينتظر من الحوثيين الانخراط في عملية سلام جادة تُفضي إلى اتفاق سلام شامل.