مأزق الشرعية بعد إعلان التحالف وقف إطلاق النار

الجمعة 10 إبريل 2020 19:01:32
مأزق الشرعية بعد إعلان التحالف وقف إطلاق النار

رأي المشهد العربي

تجد الشرعية نفسها في مأزق كبير بعد إعلان التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، مساء الأربعاء الماضي، وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين إذ أن استمرارها في خيانتها وكذلك انتهاكاتها اليومية بحق المواطنين في الجنوب ستكون مكشوفة للعلن، في ظل أجواء يطغى عليها التهدئة تحديداً مع إعلان المبعوث الأممي مارتن غريفيث وجود مبادرة للسلام.

تعد الشرعية الطرف الأكثر خسارة بعد قرار التحالف العربي، لأنها طالما قامت بتسليم الجبهات فيما كان قياداتها يحملون التحالف العربي مسؤولية ذلك ولا تعترف بخيانة قواتها، في حين أن التحالف كان يحاول تقليل آثار خيانات الشرعية على الجبهات بتكثيف الضربات الجوية التي أفقدت الحوثي توازنه.

مأزق الشرعية يكمن أيضاً في أن أي محاولة للوصول إلى سلام في الوقت الحالي لن تكون في صالحها بعد أن خسرت العديد من المواقع التي كانت تسيطر عليها السنوات الماضية، وكذلك فإنها لم تحقق ما ترجوه في الهيمنة على الجنوب، واهتزت صورتها كثيراً أمام أنصارها الذين فقدوا الثقة فيها.

بفعل تفكك الشرعية وخيانتها أضحت الطرف الأضعف في المعادلة بالوقت الحالي، لأنها فشلت في مواجهة مليشيا الحوثي في الشمال ولم تستطع أن تخترق العاصمة عدن في الجنوب وأضحت مليشياتها متفرقة غير قادرة على السيطرة على كتلة جغرافية متماسكة وواسعة، كما أن انقسام أعضائها يجعل دخولها أي مفاوضات مستقبلية أمراً صعباً وقد تجد نفسها في النهاية غير قادرة على الالتزام ما اتفقت عليه.

بالتأكيد سوف تحاول الشرعية التصعيد في الجنوب خلال الأيام المقبلة بحثاً عن أي مكاسب من الممكن أن تحصل عليها قبل الجلوس على طاولة المفاوضات غير أن تصعيدها سيكون مثار انتقادات دولية لاذعة لأنه يأتي في وقت يبحث فيه الجميع التهدئة وكذلك فإن الجنوب لن يسمح بأي انتهاكات تحديداً وأن هناك سيطرة أمنية على الأوضاع نتيجة الإجراءات القوية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي لمواجهة فيروس كورونا.

مأزق الشرعية يكمن أيضاً في علاقتها مع المليشيات الحوثية إذ كان من المقرر الاستمرار في تسليم الجبهات مقابل تلقيها مساعدات من الحوثي لاختراق الجنوب، في حين أن هناك ضغوط دولية كبيرة تمارس على إيران لإعلان وقف إطلاق النار أيضاً بعد قرار التحالف العربي، وبالتالي فإن الإقدام على تلك الخطوة قد يبعثر جميع أوراق الشرعية التي عوّلت على دعم الحوثي إليها.